غريفيث يحذّر من "حرب واسعة بالمنطقة تأخذ اليمن بطريقها"

غريفيث يحذّر من "حرب واسعة في المنطقة تأخذ اليمن بطريقها"

نيويورك
ابتسام عازم (العربي الجديد)
ابتسام عازم
كاتبة وروائية وصحافية فلسطينية تقيم في نيويورك. مراسلة "العربي الجديد" المعتمدة في مقرّ منظمة الأمم المتحدة.
18 يوليو 2019
+ الخط -

قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم الخميس، إنه لمس في لقاءاته بالأطراف اليمنية المسؤولة "رغبة بالتوصل إلى حل"، معتبراً أنّ "الحديدة هي البوابة المحورية للسلام"، غير أنّه حذّر في المقابل من "نشوب حرب واسعة بالمنطقة تأخذ اليمن في طريقها".

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حالياً بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك.

وتشهد المنطقة توتراً متصاعداً بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015، رداً على العقوبات الأميركية وانسحاب واشنطن من الاتفاق، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجيها النووي والصاروخي.

وعن الوضع باليمن، قال المبعوث الأممي في إفادته لأعضاء المجلس: "الحرب ما زالت مستمرة، والوضع الإنساني يزداد سوءاً والخطر قائم وسوف يصعب الوصول إلى حل إذا ما استمرت هذه الحرب، ويجب إبقاء اليمن بعيداً عن نزاع كهذا".

واعتبر في حديثه أنّ الحديدة "بمثابة البوابة المحورية لعملية السلام في اليمن، والطريق الذي ينبغي سلوكه هو تنفيذ اتفاق الحديدة، والمشاركة العاجلة لجميع الأطراف في تسوية سياسية يتفق الجميع على معالمها".

وركز المبعوث الأممي على أمرين وصفهما بأنهما بالغا الأهمية، وهما الوضع الإنساني السيئ، وغياب الأمن الغذائي من جهة وشبح الحرب الذي يهدد المنطقة من جهة أخرى.

وشدد على أن اليمن يقف أمام لحظة حاسمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى إحراز تقدم، وصفه بالـ"محدود"، في ما يخص وصول المساعدات الإنسانية والحياة المدنية في تعز.

عن تعز أيضاً، أشار إلى إنشاء لجنة تعز هذا الأسبوع، ما قد يتيح الفرصة أمام فتح واحد من المعابر الإنسانية.

وفي هذا السياق، عبر المبعوث الأممي عن قلقه في ما يخص استمرار الحرب في اليمن، ولا سيما مع وجود خطر عودة التوتر إلى مناطق عديدة.

كما أعرب عن قلقه إزاء الهجمات التي تشنها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على السعودية، كما أعرب عن "ذهوله" لصدور أحكام إعدام بحق 30 شخصاً من السجناء لدى الجماعة.

وفي 9 يوليو/ تموز الجاري، قررت المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، إعدام 30 معتقلاً، بينهم القيادي في حزب "الإصلاح" نصر السلامي، وأستاذ اللسانيات في جامعة صنعاء يوسف البواب.


من جهة ثانية، قدّم المبعوث الأممي التهنئة للحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين لاجتماعهما مع مايكل لوليسغارد (رئيس لجنة إعادة الانتشار)، على متن إحدى السفن في البحر الأحمر هذا الأسبوع، حيث تم الاتفاق على تفاصيل تشغيلية، وفقاً لما سبق الاتفاق عليه في استوكهولم.

لكنه شدد على أنه لا تزال هناك عقبة رئيسية وتتمثل بالاتفاق على قوات الأمن المحلية بشكل خاص وكذلك الاهتمام بقضية الإيرادات.

وأشار غريفيث إلى عملية "إعادة الانتشار" من قبل قوات التحالف العربي في أجزاء من اليمن (إشارة إلى القوات الإماراتية)، لكنه عبر عن القلق من أن التوترات في المنطقة (إشارة إلى التصعيد الأميركي مع إيران)، تمثل تهديداً محتملاً للاستقرار في البلاد، وقال إنه ليس من مصلحة اليمن جره إلى حرب إقليمية.

