تصعيد جديد لوكلاء الإمارات: خطة لإجهاض انعقاد البرلمان بعدن

تصعيد جديد لوكلاء الإمارات: خطة لإجهاض انعقاد البرلمان في عدن

04 يوليو 2019
مساعٍ لمنع انعقاد برلمان الشرعية بعدن (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
تتجه الأوضاع في جنوب اليمن، وتحديداً عدن، العاصمة المؤقتة للشرعية، نحو مزيد من التصعيد من قبل حلفاء الإمارات، بعدما أقر المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، المدعوم من أبوظبي، خطة لمواجهة عقد دورة جلسة لمجلس النواب اليمني (فرع الشرعية) في عدن.

ويأتي هذا التصعيد على خلفية استعداد الحكومة الشرعية عقد جلسات البرلمان في دورته الثانية في عدن بدلاً عن مدينة سيئون، عاصمة الوادي والصحراء في محافظة حضرموت شرق اليمن،  والتي شهدت عقد أول جلسة.

وأقرت اللجنة المكلفة التي شكّلها حلفاء الإمارات في قيادة "المجلس الانتقالي" الاثنين المنصرم خطة لمواجهة أي مساعٍ لعقد جلسات البرلمان في مدينة عدن أو أي مدينة جنوبية أخرى.

وأوضح مصدر خاص مقرب من "الانتقالي"، لـ"العربي الجديد"، أن كل الخيارات مفتوحة لدى "الانتقالي"، لمنع عقد جلسات البرلمان في كل مناطق الجنوب وفي مقدمتها عدن، بما في ذلك تنظيم تظاهرات سلمية ومنع هبوط رحلات الطيران التي تقل أعضاء البرلمان، إضافة إلى منعهم من دخول النقاط المحيطة بعدن والتي تخضع أغلبها للقوات الموالية للإمارات وحلفائها. 


وذكر المصدر أن هذه الإجراءات ستتصاعد تدريجياً وفق الخطة المعدة من قبل اللجنة المكلفة والمقرة من قيادة "الانتقالي" حتى تحقيق الهدف المتمثل في  منع عقد أي جلسة للبرلمان التابع للشرعية في عدن. ولم يستبعد المصدر لجوء "المجلس الانتقالي" إلى منع عقد جلسة البرلمان باستخدام القوة بحكم السيطرة الأمنية للإمارات وحلفائها على عدن.

يأتي هذا بعد أن ذكرت مصادر في الشرعية ومعلومات نشرتها وسائل إعلام عن نية قيادة الشرعية عقد جلسة البرلمان في مدينة عدن بموافقة ودعم السعودية التي قد تتولى حمايته كما حدث في مدينة سيئون.

وقال مصدر جنوبي في الحكومة الشرعية لـ"العربي الجديد" إن عدن هي العاصمة المؤقتة للشرعية، لذلك هي الخيار الأبرز والمنطقي لعقد جلسات مجلس النواب، والسعوديون يتفهمون ذلك ويدركون أهمية هذه الخطوة، وإذا ما وافقت الرياض على عقده في عدن، فإن أي تحرك لمنع عقد جلسات البرلمان سيكون تحركاً ضد التحالف والسعودية تحديداً.

ويأتي هذا التصعيد الذي يتبناه حلفاء الإمارات ضد الشرعية متزامناً مع التصعيد الجاري في محافظات الجنوب بين مظاهرات وتصعيد عسكري كما هو عليه الحال في محافظة جزيرة سقطرى وشبوة وعدن، حيث يلجأ حلفاء الإمارات إلى الخيارات العسكرية من وقت لآخر.

ويبدو أن خطوات التصعيد بدأت في عدن، مع اقتحام مسلحين تابعين لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، مبنى وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للشرعية في مدينة التواهي في عدن يوم أمس الأربعاء وإغلاق المبنى، حسب بيان للوكالة استنكرت فيه الاقتحام وإغلاق المبنى وإطلاق التهديدات ضد صحافيي الوكالة .

وأوضح شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن موالين لـ"الانتقالي" اقتحموا عدداً من المرافق الحكومية اليوم الخميس ورفعوا الأعلام والشعارات الانفصالية الخاصة بهم على أسطح هذه المرافق وفي مقدمتها مقر وزارة التخطيط والتعاون الدولي، في عدن، ضمن التصعيد الجاري في العاصمة المؤقتة للشرعية.

وقال الصحافي فضل مبارك في منشور له على صفحته في "فيسبوك" إن "قرار إغلاق مبنى وكالة سبأ للأنباء من قبل محسوبين على الانتقالي اليوم تصرف أرعن، ولا يعبر عن حصافة أو حكمة وأن مثل هذه التصرفات لا تفيد القضية الجنوبية".


ويرى آخرون أن هذا التصعيد من قبل حلفاء الإمارات يشير إلى أن أبوظبي وحلفاءها يسعون للحصول على مكاسب من خلال الحصول على مناصب سياسية وعسكرية في صفوف الشرعية في أي تغيير حكومي مقبل.

المساهمون