إنقاذ 6 مهاجرات من شاحنة تبريد في فرنسا.. من بينهنّ عراقيتان

إنقاذ 6 مهاجرات من شاحنة تبريد في فرنسا.. من بينهنّ عراقيتان

28 سبتمبر 2023
من عملية تفتيش سابقة لشاحنات في فرنسا لمكافحة الهجرة غير النظامية (سمير الدومي/ فرانس برس)
+ الخط -

أنقذت الشرطة الفرنسية ستّ مهاجرات كنّ عالقات في شاحنة مبرّدة لنقل الطعام، بعدما أرسلت إحداهنّ نداء استغاثة إلى مراسل صحافي، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) والسلطات الفرنسية اليوم الخميس.

وكانت النساء، أربع من فيتنام واثنتان من العراق، قد اختبأنَ لساعات داخل شاحنة محمّلة بصناديق موز في شمال فرنسا، ظنّاً منهنّ أنّ المركبة كانت في طريقها إلى المملكة المتحدة أو أيرلندا. وعندما أدركنَ أنّ الشاحنة تسير في الاتجاه المعاكس، أُصبنَ بالذعر في صندوق شاحنة التبريد الضيّق المظلم.

وقد تمكّنت إحدى هؤلاء، اللواتي كنّ يخضنَ رحلة هجرة غير نظامية، من التواصل مع أحد مراسلي هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، الذي ساعدهنّ في تنبيه الشرطة الفرنسية، أمس الأربعاء.

في هذا السياق، قالت ممثلة الادعاء في فرنسا ليتيسيا فرانكار إنّ سائق الشاحنة، الذي كان في الواقع متوجّها إلى إيطاليا، ليس مخطئاً. أضافت، في بيان، أنّ النساء أبلغنَ المحقّقين بأنّ السائق لم يكن متورّطاً، وأنّهنّ "ركبنَ الشاحنة اعتقاداً منهنّ أنّهنّ ذاهبات إلى إنكلترا بسبب لوحات التسجيل الأيرلندية". وتابعت فرانكار أنّ "بعد ساعات عدّة على الطريق من دون توقّف، أدركنَ خطأهنّ وأبلغنَ أحد الصحافيين".

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنّ المهاجرة تمكّنت من إرسال موقع الشاحنة عبر نظام تحديد التموقع العالمي (جي. بي. إس.)، وبالإضافة إلى رسائل نصية قصيرة وتسجيلات مصوّرة تبيّن الظروف في داخل الشاحنة.

وبحسب الهيئة، ظهرت النساء جالسات في مساحة ضيّقة على أرضية الشاحنة، وتحيط بهنّ صناديق الفاكهة، فيما هنّ مذعورات ويتنفّسنَ بصعوبة.

ولفتت فرانكار إلى أنّ درجة الحرارة في داخل الشاحنة كانت ستّ درجات مئوية فقط، مضيفة أنّ النساء الستّ كنّ يرتدينَ معاطف سميكة ولا يشكونَ من أيّ مشكلات صحية.

أضافت هيئة الإذاعة البريطانية أنّ الشرطة الفرنسية تعقّبت الشاحنة وتمكّنت من اعتراضها على الطريق السريع.

من جهتها، بيّنت فرانكار أنّ سائق الشاحنة هاتف الشرطة كذلك، بعد سماع ضجيج آتٍ من مقطورته.

وقد فتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في هذه الواقعة، واحتجزت النساء الستّ لوجودهنّ في فرنسا بطريقة غير قانونية قبل إطلاق سراحهنّ. وبينما أُمهلت أربع منهنّ 30 يوماً لمغادرة البلاد، سُمح للاثنتَين الأخريَين بالبقاء حتى تتمكّنا من طلب اللجوء.

ويحاول آلاف المهاجرين ممّن يبحثون عن حياة أفضل في المملكة المتحدة العبور من شمالي فرنسا إلى بريطانيا، في كلّ عام، إمّا عن طريق الاختباء في الشاحنات أو على متن قوارب صغيرة غير صالحة للإبحار عبر بحر المانش. وكلا المسارَين قد يكونان محفوفَين بالمخاطر.

وفي العام 2019، لقي تسعة وثلاثون مهاجراً فيتنامياً، دفعوا مبالغ كبيرة لمهرّبي البشر، حتفهم اختناقاً في حاوية شاحنة وهم في طريقهم إلى بريطانيا.

وفي يوليو/ تموز الماضي، عوقب رجل روماني، وصفه ممثلو الادّعاء بأنّه جزء من شبكة دولية لتهريب البشر حقّقت أرباحاً ضخمة من خلال استغلال المهاجرين، بالسجن لأكثر من 12 عاماً على خلفية وفاة المهاجرين الفيتناميّين.

كذلك عوقب أربعة آخرون من أفراد العصابة بالسجن، في العام 2021، لمدد تتراوح ما بين 13 و27 عاماً بتهمة القتل غير العمد.

وأدان القضاء 18 شخصاً آخرين في بلجيكا، وعوقب زعيم العصابة الفيتنامية بالسجن لمدّة 15 عاماً.

تجدر الإشارة إلى أنّ حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك المحافظة تعتمد نهجاً متزايد الصرامة، تجاه الأشخاص الذين يدخلون البلاد عبر السبل غير النظامية.

(أسوشييتد برس)

المساهمون