إقالات القيادات الأمنية بالجزائر: "كوكايين غيت" أم تغييرات موسمية؟

سلسلة إقالات في قيادات أمنية في الجزائر: "كوكايين غيت" أم تغييرات موسمية؟

10 يوليو 2018
تشهد الأجهزة الأمنية في الجزائر سلسلة تغييرات عميقة(العربي الجديد)
+ الخط -
تشهد الأجهزة الأمنية في الجزائر سلسلة تغييرات طاولت مستويات قيادية، بعضها يأتي في سياق تغييرات موسمية، لكن الجزء الأكبر منها على صلة بتداعيات قضية "الكوكايين غيت"، التي تفجرت في 26 مايو/أيار الماضي عندما أحبطت السلطات محاولة تهريب 701 كيلوغرام من الكوكايين عبر ميناء وهران غرب البلاد.

وأُنهيت مساء أمس الإثنين مهام رئيس أمن ولاية وهران غرب الجزائر صلاح نواصري، والذي كان يدير جهاز الأمن العام في ولاية وهران، التي شهدت تفجر قضية الكوكايين. وتربط بعض التقارير بين إنهاء المهام هذه ومشاكل وقضايا أثارها ناشطون مدنيون كانوا قد نشروا معلومات عن وجود تواطؤ وعمليات فساد في ميناء وهران، وطالبوا السلطات بفتح تحقيقات جدية. 

وفي السياق نفسه، أعلن بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أمس، تنصيب العقيد اسماعيل سرهود قائدا للمنطقة الخامسة للدرك الوطني بقسنطينة شرق الجزائر، خلفا للعميد طاهر مغالط، بعد أيام من إقالة القائد العام للجهاز مناد نوبة من قبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ليحل مكانه الجنرال غالي بلقصير.

كما أقيل الخميس الماضي، مدير جهاز الأمن العام للعاصمة الجزائرية نور الدين براشدي، في إطار سلسلة إقالات أقرها المدير العام الجديد للأمن العام مصطفى لهبيري، الذي عيّنه بوتفليقة في 26 يونيو/حزيران الماضي، عقب إقالته مدير عام الأمن العام اللواء عبد الغني هامل، بعد تصريحات مثيرة لهذا الأخير بشأن وجود خروقات وتجاوزات في التحقيقات المتعلقة بقضية "كوكايين غيت".

وفي 26 مايو/أيار الماضي، أحبطت السلطات الجزائرية محاولة تهريب 701 كيلوغرام من الكوكايين ضمن شحنة لحوم مجمدة قادمة من البرازيل، لمصلحة بارون مخدرات يعمل في مجال توريد اللحم، وكشفت التحريات عن شبكة من العلاقات أقامها البارون مع عدد من الموظفين الحكوميين وقضاة ومسؤولين في إدارات رسمية.

وعلى الرغم من ذلك، لا يدرج المراقبون التغييرات التي شهدتها الأجهزة الأمنية ضمن سياق تداعيات قضية "كوكايين غيت"، إذ يتعلق بعضها بتغييرات موسمية تشهدها المناصب القيادية في أجهزة الأمن العام الذي يتبع الداخلية وجهاز الدرك التابع لوزارة الدفاع، لكن أتت قضية الكوكايين لتسرع هذه التغييرات.

وفي السياق، يؤكد محمد شراق، رئيس قسم الشؤون السياسية والأمنية في صحيفة "الخبر"، كبرى الصحف في الجزائر أنه "لا يمكن وضع كل التعديلات في سياق قضية الكوكايين، لأن بعضها كان مبرمجاً من قبل، لكن كان على نطاق ضيق، غير أن قضية الكوكايين كانت فرصة لتوسيع دائرة التغييرات التي ستستمر لاحقا وتمسّ مسؤولين في مؤسسات حساسة".

ويشير شراق في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "التغييرات بدأت بالأجهزة الأمنية والدرك كون قضية الكوكايين عجلت بها، بسبب اكتشاف ثغرات مهمة في مجرى التحقيقات طاولت عديد الملفات، لكن يبدو أن التغييرات في الأجهزة الأمنية ستطاول الكثير من الهيئات وتسير بمنحى تصاعدي".

المساهمون