القوات التركية تطوّق بلدتي رأس العين وتل أبيض

القوات التركية والمعارضة السورية تطوّقان بلدتي رأس العين وتل أبيض

10 أكتوبر 2019
السيطرة على القرى المحيطة برأس العين وتل أبيض(بوراك كارا/Getty)
+ الخط -
قال متحدث من المعارضة السورية، اليوم الخميس، إن القوات التركية وفصائل من المعارضة السورية طوقت بلدتي رأس العين وتل أبيض في شمال شرق سورية، اللتين تخضعان لسيطرة مليشيات كردية مدعومة من واشنطن، وذلك بعد هجوم بري سيطر فيه الجيش التركي على عدة قرى حول البلدتين، فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن التوغل العسكري التركي لن يصل إلى أكثر من 30 كيلومترا في عمق شمال شرق سورية.
 
وقال الرائد يوسف حمود إن بلدتي رأس العين وتل أبيض باتتا تحت الحصار الآن، بعدما سيطر الجيش التركي، مدعوماً بمقاتلين من الجيش الوطني السوري، على عدة قرى حولهما، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

والبلدتان اللتان تغلب على سكانهما قبائل عربية، هدف رئيسي للحملة العسكرية التركية الرامية إلى طرد المليشيات الكردية التي تسيطر على المنطقة التي تقول أنقرة إنها ترغب في إقامة منطقة آمنة فيها.

وتُعَدّ مدينة تل أبيض من أبرز المدن التابعة إدارياً لمحافظة الرقة، وتقع مباشرة على الحدود السورية التركية، وهي المركز الرئيسي لريف الرقة الشمالي. 

ومن المرجَّح أن تمتد المرحلة الأولى من التدخل التركي من مدينة تل أبيض إلى مدينة رأس العين في ريف الحسكة، بطول لا يقلّ عن 80 كيلومتراً، وبعمق نحو 5 كيلومترات. وتقع مدينة رأس العين التابعة إدارياً لمحافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية، على الحدود السورية التركية مباشرة.

إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أن قواتها ردت على مواقع أطلقت منها نيران على بلدة أقجة قلعة التركية، وأوقعت بحسب أرقام رسمية 6 قتلى، بينهم 3 أطفال ورضيع، في حين بلغ عدد الجرحى 70.

وذكر بيان صادر عن الوزارة أن قواتها قضت على مسلحين من "العمال الكردستاني" ودمرت مواقعهم التي أطلقوا منها نيرانهم. وأضاف: "المنظمة الإرهابية الملوثة يديها بالدم، قامت باطلاق قذيفة هاون على أقجة قلعة، ما أدى إلى سقوط قتيلين، أحدهما طفل".

وتابع "منظمة العمال الكردستاني الإرهابية ارتكبت اليوم جريمة جديدة ضد الإنسانية لا يمكن قبولها".

وفي وقت سابق من اليوم، أطلقت قذائف هاون على بلدة أقجة قلعة المتاخمة للحدود السورية، ما أسفر عن قتيلين والعديد من الجرحى.

إلى ذلك، سيطر "الجيش الوطني السوري"، اليوم الخميس، على قريتين جديدتين في مدينة تل أبيض، شمال سورية، ضمن عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي ضد مواقع المليشيات الكردية، التي تصنفها أنقرة "إرهابية" في شرقيّ نهر الفرات.

وأفادت وكالة "الأناضول" بأن الجيش الوطني السوري سيطر على قريتي الحميدية وبيرعشق، شرقي تل أبيض، بعد اشتباكات مع المقاتلين الأكراد.

وبلغ عدد القرى التي سيطرت عليها قوات عملية "نبع السلام"، منذ صباح اليوم، 7 قرى، حيث سبق أن سيطر مقاتلو الجيش الوطني السوري على قرى تل فندر واليابسة والدادات والمشيرفة في تل أبيض وكشتو في رأس العين، شمال سورية.


واتخذ "الجيش الوطني السوري" إجراءات أمنية في القرى التي سيطر عليها.

جاووش أوغلو: 30 كم عمق العملية

وقال وزير الخارجية التركي، الخميس، إن التوغل التركي لن يصل إلى أكثر من 30 كيلومترا في عمق شمال شرق سورية، مضيفاً في تصريحات لمحطة "سي.إن.إن ترك"، إن التهديد الأمني الذي تقول تركيا إنها تواجهه من وجود مليشيات كردية على حدودها "سينتهي إذا تم تطهير المنطقة".

وقال: "عندما نتوغل لعمق 30 كيلومترا في المنطقة الآمنة سيتم القضاء على الإرهاب". وأضاف أن "تركيا لديها الحق في استخدام المجال الجوي فوق سورية في إطار حملتها"، مشددا على أن "لدينا الحق في استخدام هذا المجال الجوي. هذا المجال الجوي ليس ملكا للولايات المتحدة. ليس لديها حق في السيطرة على هذا المجال الجوي".

وبشأن طول المنطقة الآمنة، أوضح أنها "لن تكون على مسافة 120 كم وحسب، بل يجب أن تشمل كاملة المنطقة الحدودية، وهو ما سنفعله مع الوقت. والآن يجب الإسراع بالعملية، لأن ذلك يؤدي إلى استقرار المنطقة".

والأربعاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق جيش بلاده، بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرقيّ نهر الفرات، شمال سورية، لـ"تطهيرها" من المليشيات الكردية وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.


(العربي الجديد، وكالات)