روسيا تفاوض تركيا على استنساخ سيناريو درعا في إدلب

روسيا تفاوض تركيا على استنساخ سيناريو درعا في إدلب

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
26 اغسطس 2018
+ الخط -

لا يزال مصير محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، مجهولاً، في ظل مفاوضات روسية تركية مستمرة بشكل مكثف ومتتالٍ، وحصر هذا الملف بهما. وفي هذا الإطار، عقد وزيرا خارجية تركيا، مولود جاووش أوغلو، وروسيا سيرغي لافروف، اجتماعين، في الأسبوع الماضي والأسبوع الحالي، في كل من أنقرة وموسكو على التوالي، في ظل حديث عن ثمن ستتم جبايته في ريف اللاذقية ومدينة جسر الشغور، وتمسك تركي بالحفاظ على الوضع الراهن، ومحاولة روسية لإقناع أنقرة بـ"سيناريو درعا".

وبحسب مصادر مطلعة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الاجتماعات المتكررة للجانبين الروسي والتركي، على المستويين الأمني والسياسي، تواصلت بسبب تعدد الطروحات الموجودة من قبل الطرفين، فأنقرة تطالب بمهلة زمنية تفكك بها "جبهة النصرة"، التي تعتبر العمود الفقري في "هيئة تحرير الشام"، من الداخل، وتنفيذ عملية عسكرية على من يتبقى من عناصرها وحصرهم، عبر عملية تكون من خلال الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر، كما حصل في عملية "درع الفرات" ضد تنظيم "داعش" في منطقة جرابلس، مقابل طرح روسي يشبه سيناريو درعا على أن يكون الضامن التركي فعالاً أكثر. وأضافت المصادر أن الجانب التركي يفاوض الجانب الروسي، في ظل وضع دبلوماسي صعب مع أميركا، وهو ما يضعف موقف أنقرة، في حين أن موسكو تدفع باتجاه عقد "مصالحات"، وإنهاء الملف الميداني، والحديث عن إصلاح سياسي من دون الحديث عن حل سياسي، وفق نظرة موسكو لإنهاء الصراع الدائر في سورية.

وتقتضي الخطة الروسية منح منطقة جسر الشغور والمنطقة المحيطة بها للنظام وصولاً إلى جبل الأكراد في ريف اللاذقية من أجل فتح طريق اللاذقية - حلب، أو على الأقل جعله شبيهاً بوضع معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ولذلك يمكن تطبيق نموذج "مصالحة درعا"، عبر إنشاء مجالس محلية مشتركة، وبوجود عسكري تركي روسي يضمن سلامة الأهالي هناك، أي أنه سيناريو تشارك فيه تركيا لطمأنة الأهالي والمعارضة هناك. المخطط الروسي هذا سيتم تنفيذه بعد الانتهاء من ملف "جبهة النصرة"، وهو ما يعني بداية عملاً عسكرياً سيؤدي إلى نزيف مزيد من الدماء وحصول حالات نزوح، وبعدها تريد روسيا تطبيق "سيناريو درعا" في إدلب، وبالتالي إكساب النظام مزيداً من السيطرة الميدانية قبل نهاية العام الحالي، وهو ما تقاومه تركيا حتى الآن، رغم الظروف الدولية المتغيرة.

ويبدو أن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى التوافقات، لذا ربما تشهد الفترة المقبلة مزيداً من اللقاءات، مع حصر الملف بين أنقرة وموسكو. لكن انتزاع روسيا اعترافاً تركياً بوجود إرهابي في إدلب جاء من حلب والغوطة الشرقية، على لسان وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، يعكس صعوبة المفاوضات، ووجود مخطط لم يتم الكشف عنه. يأتي ذلك في ظل خشية من خلط الأوراق مجدداً في سورية مع العودة الأميركية، متمثلة بتصريحات مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ببقاء القوات الأميركية في سورية، وتعيين جيمس جيفري مبعوثاً لسورية، في وقت دعا فيه المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الدول الضامنة، وهي تركيا وروسيا وإيران، للقاء في جنيف حول اللجنة الدستورية في 11 و12 سبتمبر/ أيلول المقبل. كما من المنتظر أن يتم الإعلان عن موعد القمة الثلاثية لزعماء الدول الضامنة في طهران خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل، قبيل انعقاد قمة رباعية تضم تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا في إسطنبول، كان قد أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 7 سبتمبر/ أيلول المقبل.

ذات صلة

الصورة
مظاهرات تحرير الشام

منوعات

تعرّض ناشطون وصحافيون في إدلب، شمال غربيّ سورية، يوم الجمعة لاعتداءات خلال احتجاجات تطالب بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني.
الصورة

سياسة

يعتزم مجلس النواب الأميركي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنّته على إسرائيل ليل السبت، فيما سيحاول تمرير مساعدات عسكرية لإسرائيل.
الصورة

سياسة

كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأن الرد الإيراني المرتقب أصبح وشيكاً جداً.
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون