أي سلاح ستراقبه "إيريني"؟

أي سلاح ستراقبه "إيريني"؟

02 ابريل 2020
مليشيات حفتر رحبت بالقرار (عبد الله دوما/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن الاتحاد الأوروبي عن بدء عملية بحرية جديدة في البحر الأبيض المتوسط، تهدف إلى مراقبة تنفيذ قرار الأمم المتحدة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا. وأوضح الاتحاد أن مهمة العملية الأساسية، التي تحمل اسم "إيريني"، أي السلام، تتمثل في تنفيذ حظر الأمم المتحدة على وصول الأسلحة، من خلال استخدام الأصول الجوية والأقمار الصناعية، لتسهيل مهمة تفتيش أي سفينة في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا، يشتبه في أنها تحمل أسلحة أو مواد ذات صلة من ليبيا وإليها. ولم يلفت الاتحاد إلى أن إحدى دوله هي من خرق القرار، وتحديداً فرنسا، التي عثر على صواريخها في معسكرات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، واعترفت بذلك، مثلما أقرّت بوجود جنود لها على الأراضي الليبية، حين أكدت في يوليو/ تموز من عام 2016، مقتل ثلاثة جنود من قواتها كانوا يقاتلون إلى جانب مسلّحي حفتر في بنغازي.

أيُّ سلام يمكن أن تجلبه أوروبا، التي تراقب السواحل الليبية بعين، فيما تغضّ الطرف عن الأجواء المُختَرقة من طائرات "اليوشن" الإماراتية، التي لا تزال تنقل العتاد والأسلحة إلى معسكرات حفتر؟

اللافت في كل هذا أن قيادة مليشيات حفتر هي أول جهة رحّبت بالقرار، وادعت على لسان مدير إدارة التوجيه المعنوي فيها، خالد المحجوب، أن "حظر الأسلحة يمسّ الأمن القومي، ليس الليبي فقط، بل الدولي"، وكأن الإمارات تنقل الأسلحة داخل أراضيها ولا تهدّد الأمن القومي الليبي، علاوة على الدولي!

غضُّ طرف الاتحاد الأوروبي عن الأجواء والحدود البرية للبلاد، واقتصار مهمته على مراقبة البحر، يعنيان بشكل صريح أنّ هذا الإجراء يأتي في إطار معارضته الاتفاق البحري والأمني الذي وقعته حكومة الوفاق الليبية مع تركيا، ويعني أيضاً تحوّل السواحل الليبية إلى وسيلة ضغط على أنقرة في إطار الصراع الدائر في البحر المتوسط، من أجل السيطرة على مواقع الطاقة والغاز في عرضه.

والأغرب تبرير وزير الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، غياب عملية "إيريني" عن مراقبة الحدود البرية، خلال مؤتمره الصحافي يوم الثلاثاء الماضي الذي أعلن فيه عن إطلاق المهمة، عندما قال إن العملية "لا تمتلك قدرات برّية لمراقبة الوضع على الحدود المصرية – الليبية"، على الرغم من زهوه بأنها "تتمتّع بقدرات على استخدام معطيات الأقمار الصناعية لمراقبة" الساحل والقدرة على كشف حملات السفن القاصدة شواطئ البلاد. كذلك جرى تجاهل تقارير خبراء الأمم المتحدة التي أثبتت بالصور والوثائق وصول آلاف الأطنان من الأسلحة والمرتزقة عبر المنافذ الجوية والبرية. المهمة من دون شك تفتح باب التساؤلات على مصراعيه حول الأهداف الحقيقية من ورائها.