التكتّم يرافق التدريب الأميركي للمعارضة السورية

التكتّم يرافق التدريب الأميركي للمعارضة السورية

18 يناير 2015
يبدأ التدريب في مارس (عبد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -
يجري التحضير للمرحلة الجديدة من تدريب المعارضة السورية المسلّحة، "المعتدلة"، حسب التصنيف الأميركي، وسط جوٍ من التكتّم والسرية حول آلية التدريب والدعوات إليه، وما إذا كانت ستختلف عن الآلية المتّبعة سابقاً، والتي كان من نتائجها التحاق قسم من العناصر المُدرّبة بـ"جبهة النصرة"، التي استولت بدورها على معدات وذخائر من السلاح الأميركي المُسلّم للمعارضة.

وعلمت "العربي الجديد" أن "كل ما رشح عن اللقاء بين المسؤول عن تدريب المعارضة السورية المعتدلة، الجنرال الأميركي مايكل ك. ناغاتا، مع كل من رئيس الائتلاف السوري المعارض ورئيس الحكومة المؤقتة ووزير دفاعه، بالإضافة إلى رؤساء الكتل بالائتلاف، كان عبارة عن معلومات عن موعد التدريب وموعد انتهائه وعدد العناصر التي سيتم تدريبها".

وكشفت مصادر مطلعة أن "ناغاتا حدد مع المجتمعين مطلع شهر مارس/ آذار المقبل، موعداً لبدء تدريب فصائل المعارضة المسلّحة المعتدلة، وتأهيلها لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، (داعش)، كما تم الاتفاق على تحديد عدد العناصر التي سيتم تدريبها بخمسة آلاف عنصر". وأضافت أنه "تم الاتفاق خلال الاجتماع، على أن تعود الفصائل إلى الأراضي السورية، بعد الانتهاء من تدريبها لمحاربة داعش، في الأول من شهر مايو/ أيار المقبل".

وذكرت أن "مراسلين صحافيين ميدانيين من أبناء المناطق التي ستجري فيها المعارك، سيرافقون الفصائل، بمساندة جوية من قبل طيران التحالف. وستكون مهمة الفصائل ملء الفراغ الذي سيتركه التنظيم، في المناطق التي قد ينسحب منها".

وبما يتعلق بآليات التدريب وتفاصيله المرتبطة بالتعاون بين المعارضة المعتدلة ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، رفض نائب رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، العميد أحمد بري، الإدلاء بأية معلومة حول هذا الموضوع.

واعتبر أن "العمل يتم بسرية بناءً على طلب من الأميركيين، الذين حذّروا من الادلاء بأية معلومة". ومع ذلك، فقد كشفت مصادر من "حركة حزم"، التي تلقت تدريبات أميركية سابقة، لـ"العربي الجديد"، أن "الحركة لم تتلقّ أية اتصالات جديدة بخصوص برنامج التدريب الجديد". وأكدت أن "برنامج التدريب في الخليج لا يزال مستمراً، وأن دفعة من رجالهم الذين يتلقّون تدريبات في السعودية، سيعودون في الأيام المقبلة".

وكانت الآلية السابقة، تقوم على الطلب من بعض الفصائل ترشيح عدد محدد من عناصرها للتدريب، ومن ثم ترسل الأسماء للأميركيين، الذين قد يرفضون بعض الأسماء ويختارون بعض الأسماء المقبولة، لتُجري تدريباتها قبل أن تعود إلى فصائلها.

وقد أدت هذه الآلية، التي تعتمد على بقاء ارتباط العناصر المدربة بفصائلها، في غياب أي آلية لاتباعها لوزارة الدفاع السورية في الحكومة الموقتة، إلى فقدان القدرة على التحكّم بهدف التدريب، وإلى انتقال قسم من العناصر والعتاد إلى الجانب المحسوب على "الارهابيين"، حسب التصنيف الأميركي، والمقصود "جبهة النصرة".

وعلى الرغم من عدم وضوح آلية التدريب الجديدة، إلا أن نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، هشام مروة، أكد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "هناك آلية ضمن خطة التدريب الجديدة، تضمن تبعية العناصر المدربة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة".

وبيّن أن "المجموعات التي تُدرب وتدخل سورية، هي مجموعات داعمة للجيش الحرّ، التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، والتي تقوم مهمتها على محاربة (نظام الرئيس بشار) الأسد والإرهاب". وذكرت مصادر في "الجيش الحرّ"، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "العناصر التي ستُدرّب في تركيا سيرافقها ضباط أتراك، يشرفون على عملها في الداخل السوري". ولم يتسنّ التأكد من المعلومات من مصادر أخرى.

وبالنظر إلى الفصائل المرشحة للدعوة إلى التدريب في الشمال السوري، يتصدّر "اللواء العاشر"، الواجهة. و"اللواء العاشر"، عبارة عن اتحاد لمجموعة كتائب، معظمها من حمص القديمة، يُشكّلون القوة الرئيسية في جبال اللاذقية. كما يتضمّن التدريب "لواء فرسان الحق"، الذي ينشط في مدينة كفرنبل، و"الفرقة 13"، التي تعمل في مدينة المعرة، بالإضافة إلى "حركة حزم"، وما تبقّى من "جبهة ثوار سورية"، التي طردتها "جبهة النصرة" من جبل الزاوية في ريف إدلب.

وفي سياق متصل، قرّرت الولايات المتحدة إرسال مئات العسكريين الأميركيين لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة، لمحاربة تنظيم "داعش"، في معسكرات ستستضيفها السعودية وتركيا وقطر، حسب ما ذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الأميرال جون كيربي، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة.

ولفت كيربي إلى أن "العدد الاجمالي للعسكريين الأميركيين، الذين سيشاركون في هذه المهمة، قد يبلغ حوالى ألف جندي بين مدربين وعناصر دعم، أو أكثر بقليل". ووفقاً لوزارة الدفاع الأميركية، فإنّ "السعودية وقطر وتركيا، وافقت على استقبال معسكرات تدريب"، كما وافقت على "تأمين مدربين عسكريين". وكشف أنّ "بلدين آخرين مهتمين بتوفير مدربين في إطار هذه العملية، لكنه لم يكشف عنهما". إلا أن مصدراً خاصاً أكد، لـ"العربي الجديد"، أن "البلدين اللذين سيشاركان في التدريب هما الأردن والمغرب".

وأشار كيربي إلى أن "الإدارة الأميركية تأمل أن يبدأ تدريب أول دفعة من المقاتلين السوريين في نهاية مارس/ آذار المقبل، فينهون تدريبهم، ويصبحون جاهزين للقتال في نهاية العام". وبيّن أيضاً أنّ "المدربين الأميركيين قد يبدأون العمل خلال 4 أو 6 أسابيع، ومعظمهم سيكونون من القوات الخاصة الأميركية".

وأكد أنّ "المهمة الأولى للمقاتلين الذين سيتم تدريبهم، ستكون حماية مجتمعاتهم ومواطنيهم، وشنّ هجمات ضد داعش". وفي هذا السياق، أوضح أنّ "الولايات المتحدة وشركاءها وضعوا هدفاً، هو تدريب أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري هذا العام، لكنه لم يتم استقطاب أي سوري لتدريبه حتى الآن". وختم: "لقد حددنا عدداً كبيراً من المجموعات التي يُمكن أن تشارك في البرنامج، ونواصل تقييم الوضع مع جميع الأفرقاء".