حضور عسكري روسي ــ أميركي شرقي سورية

نقلت روسيا، اليوم الخميس، منظومات من الدفاع الجوي وطائرات حربية من قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية إلى مطار القامشلي في الحسكة، شرقي سورية، بالتزامن مع دخول رتل أميركي إلى مدينة القامشلي.

وبحسب وسائل إعلام روسية، فقد وصلت ثلاث طائرات حوامة تابعة للقوات الجوية الروسية، إلى مطار القامشلي، اليوم الخميس.

وأكد رئيس مكتب قائد الطيران الجوي، تيمور خوداييف، نقل منظومة من الدفاع الجوي من طراز "بانتسير" إلى مطار القامشلي، بهدف حماية الطائرات من الأرض، إضافة إلى وجود برج مراقبة وأماكن للفحص الطبي للطيارين.

ونشرت وكالة روسية تسجيلاً يظهر لحظة هبوط الطائرات الروسية في المطار، ووصفتها بأنها لحظة تاريخية، كما يظهر تطويق عشرات الجنود والمدرعات الروسية موقع هبوط الطائرات.

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام روسية باحتمال قيام روسيا باستئجار مطار القامشلي السوري الذي يقع على بعد عدة كيلومترات من الحدود مع تركيا، لمدة 49 عاماً. وقيل إن موسكو تجري محادثات مع النظام السوري بهذا الشأن، وذلك بهدف نشر أنظمة دفاع جوية قادرة على رصد التحركات الأميركية في العراق.

وقالت مصادر محلية إن القوات الروسية بدأت بتجهيز ساحة النادي الزراعي المجاور لمطار القامشلي، إضافة لتجهيز المطار وبعض الأبنية والساحات بداخله، حيث ينتشر أكثر من 200 جندي روسي هناك مع نحو 50 سيارة ومدرعة.

وعلى الرغم من سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، على معظم المناطق في محافظة الحسكة، إلا أن مطار القامشلي بقي تحت سيطرة قوات النظام السوري طيلة السنوات الماضية.

وكانت روسيا عززت من انتشارها في منطقة شرق الفرات بعد الاجتماع الذي جمع الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، في سوتشي منذ بضعة أسابيع، وأنشأت عدة معسكرات لها بالمنطقة الممتدة من منبج غرباً وحتى القامشلي شرقاً، زودتها بعشرات المركبات الثقيلة ومختلف أنواع الأسلحة.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، أنها أرسلت إلى منطقة شرق الفرات، أكثر من 300 عنصر من الشرطة العسكرية و33 وحدة من المعدات العسكرية، إضافة لكتيبتين من قواتها الموجودة في سورية، وتوزعهم على عدة معسكرات ونقاط ضمن المنطقة وبالقرب من الحدود السورية التركية، دون تبيان مهام ودور تلك المعسكرات في ظل الوجود العسكري التركي والأميركي بهذه المنطقة.

وتقوم المروحيات الروسية بدوريات مشتركة مع تركيا على طول الحدود السورية - التركية، تنفيذًا لاتفاق سوتشي مع تركيا.

مدرعات أميركية

في غضون ذلك، دخل رتل أميركي مؤلف من عدة مدرعات عسكرية إلى مدينة القامشلي، عبر حاجز لقوات النظام السوري في المنطقة.

وعرضت قناة "روسيا اليوم" تسجيلًا يظهر مرور تسع مدرعات عسكرية متوجهة إلى قاعدة "هيمو" غربي مدينة القامشلي. ويظهر في التسجيل بعض عناصر قوات النظام في أثناء تنظيم سير المدرعات الأميركية، إلى جانب صور رئيس النظام بشار الأسد.

وأشارت القناة إلى أن الرتل الأميركي هو الأول من نوعه الذي يدخل مدينة القامشلي، بعد انسحاب القوات الأميركية سابقاً من بعض المناطق.

وشهدت الأسابيع الماضية إعادة انتشار للقوات الأميركية بموجب الاتفاق مع تركيا حول انسحاب الوحدات الكردية من الحدود التركية بعمق 30 كيلومترا.