التغير المناخي يفاقم النزوح القسري في قارة أفريقيا

التغير المناخي يفاقم النزوح القسري في قارة أفريقيا

28 مايو 2022
أزمات متعددة تعاني منها البلدان الأفريقية (Getty)
+ الخط -

يسعى الاتحاد الأفريقي مع الأمم المتحدة وأطراف ومانحين آخرين، بمناسبة قمة استثنائية مزدوجة تعقد، الجمعة والسبت، في غينيا الاستوائية، لمنع تفاقم الأزمات الإنسانية في القارة السمراء على وقع التغير المناخي وتوسع نشاط المجموعات المتطرفة.

في مالابو، يؤكد مساعد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، الدبلوماسي الكونغولي رؤوف مازو، أنّ الكوارث المرتبطة بالمناخ أدت خلال السنوات الأخيرة إلى تفاقم حركات النزوح السكاني إلى حدّ خطير، بعدما أججتها أساساً أعمال العنف والنزاعات، وهي تهدد بدورها بتصعيد النزاعات، ما سيُدخل بلدان المنطقة في حلقة مفرغة.

وفي 2021، كشف تقرير لمرصد أوضاع النزوح الداخلي أنّ 22.3 مليون شخص في العالم نزحوا داخل بلدانهم بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ، بالمقارنة مع 14.4 مليوناً نزحوا بسبب النزاعات والعنف.

وتزداد الفيضانات وموجات الجفاف تواتراً وشدة، وتطاول بشكل خطير دولاً مثل إثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان.

وأضاف رؤوف مازو: "الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي لا تهدد بزيادة الفقر والجوع وبالحد من الوصول إلى الموارد الطبيعية مثل المياه فحسب، بل قد تتسبب بتصاعد انعدام الاستقرار والعنف، وهذا ما يحصل حالياً في منطقة أقصى شمال الكاميرون، حيث يدور نزاع بين مربي المواشي وصيادي السمك والمزارعين حول الوصول إلى الموارد المائية النادرة، ما أرغم ما لا يقل عن مائة الف شخص على النزوح داخل الكاميرون، أو الفرار إلى الدول المجاورة".

وضربت أعاصير موزامبيق فيما أدت أعمال العنف والاضطرابات المتنامية في الشمال إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص.

وتقع منطقة الساحل في الخط الأمامي للأزمة المناخية، مع تزايد درجات الحرارة فيها بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي بـ1.5 مرة، ما يؤدي إلى تفاقم النزاعات على الموارد الشحيحة، ويزيد من صعوبة الحياة بالنسبة إلى من أرغموا على الفرار من بيوتهم.

والمؤسف أنّ العديد من الدول الأكثر عرضة للتغير المناخي تستضيف بالأساس عدداً كبيراً من اللاجئين والنازحين الداخليين، ولتدارك موجات نزوح جديدة ناتجة من التغير المناخي، فسيتدهور الوضع بشكل متواصل.

وحول وطأة الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي في أفريقيا، يقول مازو إنها ستتسبب في زيادة الأسعار، وتراجع المساعدات الغذائية، وبالتالي تفاقم أوضاع اللاجئين وغيرهم من النازحين قسراً في كل أنحاء أفريقيا، وستزيد من مخاطر قيام توتر بين مختلف المجموعات.

أسعار المواد الغذائية والوقود والأسمدة سجّلت ارتفاعاً حاداً، وتراجع القوة الشرائية يطاول بشكل خاص الأسر الأكثر هشاشة، أي اللاجئين والنازحين، وقد يشتد الجوع على ملايين العائلات المشردة عبر أفريقيا مع تضاؤل الحصص الغذائية بسبب عدم كفاية التمويل الإنساني.

من جهة أخرى، تشير وطأة الحرب في أوكرانيا على كلفة المواد الغذائية وتوافرها في العالم إلى أهمية استغلال المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة في أفريقيا من أجل وضع حد لاعتماد غير مجد على الاستيراد.

وتواجه منطقة الساحل إحدى أسرع أزمات النزوح في العالم بسبب اقتران انعدام الاستقرار السياسي بالعنف المعمم، وانقطاع المواد الغذائية، وأزمة المناخ.

وتعد المنطقة 2.86 مليون نازح داخلي، بزيادة عشرة أضعاف عما كان عليه العدد قبل عشر سنوات، وفي منطقة وسط الساحل، يتركز حوالى 75% منهم في تشاد والنيجر. في بوركينا فاسو وحدها، تخطى عدد النازحين الداخليين 1.85 مليوناً في إبريل/ نيسان الماضي، على إثر الهجمات الدامية التي شنتها مجموعات مسلحة.

(فرانس برس)

المساهمون