قتيل باشتباكات في كازرون جنوبي إيران

قتيل باشتباكات في كازرون جنوبي إيران

17 مايو 2018
يعترض سكان كازرون على قرار تقسيم المنطقة(Getty)
+ الخط -
اندلعت اشتباكات، مساء أمس الأربعاء، بين قوى الأمن ومتظاهرين في منطقة كازرون الواقعة في محافظة فارس، جنوبي إيران، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين، بحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.

وذكرت "فارس"، اليوم الخميس، أن ذلك يأتي بعد شهرين تقريباً من تجمعات مماثلة خرجت في المكان ذاته، اعتراضاً على قرار تقسيم المنطقة، وتصنيف بعض نقاطها في محافظة ثانية، بالإضافة إلى إيجاد قرية ملحقة بالمحافظة. وخرج ما يقارب 5 آلاف نسمة في حينه، لكن الأمور انتهت بعد مباحثات ومشاورات دارت بين المسؤولين الحكوميين وممثلين عن كازرون.


وحضر إمام صلاة الجمعة في كازرون، حجت الإسلام خرسند، وهو من المعترضين على انتزاع أجزاء من المنطقة وتصنيفها إدارياً ضمن منطقة أخرى، إلى طهران وبحث الأمر مع المعنيين.

وقبل أسابيع هدأت الأمور نسبياً بعدما طلب خرسند من المعترضين التزام الهدوء، كونه تحدث مع المعنيين والمسؤولين، ووعدوه بحل المسألة، لتعود الأحداث وتتطور ليل أمس الأربعاء.

وشككت "فارس" بما حصل، كونه جاء بعد العدول عن القرار وكون المتظاهرين رددوا شعارات اعتراضية، منها ما هو سياسي، وقاموا بإحراق مخفر للشرطة، وهو ما أدى لتأجيج الأوضاع، بحسب الوكالة.

ونقلت وكالة "إيلنا" عن النائب البرلماني أصغر مسعودي، قوله إنه ليست لديه معلومات دقيقة حول ما جرى ليل أمس، مرجحاً وجود عوامل أخرى، لا سيما أن الاحتجاج جاء بعد اتفاق المسؤولين والمعنيين في كازرون على حل الخلاف.

في المقابل، ذكرت مواقع غير رسمية فضلاً عما تبادله ناشطون على مواقع التواصل، أنّ  قوات الأمن اعتقلت عدداً من الأفراد خلال التجمع الاعتراضي في كازرون ليلاً، وهو ما أثار غضب المحتجين وتوجههم لمقر للشرطة.

وأشارت إلى أن "رجال الأمن قاموا بإطلاق الرصاص الحي نحو المحتجين"، لافتةً إلى وقوع قتلى وجرحى تزيد أعدادهم عن المعلن عنه رسمياً.

وكتبت "حملة حقوق الإنسان" في إيران على صفحتها على "تويتر"، أن شهود عيان أكدوا مقتل ثلاثة مدنيين بعيارات نارية أطلقت عليهم مباشرة.

وبحسب مواقع أخرى غير رسمية أيضاً، فإن الأجواء بقيت متوترة، إذ تجمع معترضون، صباح اليوم الخميس أيضاً، كما لوحظ وجود انتشار أمني مكثف في مناطق كازرون.

ويفصل المشروع الذي أثار غضب سكان كازرون، منطقتي (قائميه) و(كوهمره نودان) عن كازرون ككل، لتصبحا في منطقة واحدة اسمها بلدة (كوه تشنار)، وهو ما يجعلها منفصلة إداريا عن كازرون، وتم التصويت على المشروع من قبل مكتب التقسيمات الإدارية ومن ثم رفع للهيئة الوزارية الحكومية.


وسكان كازرون يرتبطون بهوية تاريخية لمنطقتهم، التي تجمع مدينة كازرون الرئيسة بالقرى والبقع الجغرافية المحيطة بها، من قبيل بيشابور، قرية شابور، وغابات دشت برم، ويشعرون بأن تفرق وانفصال هذه المناطق يعني أن كازرون قد تخسر هويتها.

في حين يرى البعض الآخر من قاطني القرى التي ستنضم لبلدة وبلدية جديدة، أن في هذا فرصة لتحسين أوضاعهم وإيجاد فرص عمل جديدة، كون توسيع الإدارات والمراكز وتطوير العمران فيها قد يتيح فرصا أمامهم.

دلالات