"عنقودية وفوسفور" في تصعيد النظام الأخير بإدلب... لماذا الآن؟

ذخائر "عنقودية وفوسفور" في تصعيد النظام الأخير بإدلب... لماذا الآن؟

18 مارس 2019
بدأ النظام تصعيده الأخير بإدلب في فبراير(Getty)
+ الخط -
سُمع في معرة النعمان، أكبر مدن ريف إدلب الجنوبي، ظُهر اليوم الإثنين، دوي انفجارٍ ضخم من ناحية الحي الشرقي للمدينة، ليتبين بعد ذلك بدقائق أن قوات النظام المتمركزة بريف إدلب الشرقي، أطلقت صاروخاً، قال "الدفاع المدني السوري" إنه يحمل ذخائر عنقودية، وهي ذخائر استخدمها النظام كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها غابت منذ أشهر، لتعود للظهور مجدداً خلال حملة التصعيد الأخير للنظام في شمال غرب سورية، الذي تعرض منذ أسبوعٍ لقصفٍ بذخائر "فوسفورية".

ويثير استخدام النظام مُجدداً لهذه الذخائر، المحرمة دولياً، بعد فترة هدوء نسبي، أسئلة حيال التوقيت والأهداف، حيث يعتقد سياسيون وعسكريون بالمعارضة السورية أن إفشال الاتفاق التركي الروسي حول إدلب هو الهدف الرئيسي، وسط تغاضي موسكو عن هذا التصعيد غير المسبوق منذ بدء تنفيذ اتفاق سوتشي في السابع عشر من أيلول/سبتمبر الماضي.

ففضلاً عن استهداف الحي الشرقي في معرة النعمان، جنوبي إدلب، صباح اليوم، يقول عسكريون في "الجيش الحر" إن النظام استخدم الذخائر العنقودية في تصعيده الأخير، في شمال غرب سورية، منذ الشهر الماضي.

ومساء أمس، الأحد، قال ناشطون في إدلب إن قوات النظام استهدفت بلدة وقرية في ريف حماة الغربي بعشرات القذائف، بعد تسيير الجيش التركي دورية في المنطقة لمراقبة وقف إطلاق النار بموجب اتفاق "سوتشي".

وقال مصدر من الدفاع المدني في ريف حماة لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام ومليشياته المتمركزة في قرية العزيزية بسهل الغاب، استهدفت بلدة الحويز وقرية جسر بيت الراس بعشرات القذائف، فور مغادرة الدورية التركية للمنطقة.

ويرى القيادي في "جيش العزة" التابع لـ"الجيش الحر"، العقيد مصطفى بكور، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن استخدام النظام لذخائر "الفوسفور" و"العنقودية"، له أهداف عدة، "أولها محاولة عرقلة تنفيذ الاتفاق الروسي التركي، وثانياً محاولة النظام الظهور أمام حاضنته المتذمرة جراء أزمة المحروقات، بمظهر القوي والمسيطر، وثالثها محاولة الضغط وإرهاب الحاضنة الشعبية للثورة، من خلال القصف الذي يشرخ أحياناً الصف بين المدنيين والفصائل، إضافة لإنهاك الفصائل على الجبهات، كي يكونوا دائماً بحالة جهوزية، وتستنزف ذخيرتهم". 

ويعتبر المتحدث باسم "هيئة المفاوضات" السورية يحيى العريضي، خلال حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "النظام يشعر بتوتر كبير هذه الفترة، ويريد إفشال التفاهمات الروسية التركية حول إدلب، وبغض نظر من موسكو للضغط على تركيا". 

وكانت مشاهد مصورة بثها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في 12 مارس/ آذار الحالي، قد أظهرت قصفاً عنيفاً بـ"قنابل الفوسفور" استهدفت به قوات النظام قرية التمانعة الواقعة جنوب معرة النعمان بنحو 20 كيلومتراً.

وكان فريق "منسقو الاستجابة" في شمال سورية قد أصدر، منذ ثلاثة أيام، إحصائية تُظهر أعداد الضحايا جراء تصعيد النظام الأخير في شمال غرب سورية، إذ تؤكد الإحصائية مقتل أكثر من 150 مدنياً، بينهم 53 طفلاً، نتيجة التصعيد بالقصف، منذ الثاني من فبراير/شباط وحتى 15 مارس/ آذار الحالي، في محافظات إدلب وحماة وحلب.

وأوضح الفريق في بيان، أن 130 ضحية سقطوا في محافظة إدلب، و18 في حماة، وضحيتين في حلب، بالتزامن مع ارتفاع أعداد النازحين من المنطقة منزوعة السلاح ومناطق أخرى إلى 17467 عائلة، مؤكداً تعرض 39 نقطة في محافظة إدلب، و34 نقطة في حماة، و16 في حلب، للقصف، خلال الفترة الواقعة بين 8 و15 آذار/ مارس الحالي، ومشيراً إلى استهداف الطائرات الحربية أكثر من 14 موقعاً.

المساهمون