إرتيريا وإثيوبيا... وفود ورسائل تمهد لإحياء السلام

حرب إرتيريا وإثيوبيا... وفود ورسائل تمهد لإحياء اتفاق السلام

20 يونيو 2018
أفورقي: "رسائل إيجابية" من إثيوبيا (بيتر بوسوموك/ فرانس برس)
+ الخط -


تلقّفت إرتيريا "الرسائل الإيجابية" من جارتها إثيوبيا، وأعلنت، اليوم الأربعاء، عن إرسالها وفداً إلى أديس أبابا، بعد إبداء الأخيرة ميلاً لقبول شروط اتفاق تسوية بين الجانبين، ما يمهّد لإمكانية التوصّل إلى إحياء سلام، ينهي حرباً حدودية طويلة بينهما.

وأنعش الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، اليوم الأربعاء، الآمال في حدوث انفراجة في واحد من أصعب الصراعات في أفريقيا، عندما وصف بوادر السلام الأخيرة من جانب إثيوبيا، بأنّها "رسائل إيجابية".

وقال أسياس (72 عاماً)، في كلمة خلال فعالية لإحياء يوم الشهداء في العاصمة أسمرة، بحسب ما أوردت "رويترز"، إنّه سيرسل وفداً إلى أديس أبابا، للتعرّف على موقف رئيس وزرائها الجديد أبي أحمد، و"وضع خطة".

وهذا هو أول رد من إرتيريا على تعهد أبي المفاجئ، هذا الشهر، بمراعاة كل شروط اتفاق سلام، مما سيعمل على إنهاء حرب اندلعت بين البلدين منذ عام 1998 إلى عام 2000.

وشبّه البعض هذا النزاع بالحرب العالمية الأولى، مع إجبار دفعات من المجندين على السير عبر حقول ألغام نحو خنادق إريترية، حيث حصدتهم نيران الرشاشات الآلية.

ومن المعتقد أنّ ما يصل إلى 80 ألفاً سقطوا قتلى في هذه الحرب. وحتى بعد انتهاء الحرب، بقيت التحصينات العسكرية على الحدود المتنازع عليها، خاصة عند بلدة بادمي التي أفاد تحكيم دولي في 2002 بأنّها جزء من إرتيريا.

ومنذ ذلك الحين، تجاهلت أديس أبابا الحكم، ورفضت سحب القوات أو المسؤولين، ما أثار غضب أسمرة.

لكن أبي (41 عاماً) الذي تولّى رئاسة الوزراء في مارس/ آذار الماضي، فاجأ الإثيوبيين، هذا الشهر، بقوله إنّ أديس أبابا ستحترم جميع شروط التسوية بين البلدين، ملمّحاً إلى استعداده للتنازل عن بادمي.

أبي أحمد في خطابه أمام البرلمان (ميناس ونديمو هايلو/الأناضول) 


وقال أسياس إنّ هذا التنازل، الذي سيثير على الأرجح اعتراضات داخل الائتلاف الإثيوبي الحاكم، نشأ من رغبة البلدين في تحقيق "سلام" طويل المدى.

وأضاف، وفقاً لترجمة رسمية لخطابه على التلفزيون الإريتري الرسمي، أنّ "الإشارات الإيجابية التي صدرت الأيام الماضية يمكن اعتبارها تعبيراً عن هذا الخيار الشعبي. نستطيع القول إنّ هذه الرسائل الإيجابية... إشارات إلى خيار الشعب".

وكان دبلوماسي إرتيري بارز، قد قال، اليوم الأربعاء، إنّ أسياس سيرسل وفداً إلى أديس أبابا "للتواصل البناء" مع إثيوبيا، بعد ما أبداه رئيس وزرائها الجديد من ميل للسلام.

وكتب سفير إرتيريا لدى اليابان إستيفانوس أفورقي، على "تويتر"، أنّ الرئيس أسياس أعلن اليوم عن هذه الخطوة، التي قد تمثّل تقدماً كبيراً في سبيل تسوية واحد من أطول النزاعات في أفريقيا. ولم يكشف مزيداً من التفاصيل.


وأشارت وكالة "أسوشييتد برس"، إلى أنّ قناة "فانا برودكاستنغ كوربوريشن"، التابعة لإثيوبيا، أبرزت، اليوم الأربعاء، تصريحات الرئيس الإرتيري.

وكان أبي أحمد، قد أقرّ، في البرلمان، هذا الأسبوع، بأنّ التوترات تكبّد البلدين خسائر اقتصادية كبيرة، وقال إنّ على أديس أبابا التوقف عن إخفاء هذا الأمر عن الشعب الإثيوبي، وهو ما يمثّل أيضاً نقطة تحوّل عن الماضي.

وقال فيتس أريغا، كبير موظفي مكتب أبي أحمد، في ذلك الوقت، وفق ما أوردت وكالة "أسوشييتد برس"، إنّ "معاناة الجانبين لا توصف بسبب وصول عملية السلام إلى طريق مسدود. يجب أن يتغير هذا الوضع من أجل مصلحة البلدين".

ولا تربط إرتيريا علاقات دبلوماسية بإثيوبيا، وإن كانت لها سفارة في أديس أبابا، في إطار تمثيلها في الاتحاد الأفريقي الذي يوجد مقرّه في العاصمة الإثيوبية.

(العربي الجديد)

المساهمون