العبادي يواصل زيارته لطهران وتأكيد على مكافحة الإرهاب
التقى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في اليوم الثاني من زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران، بكل من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، وناقش معهما علاقات البلدين الثنائية وسبل التعاون لمكافحة الإرهاب الذي يهدد الأراضي العراقية.
وأشارت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن "العبادي قدم تقريراً لرفسنجاني عن الأوضاع في العراق". وأوضح أن "بلاده تنظر إلى إيران على أنها البلد الجار وترغب بتطوير العلاقات الثنائية على كل الصعد بشكل أكبر فيما يصب لمصلحة الطرفين".
وأضاف أن "تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يروج صورة غير صحيحة عن الإسلام". واعتبر أن "التنظيم قام بجرائم بحق كل العراقيين، وهدف القائمين على هذا التنظيم هو إيجاد التفرقة بين السنة والشيعة في العراق".
واعتبر روحاني أن "المبرر لتشكيل التحالف الدولي بقيادة أميركية يعود إلى كون داعش تشكل من أفراد ينتمون لآسيا وأوروبا وأميركا في آن واحد". وأشار إلى "ضرورة عدم اختراق التحالف لاستقلال العراق وتعريضه للخطر". ولفت إلى أن "الحكومة العراقية تعمل بالفعل على إعادة الأمن والاستقرار لكل أراضي العراق بالتخلص من الإرهاب برمته".
من جهته، قال رفسنجاني إن "التعاون بين دول العالم الإسلامي ضروري خلال هذه المرحلة لمواجهة الظروف التي تهدد المنطقة"، مؤكداً على "ضرورة الحذر من التفرقة".
ودعا رفسنجاني، رئيس الوزراء العراقي، إلى "الاهتمام بوحدة الصف الداخلي في العراق". واعتبر أن "هذا العامل الذي سيساعد البلاد في تجاوز محنة الإرهاب، وقد كان سلاح إيران خلال الفترة التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية قبل أكثر من ثلاثة عقود". وهي الفترة التي خاضت فيها إيران حرباً لثماني سنوات مع العراق التي كان يترأسها صدام حسين آنذاك.
كما أكد رفسنجاني على "جهوزية إيران لتقديم مساعدتها للعراق، والتركيز على الاستفادة من ثروات العراق بحيث ينعكس ذلك لمصلحة هذا البلد".
أما لاريجاني، فقد أعرب عن استعداد إيران الوقوف مع العراق حكومة وشعباً في الحرب ضد الإرهاب، وأوضح أن "طهران لن تسمح بتهديد استقلال العراق وستقف في وجه الخطر الذي يتهدده".
ونقلت وكالة أنباء (إيسنا) الإيرانية عن لاريجاني، اتهامه للدول التي تدّعي مكافحة الإرهاب و"داعش"، معتبراً أنها "كاذبة في نواياها كونها كانت السبب في نمو هذا التنظيم".
وخلال لقاء رئيس مجلس الأمن القومي، علي شمخاني بوزير النفط العراقي، عادل عبد المهدي، الذي رافق العبادي في زيارته، قال شمخاني إن "بلاده تشكك بالنوايا الأميركية وبأهدافها من تشكيل التحالف الدولي، في الوقت الذي دعمت فيه واشنطن في السابق مجاهدي خلق"، الذين تعتبرهم إيران "منظمة إرهابية".
وأكد شمخاني على "ضرورة تقوية العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين طهران وبغداد"، معتبراً أن "هذا ما سيساعد على الوقوف بوجه الإرهاب". وقال عبد المهدي إن "العلاقات الاقتصادية تستطيع أن تشكل حصناً قوياً لتطوير البلدين". وأشار إلى أن" العراق ترغب بتطوير الاستثمار في الغاز والبرتوكيماويات مع الطرف الإيراني".
يذكر أيضاً أن العبادي، زار اليوم مدينة قم، والتقى كبار رجال الدين فيها، وكان قد التقى أمس الثلاثاء، المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس الإيراني، حسن روحاني.
