بار يدافع عن قراره تبرئة ترامب من "عرقلة العدالة"

وزير العدل الأميركي يدافع عن قراره تبرئة ترامب من تهمة عرقلة العدالة

02 مايو 2019
سيناتور لبار: اخترت أن تكون محامي الرئيس (فرانس برس)
+ الخط -

دافع وزير العدل الأميركي وليام بار، الأربعاء، عن قراره تبرئة الرئيس دونالد ترامب من عرقلة العدالة، وهي تهمة جنائية تتعلق بإعاقة التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر في دور روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وانتقد بار، الذي يتعرض لضغوط من الديمقراطيين، مولر لعدم توصله بصفة شخصية إلى نتيجة بشأن تلك القضية.

وفي أول شهادة له أمام الكونغرس منذ نشر نسخة مختصرة من تقرير مولر في 18 إبريل/ نيسان، نفى بار أيضاً اتهامات مولر بأنه لم يعرض نتائج تقريره بشكل كامل.

وفيما يظهر التوتر بين الرجلين، وصف بار رسالة من مولر، في 27 مايو/ أيار، بأنها "مثيرة للضيق قليلاً".

وأثناء إدلائه بإفادته في جلسة استمرت أربع ساعات، واجه وزير العدل في بعض الأحيان أسئلة حادة من أعضاء ديمقراطيين في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ عن السبب الذي جعله يقرر، بعد تلقيه وثيقة مولر المؤلفة من 448 صفحة، أن ترامب لم يسع بصورة غير قانونية لعرقلة التحقيق الذي استمر 22 شهراً.

وقال بار خلال الشهادة: "لا أعتقد بأن الحكومة كان أمامها قضية يمكن نظرها أمام القضاء". 

وبار، الذي عينه ترامب، هو أكبر مسؤولي إنفاذ القانون في الولايات المتحدة. 

واتهم ديمقراطيون بار بأنه يحاول حماية الرئيس الجمهوري، فيما دافع عن نفسه وعن الطريقة التي تعامل بها مع صدور التقرير، وعن اختصارات وزارة العدل لأجزاء منه حماية لمعلومات حساسة، وعن استنتاجه النهائي بأن ترامب لم يعرقل العدالة.

وفي أحيان أخرى، بدا بار وكأنه يلتمس الأعذار لترامب أو يبرر سلوكه تجاه تحقيق مولر، مؤكداً أن الدوافع لدى الرئيس لم تصل إلى حد محاولة تعطيل التحقيق.

وقالت السيناتورة الديمقراطية ميزي هيرونو لبار: "اخترت أن تكون محامي الرئيس، وأن تقف إلى جانبه على حساب مصالح الشعب الأميركي". 

وأضافت هيرونو أن بار شخص ضحى "بما كان له من سمعة جيدة من أجل شخص محتال وكاذب يجلس في المكتب البيضاوي". 

وطالبت هيرونو بار بالاستقالة.

وهبّ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، رئيس اللجنة، للدفاع عن بار، وقال لهيرونو إن ما فعلته يعد "تشهيراً بهذا الرجل".

وتمثل شهادة بار المرة الأولى التي يدلي فيها عضو في إدارة ترامب بشهادته عن محتوى تقرير مولر الذي تضمن تفاصيل عن اتصالات مكثفة بين حملة ترامب وموسكو، وتوقع أن الحملة ستستفيد من الأفعال الروسية. 

كما تضمن التقرير تفاصيل عن سلسلة إجراءات اتخذها ترامب لمحاولة عرقلة التحقيق.

وخلص تقرير مولر إلى عدم كفاية الأدلة على وجود تواطؤ جنائي. 

وآثر مولر ألا يقدم استنتاجاً بشأن ما إذا كان ترامب عرقل سير العدالة، لكنه كان واضحاً في عدم إعفائه تماماً من المسؤولية. 

وقال بار إنه رأى مع نائبه رود روزنستاين، وبناء على ما توصل إليه مولر، أن الأدلة غير كافية لتأكيد أن الرئيس عرقل سير العدالة.

وذكر وزير العدل الأميركي أمام الكونغرس أن ترامب تعرض لحملة ظالمة لتشويه سمعته وصمته بأنه تواطأ مع روسيا خلال الانتخابات. وقال "هيمنت على مدى عامين من رئاسته مزاعم ثبت الآن عدم صحتها".

بار يرفض الإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب 

إلى ذلك، أعلن وزير العدل الأميركي، الأربعاء، أنه لن يدلي بشهادته أمام مجلس النواب الخميس بشأن طريقة تعامله مع تقرير مولر، في موقف ينذر بمعركة شرسة مع المعارضة الديمقراطية.

وقال رئيس لجنة العدل في مجلس النواب النائب الديمقراطي جيري نادلر إنّ الوزير رفض أيضاً تسليم اللجنة نسخة غير منقّحة من تقرير مولر، مهدّداً باستدعائه للمثول أمام اللجنة رغماً عنه إذا لم تفض المفاوضات معه خلال الأيام المقبلة إلى حلّ.

ويسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب، في حين يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ.

واعتبرت متحدّثة باسم وزارة العدل أن النائب جيري نادلر وضع شروطاً "غير مسبوقة وغير ضرورية" للجلسة التي كان مقرّراً أن يشارك فيها بار "طواعية" الخميس.

وأوضحت أنّ من بين هذه الشروط سماحه لمساعدين برلمانيين، بالإضافة إلى النواب أعضاء اللجنة، باستجواب الوزير. وقالت المتحدثة "ما زال الوزير مستعدّاً للردّ مباشرة على أسئلة أعضاء اللجنة بشأن التقرير". غير أنّ رئيس لجنة العدل في مجلس النواب سخر من هذه الذريعة، وقال للصحافيين إن بار "يحاول ابتزاز اللجنة حتى لا تفعل ما نعتقد أنها أفضل طريقة للحصول على المعلومات التي نحتاج إليها".

وأضاف نادلر: "لا يمكننا السماح لإدارة ترامب بأن تملي على الكونغرس طريقة عمله".

(رويترز، فرانس برس)