الأردن: تجدد إطلاق النار في عجلون...والسفارة الأميركية تحذّر رعاياها

الأردن: تجدد إطلاق النار في عجلون... والسفارة الأميركية تحذّر رعاياها

16 فبراير 2019
الاشتباكات اندلعت بعد مقتل شاب برصاص قوات الأمن (تويتر)
+ الخط -
تجدد إطلاق النار في محافظة عجلون، شمال العاصمة الأردنية عمّان، بعد انتهاء اجتماع للمحتجين، وفشل التهدئة في بلدة عنجرة بالمحافظة، والتي شهدت منذ ليل أمس الجمعة أعمال شغب واشتباكات بالرصاص الحي، بين قوات الأمن ومواطنين، ما خلّف العديد من الإصابات، فضلاً عن تحطيم عدد من السيارات المدنية والحكومية، وذلك بعد مقتل شاب عشريني في البلدة، نتيجة إصابته بعيار ناري.

وطالبت عشيرة الزغول (ذوو المتوفى)، وفق مصادر محلية، بعد اجتماع مساء اليوم، الحكومة والأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن مطلق الرصاص على الشاب المتوفى صقر أحمد عليوة الزغول وتقديمه للعدالة، مطالبين جهاز الأمن العام بتحمل مسؤولياته والاعتراف بجميع الحقوق القانونية والعشائرية المترتبة على ذلك.


كما طالبوا بنقل وإقالة جميع قادة الأجهزة الأمنية العاملين في محافظة عجلون من أمن عام ودرك، الذين اتهموهم بالتسبب بهذه الأحداث وسوء إدارتها، وعدم التعامل باحترافية مع المواطنين وامتصاص غضب الشارع.

وجاء الاجتماع العشائري بعد فشل اجتماع عقد عصر اليوم بين المجلس الأمني في محافظة عجلون ووجهاء المحافظة، للوصول إلى اتفاق للتهدئة، ووقف أعمال الشغب وإطلاق النيران، بالتزامن مع انسحاب القوى الأمنية من المنطقة.

وأغلق عدد من الغاضبين من أهالي بلدة عنجرة الطريق الواصل بين عجلون وجرش، وعددًا من الشوارع الفرعية في المنطقة، وقذفوا الحجارة على سيارات الأجهزة الأمنية، احتجاجًا على عدم معرفة هوية قاتل ابنهم.

من جانبها، حذّرت السفارة الأميركية رعاياها في الأردن من الأحداث الجارية في محافظة عجلون، ونصحتهم بالابتعاد عن المحافظة، وأماكن المظاهرات والاحتجاجات والشغب.

وطالبت السفارة رعاياها بالمحافظة على الأمن الشخصي، وتحذير الأصدقاء وأفراد العائلة، إضافة إلى متابعة الأخبار المحلية.



وقالت مصادر محلية إن "الشغب مردّه إلى قيام إحدى دوريات الشرطة بضبط مواطن في منطقة القاعدة، واتهام ذويه للأمن العام بضربه بشكل مبرح، وبعد ذلك توالت الأحداث ووقعت الوفاة والإصابات المتبادلة، مما زاد من حالة التوتر، واحتدام المواجهات بين السكان المحليين ورجال الأمن".

ولفتت المصادر عينها إلى أنه "تم نقل المصابين المدنيين إلى مستشفى الإيمان الحكومي في عجلون، بينما تجمهر مئات المواطنين الغاضبين في المستشفى"، مضيفةً "فيما نقل رجال الأمن المصابون إلى مستشفى الأميرة هيا العسكري". وبينت أن "حالة المصابين العامة متوسطة".

وفي الرواية الأمنية التي نقلها المتحدث باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي أنه "وأثناء قيام طاقم نقطة الغلق المشتركة من الأمن العام وقوات الدرك بعمله على مثلث القاعدة، محافظة عجلون، قام بإيقاف إحدى المركبات العمومية وبداخلها شخصان وعند الطلب منهما إبراز هويتهما الشخصية رفضا ذلك وقاما بمقاومة طاقم الدورية وقاما بالاتصال بمجموعة من أقاربهما، حيث حضر مجموعة منهم وقاموا بالتهجم على طواقم نقطة الغلق بالحجارة".

وتابع السرطاوي أن "القوات الأمنية هناك تعاملت مع الأمر بإلقاء الغاز المسيل للدموع لتفريقهم"، مضيفاً "تمت السيطرة وضبط الشخصين اللذين كانا داخل المركبة العمومية، وتم اصطحابهما للمركز الأمني ونتج عن ذلك إصابة أربعة من طاقم نقطة الغلق وأضرار مادية في إحدى المركبات الأمنية".

واستطرد المتحدث الإعلامي قائلاً إنّه "وبعد ذلك عادت مجموعة من الأشخاص الذين قاموا بأعمال الشغب وإغلاق للطريق العام وإلقاء الحجارة على المركبات المارة، حيث جرى التعامل معهم وإعادة فتح الطريق، إلا أن هؤلاء الأشخاص استمروا بإثارة الشغب مرة أخرى وإطلاق العيارات النارية من أسلحة رشاشة وبصورة مباشرة باتجاه القوة الأمنية من داخل منطقة حرجية".

وتابع "بعد ذلك ورد بلاغ بإسعاف شخصين مصابين بأعيرة نارية مجهولة المصدر للمستشفى، وما لبث أحدهما أن فارق الحياة وجرى تحويل جثته للطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، فيما لا يزال الشخص الآخر قيد العلاج"، لافتاً إلى "تضرر عدد من المركبات الأمنية بعيارات نارية. كما قام هؤلاء الأشخاص بحرق مركبة حكومية والاعتداء على مبنى وسكن محافظ عجلون وبعض المؤسسات الحكومية بالأسلحة الرشاشة".