البرد والفقر يحاصران مخيمات النازحين في إدلب.. عوائل بلا مدافئ

البرد والفقر يحاصران مخيمات النازحين في إدلب.. عوائل بلا مدافئ

03 فبراير 2024
البرد يفاقم معاناة النازحين في مخيمات إدلب (منسقو استجابة سورية/فيسبوك)
+ الخط -

ضاعف انخفاض درجات الحرارة واشتداد البرد القارس معاناة العوائل في مخيمات إدلب شمال غربي سورية، حيث يعيشون في خيام متهالكة بلا وسيلة للتدفئة، وباتوا عاجزين عن تأمين أدنى متطلبات التدفئة لأبنائهم، وسط الفقر وانعدام الدخل.

وتضاعفت أسعار مواد التدفئة هذا العام، لتصل إلى حد لم يعد فيه النازحون الفقراء قادرين على مجاراته، وسط أحوال معيشية صعبة وفقر مدقع يعصف بهم وبعوائلهم عاماً بعد آخر.

تلجأ الطفلة فاديا الطبال (11 عاماً) لغطاء تلف فيه جسدها الضعيف ريثما يتسلل بعض الدفء إليها، بينما ترتعش برداً في خيمة مهترئة شمال مدينة الدانا.

تقول فاديا إنّ والدها مفقود منذ زمن ووالدتها لا تستطيع تأمين ثمن الخبز والطعام، أما البرد "فهو يلازمنا منذ بداية الشتاء ولا نستطيع درءه مع إخوتي الأربعة إلا ببعض البطانيات".
 
أما النازحة جميلة البكور (33 عاماً) المقيمة في مخيمات قاح شمال إدلب فهي لا تقوى على الكلام من شدة ما تلاقيه من برد وحسرة على حياتها التي ضاعت في مخيمات تفتقد لأدنى مقومات الحياة.

تقول جميلة إن فقر زوجها وعدم إيجاد عمل دفعهما لتحمل برد الشتاء مع أبنائهما مرغمين بلا مدفأة، موضحة "لا نملك ثمن مدفأة؛ التي لا يقل سعرها عن 50 دولاراً أميركياً، ولا ثمن مواد التدفئة التي وصل سعر أقلها إلى 200 دولار أميركي، بينما لا يتوفر لدينا قوت يومنا".

وأضافت "يخطر في بالي أحياناً إشعال نار من بقايا النفايات والبلاستيك داخل الخيمة في علبة معدنية فارغة لتدفئة أطفالي الذين راح البرد ينخر عظامهم، ولكنني أخاف من اشتعال الحريق داخل الخيمة المصنوعة من النايلون ما يتسبب بكارثة أكبر من كارثة البرد".

الحال ذاته تواجهه النازحة المسنة علياء المحمد السبعينية التي لم تعد قادرة على شراء مدفأة جديدة بعد اهتراء مدفأتها القديمة، كما لم تتمكن من تأمين مواد التدفئة هذا العام أيضاً.

مخيمات إدلب تفتقر للتدفئة

تقول المحمد، وهي ترتجف من البرد، إنها كانت تعوّل على المساعدات الإنسانية في تأمين التدفئة، وخاصة أنها تفتقد المعيل، وتعيش في خيمة قماشية لا تدرأ عنها برد الشتاء والصقيع الذي راح يفتك بصحتها المتعبة أساساً، مشيرة إلى أنها لم تتلقَ أي دعم من أي منظمة أو جمعية هذا الموسم، وهو ما فاقم وضعها سوءاً، وكل ما تستطيع أن تفعله هو محاولة الاعتماد على بابور الكاز، الذي تستخدمه في الطبخ، من أجل التدفئة أيضاً.

وطالبت المحمد المنظمات الإنسانية بتوفير مدافئ ومواد تدفئة تبعدهم عن المخاطر التي يتعرضون لها كل شتاء.

من جانبه قال أحمد اليوسف مدير مخيم الحنان بمشهد روحين شمالي إدلب لـ"العربي الجديد" إنّ أسعار مواد التدفئة بأنواعها المتعددة سجلت ارتفاعاً قياساً بالسنوات الماضية، الأمر الذي يحول دون قدرة الأهالي على تأمينها وسط تراجع ملحوظ لنشاط المنظمات الإنسانية في هذا الجانب.

وشدد على ضرورة العمل على تأمين مواد التدفئة للفئات الأشد فقراً على الأقل بالتزامن مع ندرة فرص العمل وتراجع دخل الفرد في مخيمات النازحين، حيث يعتمد القاطنون فيها بنسبة مرتفعة على مساعدات المنظمات الإنسانية في تأمين المدافئ ومواد التدفئة كل عام.

وأفاد فريق منسقو استجابة سورية بأنّ 67% من العائلات تسعى إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية لا سيما الغذاء، في محاولة يائسة للحصول على التدفئة خلال موسم الشتاء.

وأشار المصدر ذاته إلى أنّ 79% من العائلات النازحة، لا سيما داخل المخيمات، لم تحصل على مساعدات التدفئة خلال موسم الشتاء الماضي، الذي شهد وفيات بسبب انخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى الحرائق والأضرار في المخيمات نتيجة استخدام مواد غير صالحة للتدفئة.

المساهمون