الاحتلال يهدم مبنى عائلة شقيرات الفلسطينية في القدس ويتركها بلا مأوى

الاحتلال يهدم مبنى عائلة شقيرات الفلسطينية في القدس ويتركها بلا مأوى

10 مايو 2023
لم تترك جرافات الاحتلال سوى الركام (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

لم تترك قوات الاحتلال الإسرائيلي الشقيقين الفلسطينيين فراس وعلي شقيرات من بلدة جبل المكبر، جنوب القدس، في حالهما، بل أمعنت في تشريدهما بمعية أفراد عائلتهما المكونة من عشرة أفراد، وتركت الجميع بالعراء دون مأوى، وضاع المنزل الذي شيدوه قبل 7 سنوات، بعدما هدمته جرافات الاحتلال اليوم الأربعاء.

جرافات بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس هدمت، قبل ظهر اليوم الأربعاء، مبنى عائلة شقيرات المكون من شقتين سكنيتين في بلدة جبل المكبر، جنوب البلدة القديمة من القدس، بداعي البناء غير المرخص ووجوده في منطقة خضراء، وأحالته ركاماً.

يقول فراس شقيرات، أحد أصحاب المبنى، لـ"العربي الجديد: "إنّ المبنى الذي هدمته جرافات الاحتلال يتكون من شقتين سكنيتين، وهو مشيد منذ عام 2016، ومساحة كل شقة 110 أمتار، ويقطن في كل شقة 5 أفراد". 

قبل شهر تقريباً، وبعد مفاوضات من خلال المحامين مع سلطات الاحتلال، اتفق على تجميد الهدم حتى الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، مقابل دفع كفالة مالية مقدارها 30 ألف شيكل (نحو 9 آلاف دولار) عن كل شقة، ليفاجأ الشقيقان شقيرات قبل أسبوع بإلغاء بلدية الاحتلال الاتفاقية، بعدما تمت المصادقة عليها من المحاكم الإسرائيلية، وقررت الهدم، وتم الاتصال أمس الثلاثاء بهما، وجرى إبلاغهما بقرار الهدم، وبالفعل اقتحمت قوات الاحتلال البلدة منذ ساعات الصباح وأخرجت العائلتين من المبنى وهدمته.

وقبل عملية الهدم، حدثت ملاسنات بين أصحاب المنزل وقوات الاحتلال، وقال أحد الضباط: "بالنهاية سنهدم البيت، هل نهدمه بالقوة أو دون مشكلات؟"، حينها قال شقيرات: "لسنا نحن الذين نحدث المشكلات أنا أسكن في بيتي وأنت من جاء ليخرجني منه ويهدمه، هل أنا مفتعل المشكلة أم أنت؟ هذا البيت بعيد عن الشارع، ولا يشكل أي اعتداء على المرافق العامة أو الأراضي التابعة لبلدية الاحتلال، بينما أنتم ترفضون ترخيصه".

ويرى شقيرات أن "الهدف من عملية الهدم هو تشريد وطرد السكان، ولا تتعلق القضية بترخيص أو بناء في منطقة خضراء كما يدعون"، مؤكداً أن "قوات الاحتلال مهما فعلت فهي تمارس سياسة التعجيز وتضع العراقيل كي لا نحصل على ترخيص ولا نستطيع البناء، وبالتالي هو صراع وجودي".

ويتابع شقيرات: "أعتقد أن العقلية الصهيونية العنصرية الفاشية لهذه الدولة ظهرت على الطاولة، ليست هناك دولة تتفق معك ثم تنقض العهد، لكن هذا ديدنهم وطبعهم ومن صفاتهم الوراثية نقض العهود والمواثيق، وهو ليس غريباً على الاحتلال الذي احتل أرضاً ليست له، لكن أنا في النهاية ابن القدس وفلسطين وابن جبل المكبر، ولم آت من بولندا أو فنلندا أو هولندا أو من روسيا، بل ولدت هنا وآبائي وأجدادي من هنا، وليس لدي بديل غير هذه الأرض".

وبعد الانتهاء من الهدم في جبل المكبر، واصلت جرافات الاحتلال طريقها وهدمت محلين تجاريين لعائلة العباسي في بلدة سلوان، بحجّة البناء غير المرخص. وسبق عمليتي الهدم في المكبر وسلوان هدم جدار من الإسمنت متاخم لحاجز قلنديا العسكري، شمالي القدس المحتلة.

يُذكر أنّ نحو مائة جندي من الوحدات الخاصة أشرفوا على عمليات الهدم في المكبر وسلوان وقلنديا، وبهدم اليوم يرتفع عدد المنازل التي هدمت في القدس إلى أكثر من 65 منزلاً ومنشأة.

في سياق منفصل، اقتحمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال، الليلة الماضية، بلدة العيسوية وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز والصوت، ما تسبب بحالات اختناق داخل منازل المواطنين في البلدة.

جاء هذا الاقتحام لبلدة العيسوية بعد قيام شبان هناك بإضرام النار في حافلة إسرائيلية ادعت قوات الاحتلال دخولها بالخطأ للبلدة، إذ هاجمها عشرات الشبان وأضرموا النار فيها، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، في حين دفع الاحتلال بقوات كبيرة للبلدة بعد سحب الحافلة من هناك، وأغلق بعض مداخل البلدة بالمكعبات والسواتر الحديدية.

