كبير مفاوضي "طالبان":لا تنازل عن ثوابتنا بالحوار مع الأميركيين
وقال الملا برادر، خلال المقابلة، إن الحوار مع الجانب الأميركي في الدوحة سار بشكل جيد، متحدثاً عن حصول تقدم كبير يمهد للمزيد منه، وصولاً إلى حلّ نهائي، يساهم في أن يعيش الشعب الأفغاني في جوٍ من الأمن والاستقرار، كما سيكون أيضاً "تمهيداً لتأسيس النظام الإسلامي في البلاد"، بحسب قوله.
وحيال موقف الحركة في الحوار مع الأميركيين، قال الملا برادر "إننا لم نتنازل عن الأصول التي رسمناها للسير نحو الأمام، فموقفنا راسخ، ونحن نعمل لتأسيس النظام الإسلامي".
وأعرب الملا برادر عن أمل الحركة في "الوصول بهذه الجهود إلى بر الأمان، لأن جولة الحوار الأخيرة كانت ناجحة وحصل تقدم كبير، فالفرصة مؤاتية لإبرام الصلح، ومن هذا المنطلق، نأمل تأسيس النظام الإسلامي وخروج القوات الأجنبية من بلادنا، كي يعيش أبناؤنا في جو من الأمن والاستقرار".
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الأطياف الأفغانية المعارضة لـ"طالبان"، اعتبر الملا برادر أن "كل من يتعامل مع الحركة بشكل جيد، هم إخوة لنا، ولن نتعامل بسوء مع أيّ جهة، فنحن من أصولنا الرحمة والشفقة والتصالح مع الجميع، وليس لدى طالبان أي نوع من ترويج الانتماءات القومية".
وشكر الملا برادر مفاوضي الحركة، كما شكر زعيمها الملا هيبت الله أخوند، الذي وصفه بـ"أمير المؤمنين"، على تعيين مفاوضين من أصحاب الخبرة، مؤكداً أن لدى هؤلاء إخلاصا وخبرة، ونأمل أن نصل من خلالهم إلى المصالحة الشاملة.
ووجه الملا برادر رسالة إلى "جميع السياسيين وكبار الشخصيات في أفغانستان"، داعياً إياهم إلى "عدم الخوف من الحركة، أو مغادرة البلاد لدى الوصول إلى المصالحة، لأن الجميع تعلم من التجارب، وقد آن الأوان أن نعيش في أمن واستقرار كأبناء شعب واحد".
وحول علاقات الحركة مع دول الجوار، أطلق الملا برادر "تطمينات للجميع"، مؤكداً عدم السماح لأي جهة خارجية باستخدام الأراضي الأفغانية للاعتداء على دول مجاورة أو غيرها، مشيراً إلى أن الحركة "أثبتت ذلك خلال السنوات الماضية".
وقال الملا برادر "إننا لم نتنازل عن أصولنا، ولن نتنازل خلال الحوار عما رسمته قياداتنا السابقة من أصول وأهداف".
ودعا الملا برادر مقاتلي "طالبان" إلى "تجنب التكبر والغرور بعد الانتصار في المجالين العسكري والسياسي، والتعامل الحسن مع جميع أنباء الشعب".
يذكر أن هذه أول مقابلة تنشرها الحركة للملا عبد الغني برادر، وهو من مؤسسيها ومن المقربين من زعيمها السابق الملا عمر.
واختتمت الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة الجولة الخامسة من المفاوضات بين "طالبان" ومسؤولين أميركيين، أكدت مصادر مقربة ومواكبة لها، توصل الطرفين خلالها إلى "مسودة اتفاق" حول جدول انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، والضمانات التي تطلبها واشنطن من الحركة لمنع استخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وهو تفسير لما تحدث عنه بيان "طالبان" عن "تقدم كبير حصل في المفاوضات".
