انشقاق نواب عن "العمال" البريطاني بسبب "بريكست"

7 نواب ينشقون عن حزب العمال البريطاني بسبب "بريكست" و"معاداة السامية"

18 فبراير 2019
بيرغر: الخطوة احتجاج على "مستقبل السياسة البريطانية" (ليون نيل/Getty)
+ الخط -
أعلن سبعة نواب في البرلمان البريطاني استقالتهم من حزب "العمال"، وانضمامهم إلى صفوف المستقلين، اعتراضاً على الطريقة التي يدير بها جيريمي كوربن سياسة الحزب الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وعلى طريقة تعامله مع اتهامات "معاداة السامية".

وضمّت المجموعة التي أعلنت عن استقالتها، اليوم الإثنين، كلاً من النواب: تشوكا أومونا، لوسيانا بيرغر، كريس ليزلي، آن كوفي، أنجيلا سميث، غافين شوكر، ومايك غيبس، وذلك في خطوة تمثل أبرز انقسام في حزب "العمال" منذ الانفصال عن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في أوائل الثمانينيات.

ويرتفع بذلك عدد النواب المستقلين في البرلمان البريطاني إلى 15 نائباً، وهو ما يجعلهم رابع أكبر كتلة في البرلمان بعد "المحافظين" و"العمال" و"القومي الاسكتلندي".

وتشير تكهنات إلى احتمال تبلور جهود بناء حزب وسطي جديد، في ظل اتهامات بهيمنة اليسار الراديكالي واليمين المتطرف على قرار الحزبين الرئيسيين في بريطانيا. ويشير محللون إلى احتمال استقالة عدد من نواب تيار الوسط في حزب المحافظين، احتجاجاً على سياسة رئيسة الوزراء تيريزا ماي تجاه "بريكست"، وانضمامهم إلى التكتل الجديد.

وقالت بيرغر، في كلمة خلال مؤتمر صحافي للمجموعة في لندن، إنّها استقالت من عضوية العمال لتشكّل "مجموعة جديدة من النواب المستقلين" احتجاجاً على "مستقبل السياسة البريطانية".

وذكرت المجموعة، في بيان مشترك، أنّ "واجبنا الرئيسي كأعضاء في البرلمان هو وضع مصالح ناخبينا وبلدنا أولاً. ولكن مثل العديدين، نعتقد أنّ أياً من الأحزاب السياسية اليوم غير قادر على توفير القيادة والتوجيه الذي يحتاجه بلدنا".

وتابع البيان "هدفنا أن نسعى وراء سياسات مبنية على الأدلة، ولا تقودها العقائد، وبناء رؤية للتعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين على المدى البعيد بما فيه المصلحة الوطنية، بدلاً من البقاء عالقين في السياسات التقليدية من القرن العشرين والمتركزة حول المصلحة الحزبية".

وأضاف البيان "كمجموعة مستقلة نسعى للتأكيد على أهمية النقاش الصحي، وإظهار التسامح تجاه الآراء المختلفة والسعي لمد اليد وتجاوز الخلافات التي عفا عليها الزمن، وبناء إجماع للتعامل مع المشكلات البريطانية".


كوربن: "أشعر بخيبة أمل"

وفي أول رد فعل، أعرب كوربن عن "خيبة أمل"، بعدما قرر سبعة من نوابه مغادرة الحزب.

وقال كوربن في بيان: "أشعر بخيبة أمل، لأنّ هؤلاء النواب شعروا بعدم القدرة على مواصلة العمل معاً من أجل سياسات حزب العمال التي ألهمت الملايين في الانتخابات الأخيرة، وشهدنا زيادة أصواتنا بأكبر نسبة منذ عام 1945".

ووجّه كوربن في بيانه، اللوم إلى حزب "المحافظين"، بقوله إنّ "الحكومة المحافظة تتعامل مع بريكست بصورة خرقاء، بينما حدد العمال خطة بديلة ذات مصداقية وتهدف لتوحيد الجميع".


وكان 41 نائباً في حزب "العمال" قد صوّتوا إلى جانب نواب "الحزب القومي الاسكتلندي" لصالح تعديل يطالب بتمديد موعد "بريكست"، ولكن التعديل لم ينل الأغلبية المطلوبة.

وجاء هذا مع بقاء ستة أسابيع على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس/ آذار المقبل، من دون توصّل البرلمان إلى إقرار اتفاق "بريكست" الذي قدّمته ماي بعد مفاوضات مع الأوروبيين.

ويتوجّه كوربن إلى بروكسل، هذا الأسبوع، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، لإجراء مباحثات مع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، وذلك في مسعى منه لتجاوز مأزق "بريكست"، قبيل تصويت البرلمان المرتقب يوم 27 فبراير/ شباط الحالي، والذي قد يكون اللحظة الحاسمة في مسار "بريكست".

وينتظر الاتحاد الأوروبي المزيد من التوضيحات من زعيم "العمال" حول رسالة بعث بها إلى ماي الأسبوع الماضي، محدداً فيها خمسة شروط لدعم حزبه اتفاق "بريكست". وبالإضافة إلى عضوية الاتحاد الجمركي، اشترط كوربن تقارباً مع السوق المشتركة، وحماية لحقوق العمال، وعضوية في الهيئات الأوروبية.

ويرى "العمال" أنّ اتحاداً جمركياً يحمي الوظائف والأعمال في بريطانيا، ويحافظ على تجارة سلسة مع أوروبا، وبالتالي ينال دعماً نقابياً ومن قبل رجال الأعمال أيضاً. إلا أن عضوية الاتحاد الجمركي خط أحمر بالنسبة لحكومة ماي وحزبها. 

وفي حال تمت إضافة نقاط كوربن إلى الإعلان السياسي المرافق للاتفاق، فإنّه سيوجه حزبه بدعم اتفاق ماي كما هو، بما فيها "خطة المساندة" التي تعارضها مجموعة من نواب حزب المحافظين من مؤيدي "بريكست" مشدد.



وكان كوربن قد تلقّى انتقادات أيضاً من قبل عدد من أعضاء حزبه، معتبرين أنّه لم يتحرّك بقوة كافية في مواجهة الاتهامات العديدة بـ"معاداة السامية".

وعانى حزب "العمال"، خلال الصيف الماضي، من أزمة "معاداة السامية"، التي تحوّل جزء منها إلى هجوم على كوربن، لمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية. وبينما لا ينكر الحزب وجود مشاعر عنصرية ضد اليهود بين أعضائه، تستغل مجموعات صهيونية التهمة، لإسكات الانتقادات الموجهة إلى دولة الاحتلال وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني.

وأعلنت الشرطة البريطانية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنّها بدأت تحقيقاً جنائياً في مزاعم بجرائم كراهية مرتبطة بـ"معاداة السامية" بحق عدد من أعضاء حزب "العمال".

وكان حزب "العمال" قد حاول وضع حد للأزمة، عندما أقرّ قبل بضعة أشهر تعريف "التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست"، بما فيه جميع الأمثلة التي يضربها التعريف، ومنها إنكار حق اليهود بتقرير المصير، أي اعتبار دولة إسرائيل مشروعاً عنصرياً، أو اتهام دولة إسرائيل أو الشعب اليهودي باختراع أو المبالغة في تصوير "الهولوكوست"، بالإضافة إلى تحميل كل اليهود تبعات أفعال دولة الاحتلال الإسرائيلي.