شكوك تركية بالموقف الأميركي من عملية عسكرية في سنجار

شكوك تركية بالموقف الأميركي من عملية عسكرية في سنجار

06 يونيو 2018
المصادر: أميركا "ربما تتساهل مع تركيا لعدم خسارتها" (الأناضول)
+ الخط -

شككت مصادر تركية عديدة في إمكانية تنفيذ أنقرة عملية عسكرية في منطقة جبل سنجار شمال العراق، ضد معقل حزب "العمال الكردستاني"، في ظل عدم وضوح الموقف الأميركي من العملية، إذ عملت أميركا على نشر قاعدة مؤقتة هناك، في مؤشر على عرقلة أي تقدم تركي كما حصل سابقاً في سورية بمناطق تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية.

هذه الشكوك جاءت بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، أن قوات بلاده ستدخل قضاء سنجار شمالي العراق إذا تطلب الأمر القيام بما يلزم ضد حزب "العمال الكردستاني" المصنف إرهابياً في تركيا، كما فعلت سابقاً في عمليتين عسكريتين في سورية.

المصادر المطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد" عن أن "هناك شكوكاً حتى الآن في إمكانية تنفيذ تركيا العملية العسكرية في سنجار، بسبب أن تركيا حالياً في مرحلة ما قبل الانتخابات، وأن الجانب الأميركي لا يؤتمن، وهو بحاجة إلى ثمن، وهذا الثمن ربما يكون بالعلاقة بين أنقرة وكل من طهران وموسكو، وهذا الثمن إن كان صحيحاً، وهو الموجود حالياً، سينعكس على العلاقة بين تركيا وروسيا على الساحة السورية، وربما ستنعكس آثاره على مسار أستانة وسوتشي ويضر بتركيا في الملف السوري".

وأضافت أن أميركا "ربما تتساهل مع تركيا لجهة عدم رغبتها في خسارة وفقدان أنقرة والتوجه لإيران وروسيا"، إذ تعتقد المصادر التركية أن اتفاق منبج نبع من عدم الرغبة الأميركية في خسارة تركيا، وعدم التصادم معها، خاصة بعد الجدية التركية وقيامها بعملية عفرين، وتصريحات أردوغان المتصاعدة عن العلاقة مع أميركا، والتهديد بالانتقال إلى مناطق أخرى، فضلاً عن العقوبات الأميركية ضد إيران، والحاجة لحشد ودعم من أنقرة، التي اختارت معارضة هذه العقوبات.

مصادر أخرى ذهبت إلى أن التصعيد الأخير والحديث عن دخول سنجار حالياً هو فقط لتحقيق مكاسب داخلية قبيل الانتخابات، واستخدامها كورقة داخلية ترسل رسائل طمأنة للشعب التركي، إذ إنه لا يمكن تنفيذ عملية عسكرية كبرى في سنجار أو قنديل وحتى في إدلب شمال سورية حاليا، إذ إن هناك ضغوطاً روسية على أنقرة لتصفية "هيئة تحرير الشام" هناك، بعد استكمال نشر نقاط المراقبة، قبيل انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى في 24 حزيران/ يونيو الجاري، واحتمالية أن تكون هناك مرحلة ثانية من الانتخابات.

وبررت المصادر ذلك باحتمالية حصول خسائر في صفوف القوات العسكرية التركية، خسائر كبيرة تساهم في غضب شعبي ربما يؤثر على سير الانتخابات، فضلاً عن أن أي عملية عسكرية في إدلب ربما تسفر عن سقوط صواريخ على ولايات تركية، كما حصل سابقاً خلال عملية عفرين، بقصف مدن تركية من قبل "وحدات حماية الشعب الكردية"، إذ يساهم ذلك في خلط الأوراق داخلياً.

كذلك أكّدت أنه بعد الانتخابات ونتائجها وترتيب الحكم الجديد، ربما يكون هناك تحضير للعمليات العسكرية في قنديل وسنجار، مع تطورات خارطة الطريق في منبج بين أنقرة وواشنطن، يمكن بناء على هذه التطورات، ووعود وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيرلسون لأنقرة بالمساهمة في اصطياد رؤوس قيادي العمال الكردستاني.

وخلصت المصادر إلى الحديث عن أنه باختصار ليس هناك ما يؤشر إلى قرب عملية عسكرية في سنجار في ظل المعطيات الحالية، وخاصة مع نشر أميركا قاعدة عسكرية مؤقتة هناك، إذ شهدت منطقة منبج سابقاً انتشاراً أميركياً مشابهاً لعرقلة أي عملية عسكرية في المنطقة.

 

 

المساهمون