الجزائر... الديمقراطية من ذيلها
عانت الجزائر لفترة طويلة من مؤسسات الحكم الموازي للمؤسسات الرسمية، ولم تكن المؤسسات الموازية على قدر كبير من الانسجام مع خطاب المؤسسة الرسمية، بما في ذلك في فترة العشرية الدامية في التسعينيات. مع العلم أن الجزائريين اعتبروا أن تفكيك جهاز المخابرات الذي كان يمثل الدولة الموازية أنهى عدم الانسجام ذاك، لكنه في الحقيقة نقل موقعها من الجهاز إلى فريق آخر ليس إلا.
ماذا يمكن أن يقدم الرئيس في ظروفه تلك ووضع الدولة الصعب؟ احتياطي الصرف يواصل التآكل، إذ انخفض من 200 إلى 84 مليار دولار. وطرح الرئيس في خطته الانتخابية للولاية الخامسة اقتراحات عدة، منها عقد مؤتمر للتوافق الوطني وإجراء تعديل دستوري. وقد سبق أن عقدت ندوات عدة في مشاورات الإصلاحات السياسية عام 2012، ومشاورات تعديل الدستور في 2014. كما أجريت خلال ولاياته الرئاسية الأربع، أربعة تعديلات دستورية.
تجرّ الجزائر الديمقراطية من ذيلها، ولم يكن التسلّق إلى الديمقراطية على هذا النحو صحيحاً، ولا يمكن أن تكون الولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة، بهذه الصورة التي شوّهت كثيراً، صورة عن الجزائر.