رسائل عراقية من داعش إلى الأكراد

تمكن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) من تحقيق تقدّم ملموس في هجومه الأخير على محافظة كركوك، حيث زرع الخوف في قلوب الأهالي والقوات المسؤولة عن حماية المحافظة، وهو ما أعطاه زخماً معنويّاً، دفعه إلى وضع معادلة أمام الكرد، مفادها المقايضة بين كركوك العراقيّة وعين العرب السورية.
ويقول مصدر محلي في مجلس محافظة كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم تمكن خلال هجومه الأخير على كركوك، من أن يبيّن لقوات البشمركة الكردية، أنّها لا تستطيع أن تحمي المحافظة"، موضحاً أنّ "داعش" يعلم أن الكرد "لا يريدون دخول قوات أمنيّة ولا حشد شعبي إلى المحافظة، حتى تبقى حمايتها مسؤولية الكرد واعتبارها، مستقبلاً، محافظة كرديّة".

ويعرب المصدر عن اعتقاده بأنّ "التنظيم استغل هذا الأمر لتحقيق مآربه، فعرض على الكرد أن يتركوا كركوك مقابل تركه منطقة عين العرب السورية، وإلّا فإنّه سينتزع كركوك منهم"، مشيراً الى أنّ "الكرد لم يستطيعوا بعد اتخاذ أي قرار بهذا الشأن".
وكان تنظيم "داعش" قد هاجم محافظة كركوك، نهاية الشهر الماضي، وقتل العشرات من عناصر البشمركة الكردية، بينهم آمر لواء، مستعيناً بمئات من مقاتليه المنسحبين من منطقة عين العرب السورية. وتحصي مصادر في اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، أسرى التنظيم، خلال هجومه الأخير على كركوك، بـ45 عنصراً من قوات البشمركة.

وفي سياق متّصل، يحذّر رئيس الكتلة التركمانية في كركوك أرشد الصالحي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، من "سقوط كركوك في يد تنظيم داعش"، لافتاً إلى أنّ "القوات المتواجدة في كركوك لا تستطيع حماية المحافظة من داعش". ويدعو الجهات المسؤولة الى "اتخاذ قرارات بدعم المحافظة في أسرع وقت ممكن".

وينتقد الصالحي "عدم سماح الحكومة والكرد بتشكيل قوة تركمانية في محافظة كركوك للدفاع عن المحافظة وحماية أنفسهم، وخصوصاً أنّ مناطق التركمان في كركوك مجاورة لداعش وهم يعيشون في خطر".
وإزاء هذا الواقع، تعلو الأصوات المطالبة بمساندة قوات البشمركة للتصدي لأطماع "داعش". وفي هذا الإطار، يطالب محافظ كركوك نجم الدين كريم، الحكومة العراقيّة الاتحاديّة بـ"ضرورة توفير التسليح الكافي لقوات البشمركة"، مناشداً التحالف الدولي بـ"ضرورة استمرار الغطاء الجوي لدحر هجمات داعش عليها".

من جهتها، تشدّد النائبة الكردية عن المحافظة، أميرة كريم زنكنة، على أنّ "كركوك لن ترضخ لداعش مهما كان"، داعية "أبناء المحافظة الى مساندة البشمركة في رد العدوان الغاشم الذي يريد قتل الجميع". وتؤكّد زنكنة، في بيان صحافي، أن "كركوك محافظة آمنة، ولن نسمح نحن أبناؤها أن يدنس أرضها داعش كما فعل في المحافظات الأخرى".