الأردن: نقل أي سفارة للقدس خرق لقوانين الشرعية الدولية

الأردن يرفض نقل أي سفارة إلى القدس: خرق لقوانين الشرعية الدولية

20 مارس 2019
الصفدي استقبل نظيره الهنغاري اليوم (Getty)
+ الخط -
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، أن "القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، وشرطًا لتحقيق السلام"، معتبرًا "كل إجراءات أو أي محاولات لنقل أي سفارة إلى القدس خرقًا لقوانين الشرعية الدولية".

وأضاف في تصريحات صحافية مشتركة بعد محادثات في عمّان اليوم الأربعاء مع وزير الخارجية والتجارة الهنغاري، بيتر سيارتو، إن "القدس هي مفتاح السلام"، مشددًا على أنها "قضية من قضايا الوضع النهائي يحسم مصيرها عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن القدس الشرقية هي أرض محتلة".

وأكد أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو شرط تحقيق السلام الشامل في المنطقة، مضيفًا أن "بلاده ترفض أي خطوة أو إجراء يغير من هذه الحقيقة، ويغير من حقيقة أن القدس الشرقية هي أرض محتلة، وأنه يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة".
بدوره، عزا سيارتو قرار بلاده فتح مكتب تمثيل اقتصادي في القدس إلى اعتبارات اقتصادية في ضوء المصالح المشتركة لها مع إسرائيل، مضيفا أن "لا تغير في موقف هنغاريا حول القدس، والتزام هنغاريا موقف الاتحاد الأوروبي إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وقال سيارتو إن "سفارة بلاده في إسرائيل موجودة في تل أبيب، وأن نقل السفارة إلى القدس أمر غير مطروح"، معلناً التزام بلاده عدم نقل سفارتها إلى القدس.



ويأتي اجتماع الصفدي مع الوزير الهنغاري بعد يوم واحد من افتتاح هنغاريا ممثلية تجارية لها لدى إسرائيل في القدس، لتصبح أول دولة أوروبية تفتح ممثلية لها في هذه المدينة.

ولاقت هذه الخطوة رفضاً فلسطينياً، إذ استهجن عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" ووزير شؤون القدس، فتح هنغاريا لمكتب تجاري بتمثيل دبلوماسي لها في القدس.

وقال الحسيني، اليوم الأربعاء، في بيان له وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، إن "إقدام هنغاريا على هذه الخطوة يمثل مخالفة صريحة للقانون الدولي وخروجا على الإجماع في الاتحاد الأوروبي ويستحق الإدانة".

وأضاف: "في الوقت الذي نرحب فيه بالموقف الجماعي لدول الاتحاد الأوروبي برفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفض نقل السفارات الأوروبية إلى القدس، فإننا نرى في هذا الموقف الهنغاري محاولة لتقويض حل الدولتين".

وتابع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قائلاً: "كان من الأجدى بوزير الخارجية الهنغاري أن يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الالتزام بالقانون الدولي وأن يوقف اعتداءاته المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وليس أن يتماهى مع مواقفه الرافضة للسلام".


وفي سياق آخر، لفت الصفدي إلى أن "المباحثات مع الوزير الهنغاري تناولت أيضا الأزمة السورية"، مؤكداً "ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون ويحفظ وحدة سورية، ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين الذين تستضيف المملكة مليوناً وثلاثمائة ألف منهم".

وقال الصفدي إن "المحادثات أكدت أيضا استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب ثنائيا ومن خلال التحالف الدولي"، لافتا إلى "مشاركة هنغاريا في اجتماعات العقبة التي تستهدف تكريس نهج شمولي لهزيمة الإرهاب".

وأضاف "الإرهاب مسخ لا علاقة له بأي حضارة أو دين، وبالتأكيد لا علاقة له بقيم المحبة واحترام الآخر والسلام التي يحملها ديننا الإسلامي".

وأكد أن "محاربة خطاب الكراهية ومحاربة ظاهرة الخوف من الإسلام ومحاربة السردية الإلغائية الإقصائية للمتطرفين جزء أساسي من المعركة لدحر الإرهاب عسكريا وأمنيا وأيديولوجيا".



إلى ذلك، قال وزير الخارجية الهنغاري إن بلاده حريصة على تطوير التعاون مع المملكة في كثير من القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، وخصوصاً في قطاعات الطاقة والمياه.

وأشار إلى أهمية تعزيز التواصل بين القطاع الخاص، لافتا إلى أن بلاده خصصت تسهيلات بنكية بقيمة 90 مليون دولار لدعم التبادل التجاري بين المملكة وهنغاريا.

وقال سيارتو إن بلاده "تثمن الدور الإنساني الكبير للمملكة في استضافة اللاجئين السوريين، وإنها تؤكد من خلال الاتحاد الأوروبي ضرورة زيادة دعم المملكة لمساعدتها على تحمل عبء اللجوء". كما قال إن "بلاده تدعم توقيع اتفاقية تجارة حرة بين الأردن والاتحاد الأوروبي". ​