سباق بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" على هزيمة "داعش"

سباق بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" على هزيمة "داعش"

18 مارس 2020
عاد التنظيم منذ أشهر لينشط شرق البلاد(ذبيح الله غازي/الأناضول)
+ الخط -
أعلنت الحكومة الأفغانية العام الماضي هزيمة تنظيم "داعش" في شرق أفغانستان، واعتبر الرئيس الأفغاني أشرف غني في حينها الأمر انتصاراً كبيراً للقوات المسلحة، كما أشار إلى ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء زيارته إلى أفغانستان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، مشيداً بدور القوات المسلحة الأفغانية.
ولكن منذ أشهر عدة، بدأت تحركات التنظيم مرة أخرى في شرق أفغانستان، وتحديداً في إقليم كنر الجبلي المحاذي للحدود الباكستانية، حيث اضطرت مئات الأسر من مناطق مختلفة في الإقليم للنزوح من مناطقها، بسبب المواجهات بين مسلّحي التنظيم و"طالبان" من جهة، وبينه وبين قوات الأمن الأفغانية من جهة ثانية.
وفي 14 مارس/ آذار الجاري، ادّعت حركة "طالبان" أن مسلحيها هزموا تنظيم "داعش" إثر عمليات شاملة ضده في إقليم كنر، مشيرة إلى أن الإقليم الجبلي قد طُهّر تماماً من وجود "داعش"، وأن عناصر كثيرة من التنظيم ألقت السلاح أمام مسلّحي الحركة، في حين فرّ آخرون.
ورحّب المبعوث الأميركي للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد بقيام "طالبان" بتصفية "داعش"، فيما قال الناطق باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" سهيل شاهين، أمس الثلاثاء، إنهم يقاتلون "داعش" منذ خمسة أعوام وفق استراتيجيتهم، ولا يحق لأحد أن يعطي الكفاح صبغة أخرى.
على الضفة الأخرى، ادّعت الحكومة الأفغانية أنها هزمت التنظيم في إقليم كنر، وأن النازحين داخلياً بدأوا بالعودة إلى منازلهم، مشيدين بدور قوات الأمن الأفغانية، ومرحبين بعناصرها.
وأشارت وزارة الداخلية في بيان، إلى أن قوات الأمن الأفغانية تمكنت من هزيمة "داعش" في الإقليم، بعد أن هزمته في ننجرهار، حيث إن معظم عناصر التنظيم إما استسلموا لقوات الأمن أو قُتلوا.
وذكرت الداخلية عدداً من المناطق التي طُهّرت من وجود "داعش"، مؤكدة أن سكان مديرية أسمار الحدودية مع باكستان، الذين تركوا المنطقة بسبب الحروب مع التنظيم، بدأوا يعودون إلى منازلهم أفواجاً أفواجاً. كما تحدث بيان الداخلية عن استسلام 51 عنصراً من التنظيم للقوات الأفغانية.

وكانت "طالبان" قد ادّعت أيضاً شنّها عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مسلحي "داعش" في إقليم كنر في الأول من شهر مارس/آذار الجاري، وخلال تلك العملية التي استمرّت حتى اليوم، تم تطهير كلّ مناطق إقليم كنر من وجود "داعش" كما حصل سابقاً في إقليم ننجرهار المجاور لكنر في شرق أفغانستان.
وذكر بيان الحركة أن قيادة "طالبان" أمرت مسلحيها بشن عملية واسعة النطاق ضد "داعش" في الإقليم، وذلك بعد تغير الطقس وإتاحة الفرصة من الناحية الجوية، وبدأت العملية قبل 14 يوماً من مديرية مانوكي، وطاولت مركز الإقليم، مدينة أسعد أباد، وكلّ المديريات، لا سيما وته بور، ونرنك، وسوكي ونور كل، وقد طُهّرت كل تلك المديريات من وجود التنظيم.
وأكد البيان أيضاً أن 108 عناصر من "داعش" ألقوا سلاحهم خلال العملية أمام مسلحي الحركة واستسلموا لهم، كما فرّ عشرات منهم إلى القوات الحكومية واستسلموا إليها، منوهاً إلى أن الحركة سبق لها أن شنّت عملية كبيرة ضد "داعش" للقضاء عليه، ولكن بسبب البرد توقفت تلك العملية.

كما اتهمت "طالبان" تنظيم "داعش" بقتل عشرات المواطنين، وجرح 81 منهم في إقليم كنر، مثلما فعل سابقاً في إقليم ننجرهار المجاور لكنر، والواقع على الحدود مع باكستان.
كذلك، أشار بيان "طالبان" إلى أن مسلحي الحركة تمكنوا خلال عام واحد من قتل 481 عنصراً من التنظيم بينهم قادة ميدانيون، منهم: سراج وعبد الكريم وستومان ونوازخان ومعاذ، علاوة على استسلام 428 أمام عناصر الحركة، بينما استسلم أمام قوات الحكومة 460.
في المقابل، قُتل 181 عنصراً من "طالبان" وجُرح 195 إثر المواجهات مع تنظيم "داعش" خلال عام واحد، وفق بيان "طالبان".
ويأتي السباق بين الحكومة و"طالبان" على هزيمة "داعش" في الشرق، في وقت لم يتضح بعد ما إذا كان التنظيم قد هُزم فعلاً.
وكانت "طالبان" قد وافقت، من خلال الاتفاق الذي وقعته مع الولايات المتحدة الأميركية في الدوحة في الـ29 من الشهر الماضي، على عدم السماح لأحد باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أميركا وحلفائها، وأكد الجانب الأميركي عقب التوقيع على الاتفاق أن "طالبان" ستقوم بتصفية جميع الجماعات المسلحة، لا سيما "القاعدة" و"داعش".