تحركات دولية بشأن الأزمة الفنزويلية وواشنطن تواصل التهديد

تحركات دولية بشأن الأزمة الفنزويلية.. وواشنطن تواصل التهديد: كل الخيارات مطروحة

29 يناير 2019
غوايدو: سأتولى السيطرة على أصول فنزويلا في الخارج(إدلسون غاميز/Getty)
+ الخط -
فيما أعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيان فريلاند، الإثنين، أن بلادها ستستضيف "اجتماعاً طارئاً" لمجموعة ليما لبحث الأزمة في فنزويلا في الرابع من فبراير/ شباط في أوتاوا، أعادت الولايات المتحدة التلويح بأن "جميع الخيارات مطروحة"، ودعت الجيش الفنزويلي إلى "القبول بانتقال سلمي" للسلطة

وقال مستشار الأمن القومي جون بولتون، للصحافيين في البيت الأبيض: "ندعو أيضاً الجيش الفنزويلي وقوات الأمن لقبول انتقال سلمي وديمقراطي ودستوري للسلطة"، مؤكّداً أنّ "الرئيس (دونالد) ترامب كان واضحاً في هذا الأمر بأنّ كل الخيارات متاحة على الطاولة"، رداً على سؤال حول إمكانية استخدام القوة العسكرية في فنزويلا. 

يشار إلى أن السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام قال، في وقت سابق، إن الرئيس ترامب ناقش معه إمكانية استخدام القوة العسكرية لحل الأزمة الفنزويلية، موضحاً أن "ترامب معبأ بشكل عدواني حقاً تجاه فنزويلا".

وبهدف زيادة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على الرئيس نيكولاس مادورو ودفعه للتنحي، أعلن بولتون ووزير الخزانة ستيفن منوشين فرض عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية "بي.دي.في.اس.ايه".

وقال إن العقوبات تشمل تجميد أصول الشركة الواقعة في الولايات المتحدة وتبلغ 7 مليارات دولار، وتكبد الشركة خسارة مالية قدرها 11 مليار دولار كان يفترض أن تأتيها من عائدات توريد النفط خلال العام المقبل. كما تحظر العقوبات على الأميركيين التعامل مع الشركة.

وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي أن "الطريق إلى تخفيف العقوبات على الشركة هو من خلال انتقال سريع للسلطة إلى الرئيس المؤقت (خوان غوايدو) أو حكومة لاحقة منتخبة ديمقراطياً".

وقالت وزيرة الخارجية الكندية إن التكتل المكون من 14 دولة من أميركا اللاتينية وكندا "سيناقش الخطوات التي يمكننا اتخاذها لدعم (زعيم المعارضة) خوان غوايدو وشعب فنزويلا".

ويحضّ معظم أعضاء مجموعة ليما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التنحي عن منصبه.

وأضافت فريلاند: "لقد تخلى نظام مادورو عن أي شرعية متبقية عندما استولى على السلطة من خلال انتخابات مزورة"، وطالبته بـ"التخلي عن السلطة لصالح الجمعية الوطنية، المؤسسة الوحيدة المتبقية المنتخبة ديمقراطياً في فنزويلا، بما يتماشى مع دستور هذا البلد".


ويتهم مادورو، الذي يحظى بدعم الجيش، الولايات المتحدة وغوايدو بمحاولة تدبير انقلاب، لكن فريلاند قالت إن حكمه أدى إلى فرار ثلاثة ملايين شخص من فنزويلا. 


مبادرة حل

في السياق ذاته، أعلن وزير خارجية فنزويلا خورخي أرياسا أن ممثلين عن المكسيك والأوروغواي سيسلمون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاثنين، اقتراحات لحل الأزمة السياسية في فنزويلا.

وقال الوزير أرياسا، في مؤتمر صحافي بالعاصمة كراكاس الإثنين: "هناك اقتراحات ملموسة لتسهيل قيام آليات حوار جديدة" من قبل حكومتي المكسيك والأوروغواي. وأضاف أن هؤلاء الممثلين سيسلمون غوتيريس "رسالة حوار".

