إسرائيل تضع شروطاً لدخول الأوكرانيين الفارين من الحرب
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ إسرائيل، التي أعلنت أنها ستقدم مساعدات إنسانية لـأوكرانيا، بعدما رفضت تزويدها بمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ، تضع شروطاً أمام دخول الأوكرانيين الذين يحاولون الفرار من ويلات الحرب، وتشترط عليهم إثبات أنهم لن يتحولوا إلى لاجئين على أراضيها أو "مواطنين يمكثون بشكل غير قانوني".
وقال التقرير إنّ سلطات الهجرة والدخول في إسرائيل تطالب الأوكرانيين (من غير اليهود) بأن يثبتوا لدى وصولهم إلى مطار بن غوريون أنهم لا يعتزمون البقاء في إسرائيل والإقامة فيها بشكل دائم، كشرط للسماح لهم بالدخول، وذلك خلافاً لكثير من الدول الأوروبية التي تسمح بدخول الفارين من أوكرانيا.
وأوضحت "هآرتس"، أنّ وزارة الداخلية الإسرائيلية نفت أن يكون هناك تغيير في سياستها، وأن يتم فحص كل طلب على انفراد.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفغين كورنيتشوك، قوله أمس الإثنين، إنّ "إسرائيل ترفض إدخال المواطنين الأوكرانيين الفارّين من الحرب، وأنها تطالب الواصلين إليها بأن يشرحوا ما الذي يعتزمون فعله في إسرائيل حتى لا يصبحوا لاجئين أو مقيمين غير قانونيين". وأضاف السفير الأوكراني أنّ هذا "الأمر غير مقبول، فهنغاريا وبولندا وسلوفاكيا تسمح لمئات آلاف المواطنين بالدخول بدون وثائق وهذا أمر مجنون للغاية".
وكان القنصل الأوكراني في تل أبيب، رومان كوتوفيتش، قد بعث رسالة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، طالب فيها بالسماح بدخول المواطنين الأوكرانيين؛ بسبب الخطر الذي يهدد حياتهم. وجاء في الرسالة: "إننا نطلب مساعدة إنسانية وبشكل خاص من الدولة اليهودية والإسرائيلية التي تغلبت على الحروب والملاحقات". إلى ذلك، طالبت السفارة الأوكرانية في إسرائيل، على صفحتها على "فيسبوك"، بفتح الأبواب أمام الأوكرانيين الفارين.
في المقابل، ردّت وزارة الداخلية الإسرائيلية بأنها وضعت تدبيراً جديداً، يتيح لكل مواطن أوكراني تلقى دعوة من مواطن إسرائيلي الدخول بدون تأشيرة ولكن على أن يوقع على وثيقة وتعهد بألا يتحول لمقيم دائم وأن يوقع على كفالة مالية. أما إذا وصلوا كسياح بدون أن ترافق الشكوك وصولهم لإسرائيل فسيسمح لهم بالبقاء وإلا سيتم إخضاعهم لاستجواب.
ويأتي الكشف عن هذه السياسة الإسرائيلية، في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة الاحتلال، أخيراً، مع بدء الأزمة في أوكرانيا، أنها ستنظم حملات لاستيعاب مهاجرين يهود جدد من أوكرانيا والاستعداد لموجات هجرة يهودية وتجهيز الأرضية لاستقدام خمسة آلاف يهودي أسبوعياً.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أنها تحدثت إلى مواطنة أوكرانية وصلت إلى إسرائيل مع أمها الإسرائيلية وزوج أمها من هنغاريا وقد سمح للأم وزوجها بالدخول، بينما منعت الابنة وتدعى يفغينيا من دخول إسرائيل بزعم أنها تعتزم البقاء في إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أنّ أوكرانيا تتصدر قائمة الدول التي يمنع مواطنوها من الدخول لإسرائيل خوفاً من "هجرة غير قانونية".
