حوارات سياسية سرّية لتوزيع المناصب في الدولة العراقية

حوارات سياسية سرّية لتوزيع المناصب المهمة في الدولة العراقية

28 يوليو 2018
الاحتجاجات تخيف المسؤولين في العراق (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
تجري قوى سياسية عراقية منذ أيام عدة حوارات سرية من أجل الاتفاق على صيغة مناسبة لتوزيع المناصب المهمة في الدولة، وأبرزها رئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية، ورئاسة البرلمان، والوزارات السيادية، من أجل التمهيد لانبثاق الكتلة البرلمانية الكبرى، فيما أكدت مصادر سياسية أن هذا الأمر يجري بعيداً عن وسائل الإعلام، خشية استفزاز المتظاهرين.

وأشار مصدر سياسي مقرب من "ائتلاف دولة القانون"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، أن الحوارات التي تقودها كتل سياسية "شيعية" فائزة في الانتخابات، انفتحت على أطراف كردية وأخرى "سنية"، لافتاً في حديث لـ "العربي الجديد" إلى طرح عدد من الأسماء لتولي مناصب قيادية في المرحلة المقبلة، إلا أن بعضها لم يحظ بالقبول.

وبيّن أن الحوارات تناولت الحديث عن المناصب الرئاسية الثلاثة (الوزراء والجمهورية والبرلمان)، فضلاً عن الوزارات السيادية، مؤكداً أن مثل هذه الحوارات لا تعني أنها تريد استباق نتائج العد والفرز اليدوي للانتخابات، بل هي عبارة عن مقدمات للتحالفات النهائية التي ستعلن بعد المصادقة على نتائج الانتخابات بشكل نهائي.

وأوضح أن الحوارات السياسية بهذا الشأن تجري بعيداً عن وسائل الإعلام، بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد، بالتزامن مع موجة الاحتجاجات الشعبية، مبيناً أن الحديث علناً عن مفاوضات تشكيل الحكومة أمر قد يستفز المتظاهرين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

ويشير القيادي في "ائتلاف دولة القانون"، سعد المطلبي، أن الحوارات بشأن تشكيل الحكومة المقبلة أمر لا بد منه، لكنها لا يمكن أن تحسم في الوقت الحاضر الذي يشهد تظاهرات وحركات احتجاجية، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد" أن التحركات ستبدأ بعد الانتهاء من نتائج العد والفرز اليدوي وإعلانها.

وأوضح أن ائتلافه لديه علاقات طيبة مع أحزاب كردية و"سنية" تؤهله لمواصلة سعيه إلى تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى.

وعلى الرغم من الحديث عن وجود هذا التقارب بشأن توزيع مناصب الحكومة المقبلة، إلا أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق السابق، مسعود البارزاني، يتحفّظ على بعض المرشحين.

وقال عضو البرلمان السابق عن الحزب، اردلان نور الدين، إن "رئيس الوزراء سيتم اختياره من قبل الكتلة البرلمانية الكبرى"، مستدركاً "لكن الأسماء المطروحة من السابقين لا تلبي الطموح".

ونقلت وسائل إعلام كردية عن نور الدين إشارته إلى أن المرشحين لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة لا يتمتعون بالشجاعة والقوة الكافية التي يرغب بها الشعب العراقي، والمرجعية الدينية، مشدداً على ضرورة اختيار شخص أكاديمي وقوي قادر على تنفيذ قراراته من خلال تحقيق العدالة، فضلاً عن تنفيذه البرامج التي يتم الإعلان عنها.

وتابع "نحتاج إلى مرشح يمتلك قدرة عسكرية وميدانية وسياسية، ويكون رئيس وزراء لجميع العراقيين".

وفي السياق، قالت القيادية في "تحالف القوى العراقية"، نوره البجاري، إن الأيام المقبلة ستشهد طرح اسم مقبول لتولي منصب رئاسة البرلمان، مبينة في تصريح صحافي أن أغلب الكتل السياسية لم تتفق إلى غاية الآن على الاسم، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد.