الادعاء في قضية اغتيال الحريري: "حزب الله" هو الجاني

الادعاء في قضية اغتيال الحريري: "حزب الله" هو الجاني

14 سبتمبر 2018
تواصل البحث عن الحقيقة (بلال جاويش/ الأناضول)
+ الخط -

اختتم الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مرافعاته، اليوم الجمعة، بعدما قدم ما في جعبته طيلة أيام أربعة، وفصل آلاف الوثائق والمستندات والأدلة، وغاص في "داتا الاتصالات" لتأكيد تورط العناصر الخمسة في "حزب الله" في التخطيط والتنفيذ لعملية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، في عام 2005. لكن الجديد الرئيسي كان اتهام "حزب الله" مباشرة، والنظام السوري بدرجة أقل، وإخراج الجريمة من أي محاولة لصبغها بصفة الفردية، وبأن ما نفذه المتهمون الخمسة كان عملاً فردياً.


واستكمالاً للجلسة الأولى التي شهدت سياقاً واضحاً في تفنيد دور مصطفى بدر الدين الذي قتل في سورية، واعتباره الرأس المدبر للعملية، إضافة إلى دوره القيادي في "حزب الله"، برز ما قدمه الادعاء في جلسة الأمس، خصوصاً لجهة تأكيد التواصل بين بدر الدين والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، حسين خليل. كما ألمح ضمناً إلى نصرالله، عندما تحدث عن رصد اتصال بين خليل وبدرالدين أثناء الاجتماع بين الحريري ونصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2004 أي قبل أقل من شهرين من اغتيال الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005.

هذه المعلومات التي قدمها الادعاء، أضاف إليها اليوم في معرض رده على أسئلة القضاة، وفي مذكرته النهائية تأكيدات لجهة أن الهجوم نفذ عبر بدرالدين، واصفاً إياه بأنه "قيادي عسكري متطور"، وذلك بعد تحليل ظروف الاعتداء والاستناد إلى معلومات عن "حزب الله" وأمينه العام وجنازة بدر الدين وإمكانات الحزب وعمله في سورية، وفي الخطابات العلنية، والخبرة العسكرية لثلاثين عاما، كما أشار إلى إفادة اللواء وسام الحسن عن الشبكة الخضراء التي تضم 3 هواتف خليوية لـ"حزب الله".

أما عن شريط اعتراف أحمد أبو عدس، فقد أشار الادعاء إلى أن الهواتف التي في حوزة المتهمين، أكدت التنسيق الملفت بين المتهمين: بدرالدين وعياش ومرعي، الذي كان المنسق المسؤول عن إعلان شريط التسجيل وتسجيله وتسليمه.

وتناول الادعاء في الجلسة موضوع حصول قناة "الجزيرة" على شريط أبو عدس، وكشف تطابق توقيت الاتصال بالقناة مع الاتصالات المتتالية لخلايا المتهمين، وأن تأخر "الجزيرة" في الوصول إلى الشريط ومن ثم عدم بثه مباشرة، أدى إلى كثافة في الاتصالات بين هواتف المتهمين، فقد استعمل المتهم في القضية حسن عنيسي هاتفه خلال وجوده لمراقبة الشريط، وعدّ الادعاء ذلك دليلا واضحا.

وفي شق رصد الحريري، أعلن الادعاء أن وحدة الاغتيال بدأت بتتبع الحريري نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2004، مشيرا إلى أن شراء شبكات الهواتف وتكوين مجموعة من 15 هاتفا ليسات صدفة، مع نشاط مكثف لمجموعتين عملتا حتى 29 ديسمبر/ كانون الأول بتنسيق تام ومتواز، وهي الشبكة الخضراء للإشراف على المؤامرة والتنسيق والإعداد للاعتداء وتحضير الشاحنة، والحمراء التي تركت آثارا مضللة في كل مرحلة.



وظهراً، أنهى الادعاء، مرافعاته الختامية، بعد تقديم كل الحجج والبراهين، وعدّ المتهمين الأربعة مذنبين في القرار الموحد، قبل أن يقدم فريق المتضررين مرافعاته، في حضور 6 من عائلات المتضررين من عملية اغتيال الحريري.