أسباب تأخير الدفعة الثانية من صفقة الأسرى

أسباب تأخير الدفعة الثانية من صفقة الأسرى

25 نوفمبر 2023
من عملية تسليم كتائب القسام الدفعة الأولى من الأسرى للصليب الأحمر (Getty)
+ الخط -

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قررت تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين، لعدم التزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاق صفقة تبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ صباح الجمعة ويستمر لأربعة أيام، بوساطة قطرية. فيما أفاد الاحتلال بأنّ التأخير يعود لأسباب فنيّة، وسيحلّ قريبًا، يأتي ذلك وسط تحرّك مكثف من الوسطاء خلف الكواليس لضمان تنفيذ الاتفاق.

وقالت الكتائب في بيان مقتضب على "تليغرام" إن التأخير يرجع لعدم التزام الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية إلى شمال قطاع غزة، وكذلك عدم الالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها.

ويشكل إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لحركة حماس، إذ تعرضت هذه المنطقة لحصار إسرائيلي مطبق منذ بدء الحرب، ولم تدخلها أية مساعدات حتى مع سماح الاحتلال الإسرائيلي ببدء تدفق مساعدات شحيحة إلى جنوب القطاع.

ومن ضمن بنود الاتفاق الذي يتضمن هدنة إنسانية، إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن 3 أسرى فلسطينيين من الأطفال والنساء مقابل كل أسير إسرائيلي يجري إطلاق سراحه، وذلك ضمن مراحل على مدار أيام الهدنة الأربعة.

ونقل موقع "والاه" الإسرائيلي عن مصدر مطلع قوله، إن حركة حماس تقول إنه بموجب الاتفاق كان ينبغي على إسرائيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بحسب مدة سجنهم، أي إن أولئك الذين قضوا فترة أطول يتم إطلاق سراحهم أولاً. وذكر المصدر: "لكن في الموجة الأولى من إطلاق سراح السجناء يوم الجمعة لم يكن الأمر كذلك".

في غضون ذلك، قالت مصادر في حماس لـ"العربي الجديد"، إن قطر تبذل جهوداً لمنع انهيار الاتفاق وستظهر نتائجها خلال ثلاث ساعات، مبينة أن الدوحة سارعت في خطواتها لدفع إسرائيل على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والوقود والغاز إلى مدينة غزة ومحافظة الشمال.

وأضافت المصادر أن قطر وعدت ببذل كل الجهود لمنع تجدد خرق إسرائيل لاتفاقية الهدنة.

وفي وقت سابق اليوم السبت، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، خلال مؤتمر صحافي برام الله، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تلتزم الأقدمية في الإفراج عن الأسرى بصفقة التبادل الحالية".

وأضاف: "حتى اللحظة، لا نعلم من أي مكان سيتسلم فيه الصليب الأحمر المجموعة الجديدة من الأسرى الذين سيُفرَج عنهم اليوم ضمن شروط الصفقة، وحتى هذه اللحظة لا نعلم المكان الذي سيخرج منه الأسرى، لكن الاستقبال سيكون في بلدة بيتونيا غرب رام الله"، مشيراً إلى رفض إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في أريحا شرقيّ الضفة الغربية.

في المقابل، أعاد الاحتلال الإسرائيلي التأخير إلى أسباب فنية مشيرًا إلى أنّ المشكلة ستحلّ قريبًا، قبل أن تنقل وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية في وقت متزامن قولها إنّه على حماس إطلاق الرهائن أو سيستأنف العدوان على غزة.

في هذه الأثناء، ذكرت وكالة "رويترز" نقلًا عن مسؤول مطلع لم تسمّه أنّ وفدًا قطريًا زار إسرائيل اليوم لبحث إمكانية تمديد الهدنة بين حماس وإسرائيل.  وقال المسؤول إن فريق العمليات القطري نسق أيضا مع مسؤولين إسرائيليين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين دون عوائق.

غير أنّ "العربي الجديد" حصل على معلومات تفيد بأنّ الوفد القطري أمنيّ واستخباري، وزيارته جاءت لبحث موضوع الأسرى وفحص لائحة أسماء الأسرى المفترض أن يطلق الاحتلال سراحهم في الدفعة الثانية، لأنّ الإفراج في الدفعة الأولى لم يكن مطابقًا لشروط الاتفاق. وبحسب المعلومات نفسها، فإنّ دور قطر الوسيط في الاتفاق يخوّلها بمتابعة ومراقبة تطبيق شروط الاتفاق.

المساهمون