مفاوضاتٌ بين فصائل بإدلب ومسؤولين إيرانيين حول كفريا والفوعة

مفاوضاتٌ بين فصائل بإدلب ومسؤولين إيرانيين حول كفريا والفوعة

16 يوليو 2018
استطلاع نقاط التماس على الجبهات لاحتمال عمل عسكري (Getty)
+ الخط -

قالت مصادرُ في إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن مفاوضاتٍ غير مُعلنة تجري بين قياديين عسكريين في المحافظة ومسؤولين إيرانيين، لبحث مسألة استكمال إخلاء بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، من المليشيات التي تسيطر عليهما بدعم إيراني، في حين يشهد محيط البلدتين وجود تعزيزاتٍ لفصائل عسكرية.

وأوضح مصدرٌ عسكري بالمحافظة، الواقعة الى الشمال الغربي من سورية، لـ"العربي الجديد"، أنه "يتم التحضير لعمل عسكري في كفريا والفوعة". 

وفي حين لم يؤكد القيادي ذاته وجود مفاوضاتٍ مع مسؤولين إيرانيين، بشأن استكمال إخلاء بلدتي كفريا والفوعة، فإنه لم ينف، في الوقت نفسه، رافضاً الكشف عن تفاصيل إضافية.

في المقابل، ذكر مصدر آخر في إدلب، لـ"العربي الجديد"، أن "المفاوضات جارية فعلاً"، مرجحاً أن يكون فحواها "إخلاء كاملاً لبلدتي كفريا والفوعة، مع ترتيبات جانبية تتعلق بإطلاق سراح معتقلين".

إلى ذلك، فإن مؤشراتٍ عديدة على الأرض بمحيط كفريا والفوعة تدل على أن عدة فصائل عسكرية، بينها "جبهة تحرير سورية" (أحرار الشام-الزنكي)، تقوم بتعزيزٍ محدود لبعض مواقعها بمحيط البلدتين الواقعتين إلى الشمال الغربي من مدينة إدلب، وهما البلدتان الوحيدتان في عموم محافظة إدلب الخاضعتان لسيطرة مليشيات مؤيدة للنظام، ومدعومة إيرانياً.

 

وفيما تُحلق طائرات استطلاعٍ روسية منذ أيام في محافظة إدلب، وتحديداً في شمالها الغربي، فقد زار "العربي الجديد" مُحيط كفريا والفوعة خلال اليومين الماضيين، حيث تظهر مؤشراتٌ إلى أن فصائل عدة تستطلع محيط البلدتين، في حين تتوقع مصادر محلية أن "هيئة تحرير الشام" قد تقود العملية العسكرية إذا بدأت فعلاً.

لكن رغم ذلك، فإن ما يُرجح، وفق مصادر متعددة، بعد استطلاع نقاط التماس على الجبهات هناك، أن الحديث عن هجومٍ عسكري يأتي في سياق التهديد للمليشيات الموجودة داخل كفريا والفوعة، كي ترضخ في المفاوضات، وتُخلي كامل مواقعها، قبل نقل من تبقى من أشخاصٍ داخل كفريا والفوعة إلى مناطق سيطرة النظام السوري.

وكان آلافٌ من سكان البلدتين، وبعض المُسلحين هناك، قد غادروا كفريا والفوعة على مراحل، خلال السنوات الثلاث الماضية، أشهرها اتفاق الزبداني (ثم مضايا وبقين)، ولاحقاً أثناء تهجير سكان شرق حلب، نهاية سنة 2017، وصولاً إلى اتفاقٍ قضى بتأمين طريق آمن لعناصر "هيئة تحرير الشام" من جنوب دمشق نحو إدلب، مقابل إفساح "الهيئة" الطريق لمرور مئات الأشخاص من كفريا والفوعة لمناطق سيطرة النظام، وتم لاحقاً تنفيذه جزئياً.