السيسي بضيافة عبدالله بعد مهمّة مصرية للملك الأردني بواشنطن

السيسي بضيافة عبدالله بعد مهمّة مصرية للملك الأردني بواشنطن

12 ديسمبر 2014
حضر عبدالله إلى المطار لاستقبال السيسي ولوداعه (فرانس برس)
+ الخط -
تؤكّد معلومات متقاطعة من مصادر أردنيّة ومصريّة لـ"العربي الجديد"، أن الملك الأردني عبدالله، يعمل جاهداً على تسويق أسهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدى الولايات المتحدة، على ضوء الفتور في العلاقة بين المشير وإدارة الرئيس باراك أوباما، وهو ما عكسه حراك الملك عبدالله الأخير باتجاه القاهرة قبل انتقاله إلى واشنطن، ثمّ استقباله السيسي، أمس الخميس في عمّان. وبحسب المعلومات الموثوقة، تمحور لقاء يوم أمس، بشكل خاص، حول نقاش حصيلة زيارة ملك الأردن إلى واشنطن، في شقّها المتعلّق بمصر.

وفي السياق، تشدّد مصادر دبلوماسية أردنية لـ"العربي الجديد"، على "حرص ملك الأردن على الأخذ بيد مصر لتحسين علاقتها مع الإدارة الأميركية، والتي تشهد حالة فتور"، مؤكدة أنّ "تحسين العلاقة مع واشنطن كان محور مباحثات الملك مع السيسي"، الذي استطلع "الطريقة التي يفكر فيها صناع السياسية الأميركية تجاه جمهوريته"، بحسب المصادر الأردنيّة.


من جهتها، تؤكّد مصادر مصريّة لـ"العربي الجديد"، أنّ الملك الأردني "يعمل حالياً على تقوية العلاقات بين القاهرة وواشنطن، كما يسعى لاستخدام ما يحظى به من مصداقيّة وصداقة في الدول الأوروبيّة في الترويج للنظام الحالي في مصر". وتوضح أنّ "السبب الأساسي لزيارة السيسي إلى الأردن، كان لمناقشة بعض ما اتفق عليه العاهل الأردني مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)". وتشير المصادر إلى أنّ "الثقة المتبادلة بين الملك عبدالله والسيسي، جعلت من الأول محوراً للاتصالات بين القاهرة وواشنطن في الآونة الأخيرة، وتحديداً في ما يتعلّق برغبة واشنطن بضمّ مصر وأكبر عدد من الدول العربية إلى تحالفها العسكري لضرب تنظيم "داعش"، وهو ما سبق لمصر أن رفضته ضمنياً من خلال تأكيد السيسي مراراً على أن "مصر تحارب إرهاب داعش في سيناء، وأنها تقوم بدور لا يقلّ خطورة عن الحرب الأميركيّة المعلنة على الإرهاب في العراق وسورية".

وكان السيسي، وصل أمس الخميس، إلى عمّان، للمرة الأولى منذ تنصيبه رئيساً لمصر، في زيارة قصيرة، أحيطت بحفاوة منقطعة النظير جسّدها حضور الملك الأردني لاستقبال الضيف المصري ووداعه أيضاً على أرض المطار، وسط تحليق الطائرات الملكية ترحيباً، وذلك بعد ثلاثة أيام من عودة الملك من واشنطن، حيث التقى كلاً من أوباما وصنّاع السياسية الأميركيّة وقادة الرأي، وحثّهم على دعم مصر لتمكينها من "مواجهة الإرهاب"، والتحديات الاقتصادية والسياسية، بما يمكّنها من استعادة دورها في المنطقة، من دون أن يغفل حثّهم على دعم السيسي نفسه، بحسب ما نقله لـ"العربي الجديد" أعضاء من الوفد المرافق لعبدالله.


وجاءت الزيارة بعد أقلّ من أسبوعين على زيارة خاطفة قام بها الملك إلى القاهرة، عشيّة توجّهه إلى واشنطن. وفي السياق، لا ينكر وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال السابق، سميح المعايطة، رداً على سؤال لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأردن قادر على إعادة الحرارة إلى العلاقات المصرية ــ الأميركية، والتي أصابها البرود منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي". ويؤكّد المعايطة تقدير بلاده لـ"دور مصر في المنطقة، كدولة توازن سياسي وعسكري، وتوازن بين المحاور العربية القائمة"، لافتاً إلى أنّ "الأردن معني باستعادة مصر لدورها وتحسين علاقتها مع واشنطن، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات الملك خلال زيارته واشنطن". ويشدّد الوزير على "قدرة الأردن على تحسين العلاقات المصرية ــ الأميركية، بما يضمن تبديد مخاوف القيادة المصرية تجاه علاقة واشنطن بجماعة الإخوان المسلمين، وفتح صفحة جديدة من التعاون بين البلدين في شتى المجالات"، معرباً عن اعتقاده بأنّ برودة العلاقات الثنائية تعود إلى "قناعة القيادة المصرية بأنّ الإدارة الأميركية كانت قريبة من جماعة "الإخوان المسلمين" في أحداث 30 يونيو/حزيران 2013، والتي أطاحت بمرسي، إضافة إلى وجهة نظرهم المعارضة للإطاحة بحكم الإخوان".

وفيما كان الأردن الرسمي يحتفي بزيارة الحليف المصري، سارع ناشطون أردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انتقاد الزيارة، في وقت قال فيه الناطق باسم جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن سعود أبو محفوط لـ"العربي الجديد" إن السيسي "غير مرحّب فيه، ولا يوجد أحد منسجماً مع نفسه وإنسانيته، يرحب بهذه الزيارة".

يُشار إلى أنّ الحماسة الأردنيّة الرسميّة التي رافقت الإطاحة بمرسي، والترحيب بالقيادة المصرية الانتقالية والجديدة، كانت أحد أسباب زيادة توتّر العلاقة بين النظام في الأردن، وجماعة الإخوان الأردنية، التي انتقدت الموقف الأردني الذي رأته مؤيداً للانقلاب في مصر.

المساهمون