مقتل البغدادي لن ينهي "داعش"

مقتل البغدادي لن ينهي "داعش"

13 نوفمبر 2014
القوات الأميركية تستهدف قادة "القاعدة" بهدف إضعاف التنظيم (الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من امتناع الولايات المتحدة عن الإفصاح عمّا لديها من معلومات تؤكد أو تنفي مقتل زعيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو بكر البغدادي، عقب استهدافه في غارات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي في العراق قبل أيام، إلا أن محللين أميركيين بدأوا يتوقعون الأسماء البديلة المحتملة لخلافة البغدادي، مؤكدين أن تنظيم "داعش" لن يتضرر كثيراً بغياب هذا القائد أو ذاك، وأن البدائل دائماً موجودة.

وأجمع معظم المعلقين في أبرز محطات التلفزة الرئيسية على أن القوات الأميركية تستهدف القادة بغرض إضعاف التنظيم، وليس على أمل أن يؤدي تغييبهم إلى إنهائه. وأعاد المعلقون التذكير بأن قتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي لم يؤدّ إلى إنهاء التنظيم. كما أشار آخرون إلى أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومعظم قيادات القاعدة في أفغانستان وباكستان لم يسفر عن انتهاء التنظيم أو زوال خطره.

أما الرأي الأميركي الرسمي فهو يتسم بالتحفظ، لكن أحد المحللين في وزارة الدفاع أشار إلى أن السلطات الأميركية تستفيد في حربها الحالية على "داعش" من تجربتها مع تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، إذ إنها كثيراً ما تعرضت للخداع بإعلان مقتل كبار قادة القاعدة في اليمن ليتضح لاحقاً أن من أعلنت المصادر الإعلامية أو التسريبات الحكومية مقتله يعود للظهور مرة أخرى.

ولمّح المحلل، رافضاً التصريح عن اسمه، إلى أن الرجل الأهم في تنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي، أعلن اليمنيون مقتله واعتقاله ما يقارب العشر مرات، وفي كل مرة يتضح أن الأمر لم يكن سوى "تفكير بالتمني"، أو محاولة لتوريط الإعلام في الحديث عن انتصارات غير حقيقية لحكومة حليفة.

ويوضح المحلل العسكري الأميركي أن بيانات تنظيم القاعدة أكثر صدقية من بيانات "داعش"، لكنه رفض الإشارة إلى ما إذا كان هناك أي اعتقاد باحتمال عدم صدقية البيانات الصادرة عن "داعش". ويلمح إلى أن هناك جهات كثيرة تصدر بيانات و"نحن نحاول التحري عن صحة نسبة البيان إلى مصدره أكثر مما نتحرى عن صحة مضمونه".

قائمة المرشحين

وبشأن التوقعات الأميركية لمن سيخلف البغدادي، انحصرت معظم ترجيحات المحللين الأميركيين في شخصين اثنين، هما أبو مسلم التركماني نائب البغدادي لشؤون العراق، وأبو علي الأنباري نائب البغدادي لشؤون الشام، إن لم يكونا قد قتلا أيضاً. ويضيف آخرون اسم أبو محمد العدناني بصفته مسؤولاً إعلامياً في "داعش" كواحد من المرشحين البارزين. وهو من أصل سوري. وتقول المحللة الأميركية في مركز أبحاث مكافحة الارهاب جاسمين أوبرمان، في حديث لمحطة "سي إن إن" الإخبارية إن "مجلس شورى الدولة الإسلامية سوف يحسم أمر التعيينات ويحدد من تتوافر فيه الشروط". ونوه أحد المعلقين إلى أن هناك تقارباً في هذا الجانب بين مجلس شورى التنظيم ومجلس الشيوخ الأميركي الذي يصادق على التعيينات أو يرفضها قبل أن تصبح نافذة.

ووفقاً للمحلل السياسي بيتر نيومان من جامعة "كينجز كوليج"، فإنه يربط بين المرشحَين الرئيسيين أنهما كانا ضابطين في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويتمتعان بمهارات عسكرية وميدانية أفادت "داعش" كثيراً في تحقيق التقدم الذي ذاع صيته بسببه في كل من سورية والعراق.

وقال يومان إن التركماني بالذات يتمتع بقدرات سياسية لا بأس بها. ويعتقد المحللون الأميركيون أن هيكل "داعش" الإداري ينطوي في إطاره اثني عشر حاكماً أو أميراً للمحافظات التي تسيطر عليها قوات "داعش" في العراق وسورية. ويتولى هؤلاء الحكام الشؤون المالية والإدارية والقانونية والاستخبارية والإعلامية بمساعدة معاونين لهم.

ويشبّه بعض المحللين الهياكل الإدارية لـ"داعش" بهيكل الشركات الغربية متعددة الجنسيات.