الاحتلال يهدم مدرسة ومنازل ويقتلع مئات الأشجار

من جهة ثانية، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجددا، مساء اليوم الأربعاء، مدرسة "الصمود التحدي 5" في منطقة "جب الذيب" في قرية بيت تعمر شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية، كما تم هدم 3 منازل في قرية الديوك التحتا غرب أريحا شرق الضفة الغربية، فيما اقتلعت قوات الاحتلال مئات الأشجار جنوب الضفة.

وللمرة الثانية هذا الأسبوع والثالثة منذ إنشائها قبل 6 سنوات، يتم هدم مدرسة "الصمود التحدي 5" من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى هدمها مساء اليوم، بعد أيام من إقامة خيم مكان المدرسة إثر هدمها، وتخلل الهدم مواجهات بين الأهالي والنشطاء للتصدي لذلك، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد"، مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم حسن بريجية، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال صادرت تلك الخيم.

وتضم المدرسة نحو 60 طالباً وطالبة من الصف الأول وحتى الرابع الأساسي، علما بأنها تعرضت للهدم عام 2017 قبل أن تبنى من جديد في العام نفسه، ثم توقف الهدم، إلى أن رفضت محكمة الاحتلال وعلى مدار الشهور الماضية كل الالتماسات المقدمة من أجل إلغاء الهدم.

وهدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، 11 مدرسة، منذ عام 2016، كان آخرها مدرسة "التحدي 5" الأساسية المختلطة بمنطقة "جب الذيب" في بيت تعمر شرق بيت لحم.

كما هدمت السلطات، اليوم الأربعاء، 3 منازل مأهولة في قرية الديوك التحتا غرب مدينة أريحا بحجة وقوعها بمنطقة مصنفة "ج" وعدم الحصول على تراخيص، وذلك بعدما أخطرت قوات الاحتلال بهدمها، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد" الناشط في المقاومة الشعبية عادل غريب.

قضايا وناس
التحديثات الحية

في شأن آخر، اقتلعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات أشتال الزيتون من أرض في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم، كان الأهالي زرعوها مكان أشجار تم حرقها في الأرض قبل 4 سنوات، بحسب ما أكده مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم حسن بريجية لـ"العربي الجديد".

وأكد مسؤول اللجان الشعبية لمقاومة الاستيطان في جنوب الضفة راتب الجبور لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اقتلعت، اليوم الأربعاء، أكثر من 600 شجرة زيتون، وأعطبت 20 خزان مياه، وهدمت عدة عرائش في جبل الهردش بمنطقة الطيبة ببلدة ترقوميا غرب الخليل جنوب الضفة، محذراً من أن يكون ذلك لصالح توسعة مستوطنتي "أدورا" و"تيلم" المقامتين على أراضي شمال غرب الخليل.

واستولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، على "حفار" أثناء عمله في تمديد خط مياه بمنطقة غزيوة في قرية ماعين بمسافر يطا، جنوب الخليل، واعتقلت مالكه، بينما أخطرت بهدم 3 منازل وإيقاف العمل بمدرسة في مسافر يطا، بحسب الجبور.

إلى ذلك، نظم عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، مساء اليوم، مسيرة استفزازية في البلدة القديمة من الخليل، حيث أقام المستوطنون رقصات على أنغام الموسيقى الصاخبة، متوجهين نحو الجزء المغتصب من الحرم الإبراهيمي الشريف، ورفع المشاركون في المسيرة أعلام دولة الاحتلال ورددوا شعارات عنصرية.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عضو مجلس بلدية الخليل تامر الأطرش أثناء وجوده أمام مبنى البلدية القديم في البلدة القديمة من الخليل، أثناء محاولته الدخول إليه، رفضاً لمحاولة الاستيلاء عليه لصالح المستوطنين، ثم أفرجت عنه بعد ساعات.

وأخطرت قوات الاحتلال الخميس الماضي، بالاستيلاء على مبنى البلدية القديم، والواقع في منطقة "عين عسكر" قرب مدخل البلدة القديمة، والمكون من طابقين بمساحة (205 أمتار مربعة)، وأمهلت القائمين عليه مدة (45 يوماً) للاعتراض، فيما تم الاعتداء على الأهالي وأعضاء البلدية أمس، خلال محاولة دخول المبنى.

في شأن آخر، أقدم مستوطنو مستوطنة "حفات يئير" المقامة على أراضي بلدة ديراستيا غرب سلفيت شمال الضفة، على شق طريق استيطاني جديد باتجاه نبعي مياه "الماجور" و"النويطف" بأراضي المواطنين شمال بلدة قراوة بني حسان في سلفيت، بهدف الاستيلاء عليها لصالح التوسع الاستيطاني بالمنطقة، بحسب ما أكدته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيان صحفي.

إلى ذلك، اندلعت مواجهات مساء اليوم، بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت قرية جلبون شرق جنين شمال الضفة الغربية، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أوقع حالات اختناق. 

المساهمون