تنديد دولي بنقل السفارة الأميركية للقدس واستهداف الفلسطينيين بغزة

تنديد دولي واسع بنقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة واستهداف الفلسطينيين في غزة

14 مايو 2018
افتتحت واشنطن سفارتها بالقدس رغم الرفض الدولي (مناحم كاهانا/Getty)
+ الخط -

لقي افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة، بعد نقلها من تل أبيب، واستهداف الفلسطينيين المعترضين في مسيرة "مليونية العودة" في قطاع غزة، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تنديداً دولياً واسعاً، اليوم الإثنين.

وأُقيمت، اليوم الإثنين، في القدس المحتلة، مراسم حفل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، تزامناً مع الذكرى 70 للنكبة وإعلان قيام دولة إسرائيل، وذلك تنفيذاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، إعلان القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل.

واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص متظاهرين فلسطينيين خرجوا في "مليونية العودة" بقطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 40 فلسطينياً فضلاً عن إصابة الآلاف.


فلسطين

أشارت الحكومة الفلسطينية إلى أنّ إسرائيل قامت بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة، قبل ساعات من تدشين سفارة الولايات المتحدة في القدس المحتلة.

وطالب المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان، نشرته وكالة "وفا" الرسمية، "بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل" في قطاع غزة.


الجامعة العربية

بدورها، طالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنفاذ قراراته، لا سيما في توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدة أنّ القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.

واعتبرت الجامعة، في بيان، اليوم الإثنين، أنّ افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة "خطوة استفزازية واعتداء صارخ على مشاعر العرب والمسلمين، وانتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وقطع للطريق أمام أي جهود دولية رامية لخلق فرصة مواتية للسلام، مما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وقررت الجامعة العربية عقد اجتماع غير عادي، يوم الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين لبحث القرار "غير القانوني" لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، بحسب ما نقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية الرسمية، اليوم الإثنين، عن مصدر دبلوماسي عربي.

وأضافت الوكالة أنّ الاجتماع جاء بناء على طلب مندوب فلسطين، وبالتشاور مع مندوب المملكة العربية السعودية التي تتولى رئاسة المجلس حالياً.


قطر

أعربت دولة قطر عن استنكارها وإدانتها بأشدّ العبارات لـ"المجزرة الوحشية والقتل الممنهج" الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين العزّل في قطاع غزة، ومنهم أطفال ونساء، أثناء احتجاجهم "السلميّ والمشروع" على قرار الولايات المتحدة الأميركية "أحادي الجانب والمخالف لجميع القرارات الأممية"، بنقل سفارتها إلى القدس الشريف.

وقالت لولوة الخاطر، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، اليوم الإثنين، إنّ "دولة قطر تدعو كافة القوى الدولية والإقليمية التي لها كلمة مسموعة لدى إسرائيل إلى التحرك الفوري لإيقاف آلة القتل الوحشي، كما تدعو مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته".


مصر

أعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، اليوم الإثنين، عن "إدانتها الشديدة" لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن "مسيرات العودة".

وشددت مصر على "رفضها القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة"، محذرة من "التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ومعربة عن "دعمها الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".


المغرب

عبّر العاهل المغربي، محمد السادس، عن رفضه لـ"تفعيل" قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

جاء ذلك في رسالة بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الإثنين، أوردت نصها وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وجدد الملك محمد السادس رفض بلاده "للعمل الأحادي الجانب، الذي يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية في التأكيد عليه، من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، وقال إنّه "لن يدخر أي جهد" في تعبئة المجتمع الدولي، والقوى الفاعلة فيه، من أجل نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.


الأردن

دانت الحكومة الأردنية، اليوم الإثنين، "القوة المفرطة" التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني "ندين بأشدّ العبارات التصعيد الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة".

وحمّل المومني "إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، المسؤوليّة عن الجريمة التي ارتكبت في قطاع غزة اليوم".

