استمرار التوتر في درعا والسويداء رغم محاولات الاحتواء

استمرار التوتر في درعا والسويداء رغم محاولات الاحتواء

05 ابريل 2020
اختطاف حافلة تقلّ مجندين (عمار العلي/الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من محاولات الاحتواء المتكررة للتوتر من قبل الوجهاء في محافظتي درعا والسويداء، المتجاورتين والواقعتين جنوبي سورية، إلا أن الأمور اتجهت نحو مزيد من التوتر، بعد اختطاف مسلحين من السويداء شخصاً من درعا، ليرد مسلحون من الأخيرة باختطاف حافلة تقلّ مجندين عسكريين.

وقبل يومين، صدر بيان مشترك بين وجهاء المحافظتين، أكدوا فيه على "تعزيز روابط العلاقات بين منطقتي سهل حوران وجبل العرب، نصّ على ضرورة إنهاء ملف المخطوفين، وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة شؤون المخطوفين، والبحث في ملابسات عملية الاقتتال الذي حصل الأسبوع الماضي قرب بلدة القريا".

ومنذ صباح يوم أمس السبت، تشهد الحدود الإدارية للمحافظتين توتراً، بعد اختطاف مسلحين من بلدة بصر الحرير، بريف درعا الشرقي، حافلة تقل مجندين في قوات النظام من أبناء محافظة السويداء.

وقال الناشط الإعلامي محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن الخاطفين يقولون إن العملية جاءت رداً على اختطاف أحد أبناء البلدة من قبل مسلحين في السويداء.

وأضاف الحوراني أن هناك مخاوف من عودة المواجهات إلى المنطقة بعد انخفاض التوتر، الذي سبقته اشتباكات أدّت إلى مقتل وجرح العشرات من مسلحي "الفرقة الخامسة" المدعومة من روسيا ومسلحين محليين من السويداء.

وكانت الشرطة الروسية قد تدخلت، في وقت سابق، لاحتواء الخلاف الذي حدث بعد اختطاف مسلحين مجهولين، قبل أيام، مدنيين اثنين ينحدران من ريف درعا، كانا يستقلان مركبة محملة بالأبقار، وفُقدا قرب بلدة القريّا جنوبي السويداء، حيث تبين أنهما تعرضا لعملية خطف على يد عصابة طمعاً بالفدية المالية، وفقاً لشبكة "السويداء 24".

وحمّلت "حركة رجال الكرامة" في محافظة السويداء روسيا مسؤولية اشتباكات بلدة القريا، التي راح ضحيتها 15 شخصاً بين قتيل وجريح.

 

وقالت الحركة، في بيان الأربعاء، إنّ "الجهة الوحيدة المسؤولة عن مجزرة القريا هي التشكيل التابع للفيلق الخامس في محافظة درعا، الذي يقوده أحمد العودة، وهو تشكيل من مرتبات الجيش السوري ويتبع مباشرة للقوات الروسية في سورية".

ومنذ بدء الثورة السورية في عام 2011، شهدت درعا والسويداء حوادث خطف متبادل من قبل عصابات مرتبطة بالنظام، ما يعني أن الأخير لم يكن بعيداً عما يجري، بل إن مصادر محلية تؤكد سعيه إلى إشعال فتيل فتنة طائفية لإحكام سيطرته على المنطقة.

واختار معظم أهل السويداء الحياد خلال الثورة، باستثناء عصابات وجدت في الفوضى سبيلاً لها لتحقيق مكاسب مادية من عمليات خطف مدنيين من محافظة درعا.