السلطة و"حماس"... أسوأ ليالي الضفة منذ المُصالحة

السلطة و"حماس"... أسوأ ليالي الضفة منذ المُصالحة

10 يونيو 2014
حماس دعت إلى مسيرات دعماً للأسرى (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

وصل التوتر بين الأجهزة الأمنية وحركة "حماس"، إلى ذروته، الليلة، في الضفة الغربية المحتلة، بعد اتهام الحركة لأجهزة الأمن بقمع مسيراتها والاعتداء بالضرب والاعتقال ضد قياداتها في كل من مدن الخليل، وطولكرم، ونابلس، ورام الله.

وتعتبر هذه الليلة، الأصعب على صعيد العلاقات بين الحركتين، منذ توقيع اتفاق المصالحة، أو "إعلان الشاطئ" بغزة، في 23 أبريل/ نيسان الماضي، لإنهاء الانقسام الذي استمر سبع سنوات.

وانفجرت الأحداث، حين قامت قوات كبيرة من الأجهزة الأمنية والشرطة، بنصب العديد من الحواجز العسكرية على الطرق بين بلدة بيرزيت ورام الله، لمنع تقدم مسيرة لحركة "حماس" انطلقت من أمام منزل "الأسير الإداري" في سجون الاحتلال، المضرب عن الطعام، فادي حمد. ومع وصول المسيرة مدخل مدينة رام الله الشمالي اعتدى عناصر الأمن بالضرب والشتم على القيادي في "حماس"، حسن يوسف، بحسب رواية الحركة.

وقال سيف نجل حسن يوسف، لـ"العربي الجديد": لقد تم الاعتداء على والدي بالضرب والشتائم البذيئة من قبل عناصر أمن السلطة في رام الله. وأضاف أن "الأجهزة الأمنية قد حاصرت المسيرة ووضعت الحواجز أمامها، وطالبت بسحب الرايات الخضراء التي كنا نحملها".

أما في مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، فأكد النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي، أنه تم الاعتداء عليه بالضرب، خلال محاولته منع عناصر الأمن من سحب الكاميرا الخاصة بمصور "فضائية القدس".

وقال القرعاوي إن "المسيرة بدأت مناصرة للأسرى والتي دعت إليها (حماس) في طولكرم، بأجواء متوترة بسبب وجود كبير لعناصر الأمن، التي طلبت منا عدم رفع الرايات الخاصة بالحركة، وعدم إطلاق هتافات تدل على المعتقد السياسي، ليتطور الأمر إلى ملاسنات وصدام بين المشاركين وعناصر الأمن".

ورداً على سؤال عما إذا كان الاعتداء من مواطن وليس من رجل أمن، أجاب القرعاوي، أن "المواطن العادي لن يعتدي عليَّ بالضرب، ولن يجرؤ على ذلك إلا رجل أمن، وأستطيع أن أميّز وجهه إن شاهدته مرة ثانية".

وفي محافظة الخليل، انتهت وقفة تضامنية مع الأسرى بما يشبه العراك بين أنصار "حماس" ومدير "نادي الأسير" في الخليل أمجد النجّار، الذي اتهم رئيس المجلس التشريعي، عزيز دويك (حماس)، بضربه والتحريض ضده، بعدما قال النجار إن عضو "الهيئة القيادية العليا للإضراب" عباس السيد، قد علق إضرابه عن الطعام، يوم أمس الاثنين".

وقال رئيس "نادي الأسير الفلسطيني" قدورة فارس، لـ"العربي الجديد" إن "النجّار، تكلم بمعلومة وصلته من شخص مقرب من حماس، وكان الأجدر بالدويك التعامل مع الحدث وفق القانون بشكل يليق بمكانته السياسية".

وأكد "نادي الأسير"، في بيان، "أن النجار، وأربعة آخرين لا يزالون يقبعون في مستشفى عالية، في الخليل، بعد محاولة اعتداء حماس عليهم بالضرب".

من جهته، استغرب الدويك اتهامه بحادثة النجار، وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "كل ما جرى أنه كذّب كلامه فقط، والذي أعلن فيه أن السيد قد علق إضرابه عن الطعام، ما استفز الجمهور وكذبه".

وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لفت القيادي في "حماس"، وصفي قبها، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأجهزة الأمنية اعتقلت القيادي في الحركة، نزيه أبو عون، بعد الاعتداء عليه في خيمة التضامن مع الأسرى المضربين وسط المدينة، حيث كان في استقبال الأسير المفرج عنه، يوم الاثنين، إبراهيم الأقرع، من سلفيت بعد 17 عاماً من الاعتقال.

وفي السياق، قال مدير "مركز أحرار لدراسات الأسرى" فؤاد الخفش، إن الأجهزة الأمنية في نابلس اعتقلت منسق "الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين" في المدينة عماد الدين اشتيوي، مساء الاثنين.

في المقابل، اتهم المتحدث الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، عدنان الضميري، قيادات "حماس" بمحاولة افتعال الفتن، وبعدم إشعار الأجهزة الأمنية حول فعالياتها.

وأوضح الضميري أن "حماس لديها أزمة داخلية تريد تصديرها مع الأجهزة الأمنية، ضمن برنامج عنوانه الأسرى". كما اتهم الضميري، ابنة القيادي في حركة "حماس"، جمال الطويل، بشرى، برش الغاز في وجه أحد ضباط الأمن أثناء فعالية لحركة "حماس" في رام الله، وهو الأمر الذي نفته بشرى، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، واتهمت عناصر في الأجهزة بالاعتداء عليها ووالدتها وشقيقها نصر الله.

وقد صادرت الأجهزة الأمنية في رام الله، عشرات الرايات لـ"حماس"، وأوقفت 15 شخصاً "قاموا بأعمال شغب خارجة عن إطار التضامن"، وفقاً للضميري.

وحول اتهامات "حماس" للأجهزة الأمنية بالاعتداء على فعالياتها، أوضح الضميري أن الأجهزة "لا مشكلة لديها مع أي فصيل في مدن الضفة، سوى مع حماس، وهناك اتفاق مع الفصائل والأجهزة الأمنية بعدم رفع أعلام الفصائل في الفعاليات، وأن يتم رفع العلم الفلسطيني فقط، حتى إن الأجهزة لن تسمح لحركة فتح برفع راياتها".

ونفى الضميري، الاتهامات بالاعتداء على النائبين في التشريعي حسن يوسف، وفتحي القرعاوي، وأكد "أنهما من اعتدى على الأمن ومن معهم، وكان الأجدر بهما أن يحافظا على القانون".

وفي السياق، لم يسلم الصحافيون من اعتداءات عناصر الأمن خلال تغطيتهم لمسيرات "حماس" التضامنية مع الأسرى. وكشف مراسل صحيفة "الأيام"، يوسف الشايب، أن "عناصر الأمن قاموا بمصادرة هاتفه الخلوي، وقاموا بدفعه على الأرض والتلفظ بشتائم نابية ضده". وتحدث الشايب، الى" العربي الجديد" من مستشفى في رام الله حيث يتلقى العلاج من آلام حادة في ظهره.

كما احتجزت القوات الأمنية الصحافي مصعب سعيد، واقتادته إلى مركز شرطة رام الله، قبل أن تطلق سراحه، وصادرت كاميرا "فضائية القدس" في طولكرم.

المساهمون