أنباء إعدام الصحافيَّين التونسيَّين: السياسة تجاه ليبيا هي الهدف

أنباء إعدام الصحافيَّين التونسيَّين: السياسة تجاه ليبيا هي الهدف

10 يناير 2015
الصحافيان اختفيا في ليبيا منذ 8 سبتمبر (فرانس برس)
+ الخط -

تُثار تساؤلات كثيرة حول مصير الصحافيين التونسيين، سفيان الشورابي ونذير القطاري، اللذين أعلنت مجموعة مسلّحة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في مدينة درنة شرقي ليبيا إعدامهما، عبر مدونة على الإنترنت مسماة "المكتب الإعلامي لولاية برقة".

وجاء الإعلان عن مقتل الشورابي والقطاري، في وقت شهدت فرنسا فيه اعتداء مسلحاً على صحيفة "شارلي إيبدو" والذي راح ضحيته 12 قتيلاً، واعتلاء حزب "نداء تونس" لسدة رئاسة الجمهورية، وسيطرته على البرلمان التونسي، بأغلبية مريحة، وكذلك تزامن مع اجتماع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة المرج.

وكانت المجموعة المسلّحة قد وجّهت للصحافيين اتهامات بالإساءة للإسلام، ومحاربة الله، وأنهما يعملان بفضائية مسيئة، وهو ما جعل بعض المراقبين يربطون بين الهجوم على "شارلي إيبدو" وبين مقتل الصحافيين.

لكن البعض الآخر يرى أن الحادثة جاءت بهدف توتير العلاقة بين النظام التونسي الجديد بزعامة حزب "نداء تونس" وبين ليبيا، ودفع النظام التونسي الجديد إلى الاصطفاف مع طرف سياسي وعسكري في ليبيا يقود حرباً ضد الجماعات المتشددة، وهو ما دفع البعض إلى الذهاب أبعد من ذلك، بالقول إن فرع "داعش" في درنة مخترق من قِبل أفراد أجانب يعملون مع أجهزة استخبارات عربية، إذ إن توقيت الإعلان عن العملية له دلالات سياسية وأمنية وتداعيات ليس من السهل توقّعها بسهولة.

من جهة أخرى، يرى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن مقتل الصحافيين التونسيين والإعلان عنه في يوم اجتماع ليون بحفتر، وكذلك اجتماع المبعوث الأممي مع لجنة الحوار في المؤتمر الوطني العام، جاء كإسفين يهدم أي جهود حوار تنتهي باتفاق سلام. وستمنح هذه العملية حفتر حججاً جديدة ليبرر بها استمرار هجومه على بنغازي وبعض مدن غرب ليبيا.

عدم التعليق على إعدام الصحافيين الشورابي والقطاري من المسؤولين في ليبيا وتونس، جعل حقوقياً ينفي في تصريحات صحافية خبر إعدامهما، مؤكداً أن "مجلس ثوار ليبيا بدرنة" نفى هذا الخبر خلال اتصاله به.

ولكن لا يُعرف في مدينة درنة تشكيل مسلح تحت مسمى "مجلس ثوار ليبيا بدرنة"، وهو ما يشكك برواية بعض التصريحات التونسية التي نفت مقتل الصحافيين التونسيين.

فيوجد في المدينة تشكيلان عسكريان كبيران، أحدهما تابع لتنظيم "داعش" وهو "مجلس شورى شباب الإسلام"، والآخر خليط من الكتائب المسلّحة ذات التوجه الإسلامي الرافضة لـ"عملية الكرامة" بقيادة حفتر ويُسمى "مجلس شورى مجاهدي درنة".

وكان الصحافيان قد اختفيا في ليبيا منذ الثامن من سبتمبر/أيلول من العام الماضي. وبحسب المعلومات الواردة فإنهما اتجها إلى طريق "المتين" الرابط بين مدينة أجدابيا ومدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي، حيث توجد نقاط تفتيش وإيقاف غير دائمة، لعدة مجموعات مسلّحة، منها تابعة لفرع تنظيم "داعش" في درنة.

وتُظهر الصور المنشورة للصحافيين اقتيادهما من قبل ملثم مسلح، وهما يرتديان ملابس صيفية، مما يُرجح بحسب معلومات واردة أن إعدامهما كان في وقت سابق، يُرجح أن يكون الصيف الماضي، إذ إن ليبيا تمر هذه الأيام بموجة برد وصقيع بسبب منخفض جوي اجتاح عدة دول عربية.

ويعمل الشورابي صحافياً في قناة "فيرست تي في" التونسية، بينما يعمل القطاري مصوراً، وكانا قد اعتُقلا من قِبل مجموعة مسلّحة تابعة لحرس المنشآت النفطية في منطقة البريقة شرقي مدينة أجدابيا، بحجة عدم حصولهما على إذن بممارسة عملهما، ومُنحا إذناً لمدة يوم واحد لإتمام مهمتهما الصحافية.

المساهمون