الأردن يعوّل على موسم الأمطار

الأردن يعوّل على موسم الأمطار

24 سبتمبر 2021
مزارع في موقع شهد تراجعاً للمياه في غور الحديثة (ماركوس يام/ Getty)
+ الخط -

يعوّل الأردن كثيراً على الأمطار في تلبية جزء من احتياجاته من المياه، رغم أن معدل هطول الأمطار على امتداد 90 في المائة من مساحة البلاد يقل عن 100 ملليمتر سنوياً، وتهدر غالبية كمياته نتيجة التبخر. واليوم، تبدو الصورة أكثر قتامة في ظل ترجيح خبراء تراجع هطول المياه في المملكة بنسبة غير قليلة، بسبب تغيّر المناخ، في وقت يُعدّ الأردنيون من الشعوب الأكثر حرماناً من المياه مع عدم تجاوز نصيب الفرد 100 متر مكعب سنوياً. 
تشرح الخبيرة البيئية صفاء الجيوسي لـ"العربي الجديد" أن "الأردن بين البلدان الأكثر تأثراً بتغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الغازات الدفيئة في الجو، ما يجعله يعاني من الطقس الحار، بينما يحل الشتاء لفترة قصيرة ويشهد حوادث متطرفة على صعيد تأخّر الأمطار، وحدوث هطول غزير في أوقات قصيرة. وقد يؤدي ذلك إلى فيضانات يصعب استيعابها، وهو ما تكرر في الأعوام الماضية، علماً أن التغيّرات لا يمكن تحديدها استناداً إلى موسم واحد، بل عبر مراقبة الظواهر الجوية طوال سنوات".
وتشير الجيوسي إلى أن "الواقع المائي في المملكة حرج، فموسم هطول الأمطار السابق سجل 60 في المائة فقط من معدّله السنوي، بينما قلّ مخزون السدود نحو 80 مليون متر مكعّب عن عام 2019، خصوصاً في تلك المستخدمة للشرب مثل سدّي الوحدة والموجب، في وقت يتجاوز الطلب على المياه نحو 500 مليون متر مكعّب سنوياً من الكمية المتوفرة في البلاد، ما يفسّر العجز المائي الذي يعاني منه السكان". 

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جهته، يقول مدير إدارة الأرصاد الجوية الأردنية رائد رافد آل خطاب لـ"العربي الجديد": "يصعب التنبؤ بدقة بموسم المطر، في حين يمكن توقع كميات الهطول الموسمية في فصل الخريف أي حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بالاعتماد على معلومات وجداول توفرها مؤسسات دولية، مثل منظمة الأرصاد الجوية العالمية". 
ويشير إلى أن "الخريف المقبل سيشهد درجات حرارة أعلى قليلاً من المعدل السنوي، علماً أن دقة هذا التنبؤ تناهز 60 في المائة". وبالنسبة إلى التوقعات الموسمية الخاصة بهطول الأمطار فيرجح أن تكون "أقل بنسبة بسيطة من معدلاتها السنوية". ويوضح أن "التنبؤات الموسمية تعتمد على نماذج أرقام على المستوى العالمي، وليس على الطبيعة الجغرافية للمملكة، ما يجعلها غير دقيقة أحياناً على المدى الطويل". 

الصورة
يتحسر على انحسار مخزون سد الوحدة (ماركوس يام/ Getty)
يتحسر على انحسار مخزون سد الوحدة (ماركوس يام/ Getty)

ويؤكد آل خطاب أن "الطقس المتطرف، أكان فيضانات أو حرّا شديدا أو جفافا، يرتبط بتغير المناخ الذي يحدث في العالم ويشكل جزءاً منه، لذا لا يمكن غض النظر عن آثاره على الأردن. وقد شهدت المواسم السابقة أمطاراً غزيرة وفيضانات وأيضاً موجات حرّ طويلة أحياناً، لذا يجب أن نتكيف مع تغير المناخ الذي لا يسهل تخفيف آثاره في العالم، وأعتقد أنه لا بدّ من وضع خطط للتكيف والتعامل مع آثار التغيّر المناخي مثل الفيضانات". 

يضيف: "نظراً إلى التغيرات المناخية والظواهر الجوية المتطرفة التي يشهدها العالم والإقليم، والتي أصبحت أكثر شدة وتكراراً، لا بدّ من أن نعمل معاً ويزداد الاهتمام بمجالات التنبؤ والرصد الجوي على المستويين الحكومي والخاص، لأنه يعني النجاح في إنقاذ أرواح وتعزيز حماية الممتلكات". 
من جانبه، يكشف مدير العمليات الجوية في موقع طقس العرب أسامة الطريفي لـ"العربي الجديد" أن "فترات التنبؤات الجوية تختلف، فقصيرة المدى تكون لأقل من خمسة أيام، وتمتد المتوسطة أكثر من 10 أيام، والبعيدة تشمل النشرات الشهرية والفصلية".

الصورة
سد الوحدة (ماركوس يام/ Getty)
سد الوحدة (ماركوس يام/ Getty)

ويشير إلى أن "النشرات طويلة ومتوسطة المدى غير دقيقة مقارنة بالتنبؤات قصيرة المدى التي تكون دقيقة جداً، خصوصاً في الأيام الأولى، علماً أن التنبؤات طويلة المدى تعطي مؤشرات إلى النمط العام، أي شتاء بارد أو جاف، أو موسم بلا أمطار، مع الافتقار إلى تفاصيل دقيقة، فلا يمكن تأكيد، على سبيل المثال، إذا كان الأردن سيشهد ثلوجاً خلال يناير/ كانون الثاني المقبل". 
وحول موسم الشتاء المقبل، يوضح الطريفي أن "المركز لم يصدر تنبؤات حتى الآن، لكنه يجمع معلومات تمهيداً لإصدار تنبؤ عام مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل". 
ويتابع: "لا شك في تأثير تغيّر المناخ على الطقس، إذ شهدت دول في العالم أموراً استثنائية لا تتكرر كثيراً أو تحصل بفارق سنوات بعيدة، مثل الحرائق في كندا وبلوغ درجات الحرارة فيها 50 مئوية، وأخرى في تونس وصقلية الإيطالية، بينما ضربت سيول ألمانيا والصين وتركيا، وهطلت أمطار نادرة في الخليج العربي. أما الأردن فلم يشهد هذا العام ظواهر خارقة مقارنة بمناطق أخرى في العالم". 

من جهته، توقع المستشار الجوي في "طقس العرب"، جمال الموسى، في تصريحات صحافية أن يكون موسم المطر المقبل في الأردن مشابهاً للموسم السابق الذي انخفض هطول الأمطار فيه عن المعدل السنوي.