فلسطين تسعى لقرار من مجلس الأمن بشأن إعلان ترامب

رياض المالكي: فلسطين تسعى لقرار من مجلس الأمن بشأن إعلان ترامب

09 ديسمبر 2017
فلسطين تعوّل على صدور القرار أمميّاً (العربي الجديد)
+ الخط -
قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة باتت، مع قرار رئيسها، دونالد ترامب، بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، طرفاً ولم تعد وسيطاً في عملية السلام، مؤكداً أن بلاده ستطالب بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن القرار.

وشدد المالكي، في مؤتمر صحافي بمقر السفارة الفلسطينية بالقاهرة، على رفض بلاده قرار ترامب جملةً وتفصيلاً، مؤكداً أن قرار الولايات المتحدة "باطل قانونياً وسياسياً"، ويجرد الأخيرة من أهليتها كوسيط لعملية السلام، ودورها بالرباعية الدولية، في ضوء معارضة جميع الدول لقرار واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس.

وأعرب المالكي عن أمل بلاده أن توافق الدول العربية اليوم على مستوى وزراء الخارجية على تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمجلس الأمن لدفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرار نقل السفارة، مشدداً على أنه "لن تستطيع أميركا، بصفتها طرفاً في النزاع، أن تستخدم حق الفيتو".

كذلك أعلن أن السلطة الفلسطينية قررت "عدم التواصل مع أي مسؤول أميركي"، لافتاً إلى أن "إعلان ترامب لن يغير الحقيقة القانونية وهي أن القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين"، مؤكداً أن "دولة فلسطين تعتبر قرار ترامب غير شرعي".

وأعلن المالكي أيضاً أن "واشنطن حاولت الضغط على دول لتحذو حذوها في نقل سفارتها للقدس ولم تنجح".

وقال المالكي إن "العديد من دول العالم أكدت لفلسطين عدم نيتها نقل سفاراتها إلى القدس"، متابعاً "طالبنا المجموعة العربية بإعداد مشروع قرار في مجلس الأمن لدفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها، وهناك اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي، الأربعاء المقبل، للتنسيق فيما بينها".


وأضاف المالكي: "حان وقت الاعتراف بدولة فلسطين، وندعو دول العالم للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لها"، مشيراً إلى رفض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لقاء نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أو الاتصال مع المسؤولين الأميركيين على خلفية موقف الولايات المتحدة، الذي يعكس تراجعها عن ثوابت القانون الدولي.

وفي حين نفى المالكي نية فلسطين الانسحاب من عملية السلام، أشار إلى أن بلاده ستبحث "عن راع جديد ومرجعية دولية جديدة بدلاً عن واشنطن". لافتاً إلى أنه "تجرى مشاورات لعقد قمة عربية لمواجهة قرار ترامب ونطلب من كل العرب شد الرحال للقدس"، قبل أن يضيف: "نبحث عن إجماع عربي بخصوص موضوع القدس".

وأضاف المالكي أن مشروع القرار المعروض على جامعة الدول العربية سيدعو لاتخاذ مواقف واضحة حيال القرار الأميركي، وضرورة التحرك الرسمي المناسب لحجمه، سواء في مجلس الأمن الدولي أو طبيعة المواقف التي يجب اتخاذها مع المسؤولين الأميركيين الذين سيزورون بلدانهم، أو في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية.

وجاءت تصريحات المالكي قبيل اجتماعات مقرر عقدها، في وقت لاحق اليوم، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تبدأ باجتماع لجنة مبادرة السلام العربية، ويعقبها اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لبحث الرد على قرار ترامب بشأن اعتبار بلاده القدس الشريف عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بالمخالفة لقرارات الشرعية الدولية.

في سياق متصل، شدّد المالكي، في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين"، على ضرورة وضوح المواقف العربية في كيفية التعاطي مع إدارة ترامب، مع وجود تحرك عربي رسمي وشعبي مكثف، كاشفاً عن حملة دبلوماسية مكثفة للقيادة الفلسطينية في اتجاه روسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي، للبحث عن بديل لدعم عملية السلام، بناءً على القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.


وقال المالكي إن هناك تحركاً فلسطينياً في الاتحاد الأوروبي "لدفع الدول التي لم تعترف بفلسطين للاعتراف بها، والدول التي اعترفت بها لإعلان القدس عاصمة لها"، مشيراً إلى توجه رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، إلى فرنسا، مطلع الأسبوع المقبل، لبحث موضوع الاعتراف بفلسطين، على هامش انعقاد مؤتمر تغيير المناخ.

وأضاف المالكي أنه "لا يمكن لأي مسؤول فلسطيني أن يلتقي نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، لأنه ساهم في اتخاذ هذه الخطوة، والادعاء التوراتي أن اليهود لهم الحق المطلق والأبدي في القدس، من دون الحديث عن الحق الفلسطيني في المدينة"، مؤكداً أن الإدارة الأميركية ترى الأمور من منظار واحد، وبرؤية ضيقة، من دون الانتباه للنتائج السلبية لقرارها.

"الجبهة الشعبية": إعلان ترامب مقدمة لـ"صفقة القرن"

من جانب آخر، أكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، اليوم السبت، أن إعلان ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو جزء ومقدمة لإتمام ما يسمى "صفقة القرن"، وهو يشكل تطوراً خطيراً في الموقف الأميركي المنحاز بالكامل إلى إسرائيل.

وقالت "الجبهة الشعبية"، في بيان تلاه القيادي فيها عصمت الشولي، خلال مهرجان جماهيري حاشد عقب مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله، شارك فيها الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم مناصرو الجبهة، بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقها، إن "ترامب جاء يحمل لاءاته الجديدة من الصراع العربي الصهيوني من خلال ما يسمى صفقة القرن، وعبر الحل الإقليمي الذي يجري من خلاله تشريع التطبيع والتنسيق والتحالف العسكري والاقتصادي مع دولة الاحتلال"، لافتاً إلى أن هذه المخططات الخطيرة تتزامن مع غياب الموقف الفلسطيني الموحد وتعطيل المصالحة من قبل جماعات النفوذ والمصالح.

أنصار الجبهة تجمّعوا في ذكرى انطلاقتها (العربي الجديد)

واعتبرت "الجبهة الشعبية" قرار الإدارة الأميركية بنقل السفارة إلى القدس "عدواناً وإعلان حرب على الشعب الفلسطيني يضع أميركا في الموقع المعادي للشعب الفلسطيني والشريك للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني"، وأن ذلك "يتطلب العمل معها على هذا الأساس ورفض التعاطي معها كوسيط وراعٍ".

وفي الوقت الذي أشارت فيه الجبهة الشعبية إلى أن قرار ترامب هذا يرمي لتنفيذ المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، فإنها أكدت أن الرد على هذه المخططات يتطلب تطبيق قرارات المجلس المركزي في مارس/ آذار 2015، بالتحلل من اتفاقات أوسلو السياسية والاقتصادية والأمنية، والإصرار على نقل الملف الفلسطيني إلى المؤسسات الدولية، ورفع قضايا على أميركا وإسرائيل للمؤسسات الدولية كافة.