وشدد وزير خارجية فنزويلا على أن ميثاق الأمم المتحدة لا يمنح أي دولة حق التدخل في شؤون البلدان الأخرى، بل يدعو لاحترام سيادة الدول.

وأوضح أرياسا أنه بلاده حضرت جلسة نقاش مفتوح لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا "من أجل الدفاع عن الدستور والقانون الدولي العام".

وشكر الوزير "الدول التي دعمت السلام والاستقرار في فنزويلا" خلال جلسة مجلس الأمن، السبت، مشدّدا على ضرورة احترام كافة الحكومات لميثاق الأمم المتحدة.  

وأكد أرياسا أن حل الأزمة القائمة في بلاده "لا يكون عبر الانقلابات والتدخلات الخارجية"، وصرح بأن كراكاس سحبت جميع دبلوماسييها من الولايات المتحدة، وأنهم عادوا إلى البلاد السبت الماضي.

وأشار الوزير الفنزويلي إلى أهمية الحوار بين الدول قائلاً: "علينا البحث عن قنوات للتفاهم، وفنزويلا ستنسحب من منظمة الدول الأميركية خلال أشهر، لأن المنظمة في طريقها إلى الانحلال".

وكان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو أعلن نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد رافضاً الاعتراف بالولاية الرئاسية الثانية لنيكولاس مادورو، التي بدأت في العاشر من الشهر الجاري.

واعترفت الولايات المتحدة مع عدد كبير من بلدان أميركا اللاتينية بغوايدو رئيساً لفنزويلا.

ولم تعترف المكسيك والأوروغواي بغوايدو رئيساً، واقترحتا قيام تفاوض اعتبر خامس محاولة من الدولتين لحل الخلاف في فنزويلا منذ العام 2014.


تدخل أممي

إلى ذلك، طالب خوان غوايدو، الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، الأمم المتحدة للتدخل في "الوضع الإنساني الطارئ" في فنزويلا.

وجاء ذلك في رسالة لغوايدو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، نشرها على حسابه بـ"تويتر".

وأشار غوايدو في رسالته إلى أن ملايين الفنزويليين محرومون من خدمات الأمن والتعليم والغذاء، وأكد أن فنزويلا بحاجة إلى تضامن دولي برعاية الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، مضيفاً أنه سيدعو قريباً المجتمع الدولي لتقديم مساعدات إنسانية لفنزويلا.

وبيّن أنه قدم رسالته إلى وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف، والأميركي مايك بومبيو، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك.

وفي وقت سابق الإثنين، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن "مكتب غوتيريس اطلع على خطاب نشره السيد غوايدو على موقع التواصل الاجتماعي تويتر (موجه إلى الأمين العام)، وأننا نقوم حالياً بالتأكد من صحة الخطاب وندرس الرد عليه".

وأكد دوجاريك من نيويورك أن غوتيريس لا يملك السلطة ولا يجوز له الاعتراف بغوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وقال إن "غوتيريس ليس لديه السلطة ولا يجوز له الاعتراف بالدول الأعضاء أو بقادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.. نحن فقط نحاط علماً بمواقف الدول الأعضاء".

الأصول في الخارج

وأعلن غوايدو، في سياق متصل، أنه سيتولى السيطرة على أصول بلاده في الخارج لمنع نيكولاس مادورو من إهدارها.

وأكد في بيان نشره على تويتر: "من الآن فصاعداً، نبدأ السيطرة بشكل تدريجي ومنظم على أصول جمهوريتنا في الخارج، لمنع المغتصب وزمرته من محاولة التصرف بها".

وتشهد فنزويلا توتراً متصاعداً منذ 23 يناير/كانون الثاني الجاري، إثر إعلان خوان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي زعيم المعارضة، حقه بتولي الرئاسة مؤقتاً إلى حين إجراء انتخابات جديدة. 

وسرعان ما اعترف دونالد ترامب بغوايدو رئيساً انتقالياً لفنزويلا، وتبعته دول بينها كندا وكولومبيا وبيرو والإكوادور وباراغواي والبرازيل وشيلي وبنما والأرجنتين وكوستاريكا وغواتيمالا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا وإسرائيل. 

في المقابل، أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسًا لفترة جديدة من 6 سنوات. 

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)