وتابع: "إنّ أي اتفاق يستوجب مرونة واقتناعاً، وكل حل هو حل مؤقت إلى حين التوصل إلى حل سياسي، وسوف أضاعف جهودي مع الطرفين من أجل الوصول إلى اتفاق يحظى بموافقتهما".

ومضى قائلاً: "يحدوني الأمل كذلك أن يكون اليمن قد بات قريباً من انتهاء هذه الحرب، وقد سرّني خلال الزيارات التي قمت بها أخيراً في العديد من العواصم، أن أجد إجماعاً بينهم على أهمية الحل السياسي واعتبار تنفيذ اتفاق استوكهولم هو الأساس لإنهاء الحرب".

تدهور الوضع الإنساني

من جهته، قال مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، إن الأوضاع المعيشية لليمنيين تزداد سوءاً ولا تشهد تحسناً، مشيراً إلى "تهجير قرابة 300 ألف يمني، بداية العام الحالي، إضافة إلى الملايين الذين أجبروا على الفرار منذ بداية الحرب".

وخص لوكوك حديثه عن الحديدة، مشيراً إلى أنه رغم وجود اتفاق استوكهولم لوقف إطلاق النار، إلى أن المعارك لا تزال مستمرة، ذاكراً أن المدفعية استهدفت مستشفى مهجوراً وجامعاً ومواقع مدنية وغيرها، ما أدى إلى سقوط قتيل وجرحى بمن فيهم الأطفال.

كما أشار إلى شنّ الطائرات الحربية ست غارات جوية في الحديدة، مؤكداً وجود أكثر من ثلاثين جبهة قتالية في اليمن.

وأعرب مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية عن قلقه من استمرار "أنصار الله" باستهداف مواقع في السعودية، منوهاً في السياق بإعاقة "الحوثيين" في المناطق التي يسيطرون عليها، وصول المساعدات الإنسانية من خلال، فرضهم إجراءات بيروقراطية وتدخلات تعوق تقديم برنامج الغذاء العالمي لمساعداته الإنسانية لمئات الآلاف من اليمنيين.

وتابع: "إن ذلك لا يقتصر على الأغذية أو المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله، بل كذلك جزء من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة"، مشيراً إلى توثيق "قرابة 375 حادثة منع من خلالها وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء اليمن، وبعضها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية".

كما أشار إلى احتجاز الحوثيين لقرابة 180 شاحنة، تحتوي على مساعدات إنسانية لمدة 36 يوماً قبل إطلاق سراحها.

التحالف يعوق وصول المساعدات

وعن قوات التحالف العربي، قال لوكوك إنها "مستمرة بفرض عوائق بيروقراطية على الوكالات الإنسانية التي تحاول الانتقال من الساحل الغربي إلى الجنوب، ما يؤخر وصول المساعدة للناس".

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة وجماعة "الحوثيين" المتهمين بتلقي دعم إيراني، منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

ومنذ مارس/ آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، وفقاً لوصف سابق للأمم المتحدة.

وأخيراً، جرى استئناف المفاوضات بعد نحو شهرين من التوقف، عقب فشل تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، على خلفية رفض الحكومة اليمنية إعلان الحوثيين التنفيذ من طرف واحد، واشتراطها تشكيل لجان رقابة مشتركة.

يشار إلى أنّ المرحلة الأولى من الخطة تتضمن انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، فيما تتضمن الثانية سحب الطرفين قواتهما مسافة 25 كيلومتراً.

ذات صلة

الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.
الصورة
حاخامات يهود في مجلس الأمن (إكس)

سياسة

اقتحم عدد من المتدينين اليهود، من المعارضين للحرب على غزة قاعة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك للاحتجاج على الحرب والدعم الأميركي لها
الصورة
موانئ ماليزيا/Getty

اقتصاد

تتسع رقعة حرب الملاحة البحرية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها التي تبحر نحو دولة الاحتلال، ولكن هذه المرة ليس في البحر الأحمر الذي يشهد هجمات مكثفة من قبل الحوثيين.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.