الأردن: جريمة قتل مزدوجة بعد إطلاق رصاص داخل مسجد

الأردن: جريمة قتل مزدوجة بعد إطلاق رصاص داخل مسجد

29 مارس 2022
تتعالى الأصوات في الأردن لمواجهة جرائم القتل (Getty)
+ الخط -

وقعت جريمة قتل مزدوجة في محافظة الزرقاء الأردنية، اليوم الثلاثاء، بعدما أطلق شخص الرصاص على مواطن آخر داخل مسجد، مما أدّى إلى وفاته، ليقوم بعد ذلك ذوو الضحية بالانتقام من القاتل بإطلاق النار عليه. 

وذكر الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي أنه ورد فجر الثلاثاء بلاغ لمديرية شرطة الزرقاء، بقيام شخص بالدخول إلى أحد المساجد وإطلاق النار باتجاه شخص آخر، مما أدى إلى وفاته. 

وأضاف السرطاوي، في بيان، أنه عند وصول أول دورية للشرطة كان ذوو الضحية قد أمسكوا بالقاتل واعتدوا عليه بالضرب، بل واصطحبوه إلى داخل منزل جرت مداهمته، حيث عثر عليه مقتولا أيضا.

وأكّد المسؤول الأمني أنه جرى ضبط سبعة أشخاص داخل المنزل عند مداهمته، كما ضُبط سلاح ناري أوتوماتيكي بحوزتهم، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الجريمة ودوافعها.

من جهته، رجّح صديق للضحية، في حديثه لإذاعة محلية، أن يكون سبب القتل كون صديقه كان شاهدا على حادث سير مفتعل وقع أمس الإثنين، إذ شاهد قيام شخص بإلقاء نفسه على مركبة في أحد شوارع الزرقاء، فطلب منه سائق المركبة أن يكون شاهدا أمام القضاء.

وتابع: "قام الشخص القاتل بترصد صديقي في المسجد خلال صلاة الفجر، وخلال السجود، أقدم على إطلاق النار على رأسه، ليرديه قتيلا".

وانتشرت في الأردن في الفترة الأخيرة، الحوادث المرورية المفتعلة، بهدف الابتزاز من أجل المال، إذ يقوم شخص أو مجموعة من الأشخاص بافتعال حادث بقصد الاحتيال على سائقي المركبات وابتزازهم مادياً.

ويتم اختيار الضحية عادةً من كبار السن والإناث، ومن سائقي السيارات الفارهة، فضلا عن اختيار الشوارع الفرعية التي تشهد حركة سير خفيفة، والتي توجد فيها مطبات، بحيث تجبر السائق على تخفيض سرعة مركبته، أو عند الإشارات الضوئية التي تقع بالقرب من المستشفيات، ويقوم أحد هؤلاء الأشخاص بإلقاء نفسه أمام المركبة أو التظاهر بأنها صدمته، ويقوم شركاؤه باللحاق بسائق المركبة وإبلاغه بأنه قام بدهس أو صدم أحد الأشخاص، ولا بد من إسعافه إلى المستشفى، وهنا تبدأ عملية المفاوضات مع السائق لإنهاء الأمر مقابل مبلغ من المال بعيداً عن رجال الشرطة. 

وتقول أستاذة علم الجريمة، خولة الحسن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الجريمة تحديداً غير مسبوقة في الأردن، خاصة أن القتل جرى في دار عبادة، فبغضّ النظر عن الدوافع، يجب عدم المرور على هذه الجريمة مرور الكرام".

وتضيف الحسن: "الاعتداء على حرمة المصلين يتطلب إعادة النظر في المنظومة الاجتماعية والأمنية"، معتبرة أن "دوافع الجريمة كان يمكن حلها والتعامل معها بطرق مختلفة، وحقن الدماء"، مشيرة إلى أنه "لم تعد للناس قدوة في المجتمع، فمثل هذه القضايا تحل بشكل بسيط من قبل وسطاء من ذوي الوجاهة والتأثير في المجتمع".

وتتابع: "هناك تغيّر اجتماعي وانحدار في القيم، ولا بد أن يكون هناك ردّ مجتمعي حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم"، موضحة أنّ "ردّ فعل الضحية تجاه القاتل كان عنيفاً، وكان من المفترض أن يتم تسليم الشخص المعتدي إلى الجهات الأمنية ليأخذ القانون مجراه الطبيعي، حتى لا يستمر مسلسل القتل والانتقام بين الجانبين خلال الفترة المقبلة". 

وتتعالى الأصوات في الأردن لمواجهة جرائم القتل، وتكثيف العمل على برامج إرشاد ومساعدة اجتماعية وصحية وقانونية، مع التركيز على الجانب النفسي الذي لم يأخذ الاهتمام اللازم، باعتباره مؤشراً هاماً من مؤشرات احتمالية استخدام الفرد للعنف بكافة أشكاله وأساليبه.

ووفق التقرير الإحصائي الجنائي لعام 2020، والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية في الأردن، فقد وقعت 90 جريمة قتلٍ، عمدا وقصدا، إلى جانب 9 جرائم ضرب مفضٍ إلى الموت، وعدد مرتكبي جرائم القتل العمد والقصد بلغ 201 شخص، فيما بلغ عدد الضحايا 99 شخصاً.

المساهمون