بريطانيا ترفض مهلة أوروبية لتقديم خطة مكتوبة بشأن "بريكست"

أوروبا تمهل بريطانيا حتى نهاية الشهر لتقديم خطة بشأن "بريكست"... ولندن ترفض

19 سبتمبر 2019
باركلي: نحتاج إلى عام آخر لإيجاد خطة بديلة (Getty)
+ الخط -

رفضت بريطانيا، اليوم الخميس، المهلة التي منحها لها الاتحاد الأوروبي لتقديم خطة مكتوبة بشأن "بريكست"، بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول الحالي، بهدف تفادي خروج بدون اتفاق، متهمة بروكسل بوضع شروط "لا يمكن الوفاء بها".

وقال وزير "بريكست" البريطاني ستيفن باركلي، في كلمة، اليوم الخميس، في مدريد، إنّ "الاتحاد الأوروبي يضع شروطاً لا تستطيع بريطانيا الوفاء بها، عندما يصر على إيجاد بدائل عملية لخطة المساندة الأيرلندية قبل موعد بريكست"، والمقرر تنفيذه في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وطالب باركلي، بأن يمنح الاتحاد الأوروبي بريطانيا، عاماً آخر، لإيجاد سياسة بديلة خاصة بحدود أيرلندا الشمالية، مضيفاً: "يقولون لنا إنه يجب أن تتقدم بريطانيا بنص قانوني لخطة بديلة بحلول 31 أكتوبر/تشرين الأول، لكن الحاجة إلى بديل لخطة المساندة لن تكون قائمة حتى نهاية المرحلة الانتقالية في ديسمبر/كانون الأول 2020".

وتابع: "ستكون تلك (الخطة البديلة) مبنية على أساس العلاقة المستقبلية، والتي لم نبدأ التفاوض حولها بعد. وباختصار، لمَ المجازفة بالحصول على نتيجة غير مرضية في نوفمبر/تشرين الثاني، بينما نستطيع العمل معاً حتى ديسمبر/كانون الأول 2020؟".

واتهم باركلي الاتحاد الأوروبي بالإصرار على طلب شروط لا تستطيع بريطانيا إيفاءها، لا سيما أنّ البرلمان البريطاني قد رفض الاتفاق الذي قدّمته حكومة تيريزا ماي بشأن "بريكست"، ثلاث مرات.

وكانت حكومة ماي قد قدمت الحجة ذاتها عام 2017، إلا أنّ الاتحاد الأوروبي يصرّ على تحديد وضع خطة افتراضية في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع بريطانيا ينظم العلاقة بين الكتلتين، وتتعزز شكوك الاتحاد مع فشل الجانب البريطاني في حسم أمره، بعد ثلاث سنوات من المفاوضات.

وتأتي تصريحات باركلي، بعد أن أمهل الاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكرته الرئاسة الفنلندية، في وقت سابق اليوم الخميس، بريطانيا، حتى نهاية سبتمبر/أيلول الحالي للتقدم بمقترحات عملية مكتوبة بديلة لخطة المساندة، وإلا "فالأمر منته".

وكان رئيس الوزراء الفنلندي إنتي ريني الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قد قال، خلال زيارة دبلوماسية لباريس، أمس الأربعاء، إنّ "أي اقتراح" من المملكة المتحدة "يجب أن يقدم قريباً جداً إذا كان سيناقش". وأضاف إثر لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "ولكن، علينا أن نستعد أيضاً لبريكست من دون اتفاق".

وتجتمع الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول، في بروكسل، أي قبل عشرة أيام من الموعد المقرر لـ"بريكست" في 31 منه.


وتجنّب رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، مراراً، التقدم بأي مقترحات للاتحاد الأوروبي تشكل بديلاً لخطة المساندة، مما دفع منتقديه إلى اتهامه بعدم امتلاكها، وبالتالي السعي لإخراج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق.

ويصرّ جونسون مدفوعاً بمؤيدي "بريكست مشدد" في حزب المحافظين، على التخلّص كلياً من خطة المساندة من اتفاق "بريكست".

ووضعت خطة المساندة في الاتفاق، بهدف تفادي عودة حدود فعلية بين إقليم أيرلندا الشمالية البريطاني، وجمهورية أيرلندا، وتنص على أن تبقى المملكة المتحدة ضمن إطار "اتحاد جمركي موحد" مع الاتحاد الأوروبي، في حال عدم التوصل لحلول أخرى في هذا الصدد.

وبينما يطلب الاتحاد الأوروبي من لندن تقديم حلول بديلة عن خطة المساندة، تأمل الحكومة البريطانية التقدم بما يكفي في المحادثات، لتتمكن من القيام بخطوة حاسمة خلال القمة الأوروبية في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، في إطار وضع اللمسات النهائية على اتفاق جديد.

ولا تزال المحادثات متعثرة بسبب مسألة أيرلندا، بينما يخشى الاتحاد الأوروبي أن يكون المفاوضون البريطانيون يماطلون بالحديث عن التقدم في المفاوضات، من دون أن تكون لديهم مقترحات عملية.

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، اليوم الخميس، إنّ بريطانيا كانت قد أرسلت "بعض الوثائق" لبروكسل قبيل زيارة باركلي المرتقبة لبروكسل، يوم غد الجمعة، للقاء كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، إلا أنّ الجانب البريطاني نفى أن تكون هذه الوثائق هي المقترحات التي طلبها الاتحاد.


وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "لقد خضنا نقاشات مطولة مع فريق التفاوض الأوروبي في الأسابيع الأخيرة، وشاركنا الآن عدداً من الوثائق التقنية المكتوبة والسرية والتي تعكس الأفكار التي طرحتها بريطانيا"، مضيفاً: "سنتقدم بالحلول المكتوبة عندما نكون جاهزين، وليس وفقاً لموعد مصطنع، وعندما يتيقن الاتحاد الأوروبي من ضرورة العمل بشكل بناء عليها، كبدائل لخطة المساندة".

وكانت حكومة ماي قد اتفقت مع بروكسل على أن تكون نهاية عام 2020، موعد انتهاء الفترة الانتقالية التي تعمل بها بريطانيا وفقاً لنظم الاتحاد الأوروبي، إلا أنّ الاتحاد الأوروبي يحذر من أنّه من دون إقرار اتفاق "بريكست"، لن تكون هناك فترة انتقالية، ومن دون خطة المساندة الأيرلندية لا يوجد اتفاق لـ"بريكست".

ويمكن أيضاً تمديد الفترة الانتقالية لعامين، بعد نهاية موعدها الأصلي (أي إلى نهاية 2022)، كأحد المقترحات لمنح المفاوضات مزيداً من الوقت، لبناء علاقة مستقبلية بين بروكسل ولندن، إلا أنّ جونسون نفى هذا الاحتمال، مطلع الأسبوع الحالي.