ألمانيا تدرس حماية معارضين لبوتين

ألمانيا تدرس حماية معارضين لبوتين

20 مارس 2022
يواجه معارضون روس لبوتين والحرب على أوكرانيا القمع (فلاديمير بيسنيا/ Getty)
+ الخط -

مع ارتفاع وتيرة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، يرغب مزيد من اللاجئين الأوكرانيين في الوصول إلى ألمانيا، لكن تبرز أيضاً أهمية حماية المواطنين الروس الذين يعارضون رئيسهم فلاديمير بوتين، وبينهم صحافيون وناقدون ونشطاء لحقوق الإنسان وفارون من خوض الحرب ضد الأوكرانيين. وقد زاد الاضطهاد الروسي للمعارضين في الداخل بعد ثلاثة أسابيع على بدء الحرب في أوكرانيا.
يقول عضو حزب الخضر عمدة مدينة كولن، اندرياس فالتر، في حديث لصحيفة "دي فيلت"، إن "مثقفين يدأبون على انتقاد سياسات بوتين ويقطنون في مدينة فولغوغراد الروسية التي ترتبط بتوأمة مع كولن، أبلغوه في رسائل بعثوها إليه أنهم تلقوا معلومات عن أن أجهزة الاستخبارات والسلطات الروسية أدرجتهم في قوائم الاعتقال". ويتابع: "يجب أن تعرض الحكومة الاتحادية منح الأمان لهؤلاء في ألمانيا إذا خرجوا من البلاد، وتمنحهم تأشيرات إنسانية للإقامة كما تفعل بولندا وليتوانيا". 

قضايا وناس
التحديثات الحية

ونقلت "دي فيلت" عن المحللة السياسية الخبيرة في الشؤون الروسية أغاتي ديماري قولها إن "طلبات المواطنين الروس بالحصول على حماية زادت في شكل كبير منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، ما يشير إلى أن روسيين كُثراً كانوا يحاولون الهروب من الفوضى، كما يبدو أن أعداداً من الشبان المثقفين الروس يريدون المغادرة، لأنهم لا يرون أي مستقبل سياسي أو اقتصادي في بلدهم، وهم قد يقدمون طلبات للحصول على تأشيرات عمل في ألمانيا". 
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء في ألمانيا أعلن أخيراً أن طلبات اللجوء التي قدمها مواطنون روس بلغت 330 خلال الأشهر القليلة الماضية، بينها 96 في ديسمبر/ كانون الأول 2021، و102 في يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما ارتفع عدد الطلبات إلى 132 في فبراير/ شباط الماضي.
ودعت منظمة "برو ازول" غير الحكومية للدفاع عن حقوق اللاجئين إلى قبول المعارضين الروس باعتبارهم يتحلون بشجاعة كبيرة في مغادرة بلدهم وتقديم طلبات لجوء يعلمون أنها قد ترفض، ما يمهد لإعادتهم إلى روسيا حيث يتوقع أن يتعرضوا مجدداً للاضطهاد وصولاً إلى اعتقالهم.

الصورة
ترغب ألمانيا أيضاً في حماية المعارضين الروس لفلاديمير بوتين (جون ماكدوغال/ فرانس برس)
ترغب ألمانيا أيضاً في حماية المعارضين الروس لفلاديمير بوتين (جون ماكدوغال/ فرانس برس)

من جهته، يقول عضو كتلة الليبرالي الحر كونستانتين كوهله لصحيفة "تاغس شبيغل": "يجب أن يحصل أي شخص يملك شجاعة مواجهة نظام بوتين على حق اللجوء في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي". أما المتحدثة باسم سياسة اللجوء في كتلة اليسار في البرلمان الألماني (بوندستاغ) كلارا بونغر فتطالب الحكومة الاتحادية بأن "ترسل إشارة واضحة جداً بأنها ستحمي جميع الأشخاص الذين يتعرضون لاضطهاد سياسي في روسيا بسبب عملهم من أجل حقوق الإنسان".
ويقترح عضو حزب "الليبرالي الحر" يوهانس فوغل أن تدرس ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي برنامجاً خاصاً يمنح اللجوء للجنود الروس الفارين من الخدمة العسكرية، "ما قد يساهم في إضعاف القوات الروسية في أوكرانيا التي يقال إن الحالة المزاجية لعناصرها سيئة".
ويخبر المتحدث باسم سياسة حقوق الإنسان في الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانك شفابه فاشار "دي فيلت" أن لا إجراءات حتى الآن لتعليق الترحيل إلى روسيا للأشخاص الذين يرفضون الخدمة العسكرية أو المشاركة في الحرب العدوانية على أوكرانيا، ولكن اعتبارات ملموسة تأخذ في الحسبان من أجل وضع آلية واضحة تشمل الفارين من الخدمة العسكرية والصحافيين ونشطاء حقوق الانسان والمعارضين. 
وفي السياق، يطالب الخبير القانوني فيبكه يوديث بأن يتلقى المعارضون الروس حماية في ألمانيا، مع تحديد إجراءات لجوئهم بسرعة في لوائح واضحة.
وحول إمكان قبول الحكومة بمفردها استقبال المعارضين الروس ووقف الترحيل، يقول الخبير في قانون الهجرة دانيال ثيم إن "الحكومة الاتحادية تملك مساحة محدودة للمناورة، باعتبار أن المحاكم والسلطات تقرر كيفية التعامل مع قانون اللجوء وقبول اللاجئين". 

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفيما لم تكن الإجراءات الخاصة بقبول لجوء منتقدي النظام الروسي محور اهتمام السياسيين في ألمانيا، تفيد معلومات بأن "ائتلاف إشارات المرور الحكومي منفتح على مراجعة تقييمات الحماية الشاملة ضد ترحيل الأشخاص الذين يصلون من روسيا وبيلاروسيا، وستكون هناك ليونة في التعاطي مع القضية، مع العمل لتقديم حماية غير معقدة للأوكرانيين والروس المضطهدين. وبالتالي قد يسمح لأي شخص يخشى الاضطهاد السياسي في روسيا بالسفر إلى ألمانيا وتقديم طلب لجوء، وبعدما كان كل شخص يتم رفض لجوئه يتوقع ترحليه، يمكن أن يتغير ذلك قريباً".

المساهمون