بومبيو في مؤتمر ميونخ مهاجماً الصين وروسيا: الغرب سيفوز

بومبيو في مؤتمر ميونخ مهاجماً الصين وروسيا: الغرب سيفوز

15 فبراير 2020
بدأ مؤتمر ميونخ أمس ويختتم غداً الأحد (getty)
+ الخط -
دافع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم السبت، عن دور بلاده على الصعيد العالمي، وشنّ هجوماً لاذعاً على الصين وروسيا، مشدداً على أن مُثل الغرب وقيمه ستسود، رافضاً في الوقت ذاته، انتقادات الرئيس الألماني ومسؤولين أوروبيين آخرين بشأن سياسة الانطواء وأنانية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال بومبيو في كلمة ألقاها بمؤتمر ميونخ للأمن: "يسعدني أن أبلغكم أن وفاة التحالف عبر الأطلسي مبالغ فيها إلى حد كبير. الغرب سيفوز، وسنفوز سويّاً".

وانتقد بومبيو سياسة الصين مباشرةً، وقال إنها تسعى إلى تكوين "إمبراطورية".

وفي السياق أيضاً، رفض الوزير الأميركي انتقادات الرئيس الألماني ومسؤولين أوروبيين آخرين بشأن سياسة الانطواء وأنانية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أنها "لا تعكس الواقع".

وصرّح بومبيو بأن تصريحات الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينامير، في اليوم السابق، على غرار تصريحات أخرى تصبّ في الاتجاه نفسه، "لا تعكس الواقع إطلاقاً". وكان الرئيس الألماني قد افتتح مؤتمر ميونخ السادس والخمسين للأمن أمس، بتوجيه انتقادات ضمنية إلى نظيره ترامب، متهماً واشنطن وبكين وموسكو بإثارة حالة من انعدام الثقة والأمن في العالم بفعل "منافسة بين القوى العظمى" قد تهدد بسباق تسلح نووي جديد.

وندد شتاينماير، في تصريحات أدلى بها في افتتاح المؤتمر، بأسلوب القوى العالمية الكبرى الثلاث في التعامل مع الشؤون الدولية، مشيراً إلى تعهد ترامب "بجعل أميركا عظيمة من جديد" من دون ذكر ترامب مباشرة. وقال شتاينماير متهكماً: "عظيمة من جديد"، ولو على حساب جيرانها وشركائها. واستكمل: "أما أقرب حليف لنا، الولايات المتحدة الأميركية، فإنها ترفض فكرة وجود مجتمع دولي في ظل الإدارة الراهنة".

ونبّه إلى أن نتاج ذلك هو "انعدام ثقة أكثر وتسليح أكثر وأمن أقل... وكل هذا يفضي إلى سباق تسلح نووي جديد". وقال إنه يتعين على ألمانيا في مقابل ذلك أن تعزز الإنفاق الدفاعي، للمساهمة أكثر في أمن أوروبا والحفاظ على تحالفها مع الولايات المتحدة، وأقرّ بأن مصالح الولايات المتحدة تميل نحو آسيا أكثر من أوروبا.


تمويل الطاقة

وفي شأن آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي، خلال كلمته اليوم، أن بلاده ستموّل مشاريع في قطاع الطاقة تبلغ قيمتها مليار دولار في دول شرق أوروبا ووسطها لتعزيز استقلالية قطاع الطاقة في مواجهة روسيا. وقال بومبيو خلال المؤتمر: "في إشارة إلى دعم سيادة أصدقائنا الأوروبيين وازدهارهم واستقلالهم في مجال الطاقة (...) تنوي الولايات المتحدة منح ما تصل قيمته إلى مليار دولار كتمويلات إلى دول وسط وشرق أوروبا الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة" (البلطيق والأدرياتكي والبحر الأسود)، التي تشمل 12 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي".

الصين: انتقاد أميركا لنا "أكاذيب"

في المقابل، رفض وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم السبت، انتقاد الولايات المتحدة لبلاده، واصفاً ذلك "بالأكاذيب"، وقال وانغ في أثناء المؤتمر: "كل هذه الاتهامات ضد الصين أكاذيب لا تستند إلى حقائق".

ماكرون يدافع عن الحوار الوثيق مع روسيا

بدوره، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا "ستواصل محاولة زعزعة استقرار الديموقراطيات الغربية من طريق التلاعب بشبكات التواصل الاجتماعي أو عمليات معلوماتية".

وقال ماكرون خلال كلمته: "أعتقد أن روسيا ستواصل محاولة زعزعة الاستقرار، إما عبر أطراف فاعلة خاصة، أو عبر خدمات مباشرة، أو عبر وكلاء"، معتبراً أنها "طرف فاعل عدواني للغاية" في هذا المجال.

غير أن الرئيس الفرنسي أكد أن سياسة التحدي التي انتهجتها أوروبا في التعامل مع موسكو على مدى السنوات القليلة الماضية باءت بالفشل. وأضاف أن الخيار الوحيد يتمثل بحوار أوثق لحل الخلافات بالنظر إلى أن أحداً لا يرغب في المواجهة المباشرة مع موسكو.

وأضاف في هذا السياق: "أسمع لهجة التحدي من جميع شركائنا. لست مخبولاً، لكنني أعرف أن التحدي مع الضعف ليس سياسة، بل نظام غير فعال تماماً"، مضيفاً أنه لم يلمس لدى أيٍّ من الحلفاء الاستعداد لمواجهة روسيا.

وتابع: "ثمة خيار ثانٍ، وهو المطالبة بالحوار واستئنافه، لأننا لا نتحدث كثيراً هذه الأيام، فيما تتزايد الصراعات ولا نتمكن من حلها".


وستتركز نقاشات المؤتمر، الذي يختتم أعماله غداً الأحد، على التحديات السياسية والأمنية الدولية المستقبلية، بينها التصعيد في سورية وليبيا، والنزاع على خط "نورد ستريم" مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الانقسام داخل حلف الأطلسي، وذلك بعدما حمل موضوع المؤتمر لهذا العام، وفق معدّي تقرير ميونخ 2020 للأمن، "انعدام التوجه لدى الغرب"، بعدما باتت البلدان الغربية غير واثقة من قيمها وتوجهها الاستراتيجي.

مع الإشارة إلى أن التقرير خصّص فصلاً للتطورات الكارثية في مجال السياسة المناخية، ورفض بعض الحكومات لتبعاتها.