استقالة وزير التجارة البريطاني رفضاً لتوسعة مطار هيثرو

استقالة وزير التجارة البريطاني رفضاً لتوسعة مطار هيثرو

21 يونيو 2018
تشكل استقالة هاندز مشكلة لتيريزا ماي(تويتر)
+ الخط -
قدّم وزير التجارة البريطاني، غريغ هاندز، اليوم الخميس، استقالته من الحكومة على خلفية خططها لتوسيع مطار "هيثرو"، من خلال إنشاء مدرج ثالث في المطار الذي يقع غربي لندن.

وأعلن هاندز استقالته، في تغريدة على موقع "تويتر"، قال فيها، إنّه "لا يسعه إلا الالتزام بتعهداته لناخبيه، بالتصويت ضد توسعة المطار في التصويت المرتقب يوم الاثنين المقبل".

وكانت الحكومة البريطانية قد فرضت على جميع نواب حزب "المحافظين" التصويت لصالح توسعة "هيثرو"، يوم الاثنين المقبل، بينما سمح حزب "العمال" لنوابه بالتصويت وفقاً لما يرونه مناسباً.

وقال هاندز: "مع إجبار الحكومة النواب على التصويت لصالح توسيع المطار، فإنني أستقيل من الحكومة".




وأضاف في تغريدة أخرى: "كتبت لرئيسة الوزراء مسبقاً هذا الأسبوع عن نيتي الالتزام بتعهداتي في حملة الانتخابات العامة 2017 والتي قطعتها لسكان تشلسي وفولهام، والتصويت ضد المدرج الثالث لمطار هيثرو يوم الاثنين".



وتضع استقالة هاندز المزيد من الضغط على الوزراء الآخرين، والذين هم أيضاً نواب في البرلمان، وتعهدوا بالتصويت ضد المدرج الثالث، وعلى رأسهم وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون.

وكان جونسون قد تعهد لدائرته الانتخابية بإلقاء نفسه أمام الجرافات التي ستعمل على بناء المدرج لإيقافها عن عملها. ولكنه لتجنب التصويت لصالح التوسعة المفترضة، سيكون خارج البلاد في مهمة رسمية، الاثنين المقبل.

كما سمحت الحكومة البريطانية أيضاً للوزراء المنتخبين في دوائر معارضة للتوسعة بالغياب عن التصويت.

وتشكل استقالة هاندز مشكلة لتيريزا ماي، كونه المسؤول عن صياغة مشروع قانون التجارة الذي يتم العمل عليه حالياً في مجلس العموم، لتشكيل التجارة البريطانية في ما بعد "بريكست".

وتعد توسعة "هيثرو"من المشاريع الكبرى التي تمت مناقشتها في الأعوام الأخيرة، والتي تعهد وزير المواصلات كريس غريلنغ بتتفيذها قبل عامين، لكن المشروع واجه عقبات شديدة قبل أن يتم التوافق، أخيراً، على حلها، ما سمح بجدولة التصويت على المشروع في البرلمان البريطاني.

وتكمن المعضلة الرئيسة في التوسعة البالغة تكلفتها 14 مليار جنيه إسترليني(19 مليار دولار أميركي)، والتي سيبدأ العمل عليها على الأرض عام 2021، إن تمت الموافقة عليها، في التأثير البيئي للطيران. إذ إن سكان المناطق المحيطة بالمطار يرفضون إدراج المزيد من الطائرات في المطار القريب منهم بسبب التلوث البيئي الذي تتسبب به عوادم الطائرات، وأيضاً التلوث الصوتي الذي تتسبب به الطائرات لدى إقلاعها وهبوطها.

كما تواجه التوسعة معارضة من المطارات الإقليمية الأخرى، والتي ترى في توسعة "هيثرو" ضرراً بحركة الطائرات الخاصة بها.



ومن المتوقع أن تؤدي توسعة "هيثرو" بحلول عام 2030 إلى رفع عدد الرحلات الدولية إلى مانشستر بنحو 20250 سنوياً، و17 ألفاً إلى مطار برمنغهام، و4500 إلى مطار ليدز، و2700 إلى اسكتلندا، وهو ما يعني أن 17 مليون مسافر من أصل 43 مليوناً يتوقع أن يمروا بمطار "هيثرو" بعد توسعته سيكونون من حصة المطارات الإقليمية الأخرى. بينما لا يمكن للرحلات المحلية أن تعوض النقص الذي سيتسبب به احتكار "هيثرو" للمسافرين، وهو ما تؤكده الأرقام الرسمية الصادرة عن المطار، بتراجع الرحلات الداخلية العام الماضي.

إلا أن المعارضة الأكبر تأتي من المدافعين عن البيئة، الذين يطالبون الحكومة البريطانية بالعمل على تخفيض التلوث البيئي، ما لا يتوافق مع فكرة تحليق المزيد من الطائرات في الأجواء البريطانية. ويجادل هؤلاء بأن الاحتباس الحراري لا يتوقف تأثيره فقط على الدول الفقيرة، بل أصبح ملموساً في الدول الغربية، ويمكن رؤية تأثيره في موجات الهجرة القادمة إلى أوروبا.

المساهمون