ودان "استخدام إسرائيل للقوة المفرطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني العُزّل الذين خرجوا بالآلاف للتعبير عن حقّهم في العودة إلى ديارهم وفقاً لحقوقهم القانونية والسياسية والإنسانية التي تضمنها لهم القوانين والأعراف الدولية".

وأوضح المومني، في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية، أنّ "إنهاء الاحتلال وحل الصراع على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام لجميع شعوب المنطقة".

لبنان

وصف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، اليوم الإثنين، قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، بأنّه "فشل في السياسة الأميركية سيؤدي لمزيد من التوترات والتطرف في المنطقة".

وقال باسيل لوكالة "رويترز"، على هامش مؤتمر في بروكسل، إنّ "هذا تحرك سيسبب مزيداً من التوترات، وسيؤدي لمزيد من التطرف في المنطقة.. لا نستطيع قبول هذا النوع من السلام بينما تُختطف القدس". وإلى جانب قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قال باسيل إنّ التحركات الأميركية تضاف إلى قائمة طويلة من السياسات الأميركية "الفاشلة" في المنطقة.

وأضاف أنّ "هذا فشل آخر... الآن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في سياساتها بشن الحروب ضد شعوب المنطقة".


تركيا

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، في لندن، أنّ الولايات المتحدة خسرت "دور الوسيط" في الشرق الأوسط، بعد قرارها نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وقال "نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة"، مضيفاً أنّ "الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع وبالتالي تخسر دور الوسيط في عملية السلام" في الشرق الأوسط.

من جهته، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ على "تويتر"، إنّ "الإدارة الأميركية مسؤولة مثلها مثل الحكومة الإسرائيلية عن هذه المجزرة".

وندد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، من جانبه، "بمجزرة" وبـ"إرهاب دولة"، في تعليقه على حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة. وأضاف "اللعنة على إسرائيل وقواتها الأمنية".


إيران

وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، افتتاح السفارة الأميركية في القدس، اليوم الإثنين، بأنّه "يوم العار الكبير".

وكتب ظريف على "تويتر": "النظام الإسرائيلي يذبح عدداً لا يحصى من الفلسطينيين بدم بارد أثناء احتجاجهم في أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم. وفي الوقت نفسه يحتفل ترامب بنقل غير مشروع للسفارة، بينما يتحرك معاونوه العرب لصرف الانتباه".




الاتحاد الأوروبي

في المواقف الدولية، دعت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، اليوم الإثنين، إلى "أقصى درجات ضبط النفس". وقالت موغيريني، في بيان، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس": "قتل عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال، وأصيب المئات بنيران إسرائيلية اليوم خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة. ونحن نتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح".


روسيا

أعربت روسيا عن قلقها من تصاعد حدة التوتر في المنطقة، في أعقاب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وفي إجابة عن أسئلة الصحافيين، اليوم الاثنين، حول ما إذا كانت روسيا قلقة من تصاعد التوتر في المنطقة بعد نقل السفارة الأميركية، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول": "نعم نحن قلقون. وقد صرحنا من قبل عن هذا الموضوع".


بريطانيا

في لندن، أعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل اتفاق نهائي حول وضع" المدينة المقدسة. وأضافت، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، أنّ "السفارة البريطانية في إسرائيل مقرها في تل أبيب ولا نعتزم نقلها".


ألمانيا

دعت الحكومة الألمانية، اليوم الإثنين، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى "ضبط النفس"، مؤكدة أن مصير القدس تحدده فقط مفاوضات بين الطرفين.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية، بحسب ما أوردت "الأناضول"، نقلاً عن صحيفة "بيلد"، إنّ "افتتاح السفارة الأميركية في القدس لا يجب أن يكون سبباً للعنف".

وذكرت الوزارة في بيانها أنّ "الحكومة الفيدرالية ما زالت مقتنعة بأن الصراع حول وضع القدس لن يحل سوى بمفاوضات يرضى عنها الطرفان".

وأكدت الخارجية أنّه لم يشارك أي مسؤول ألماني في حفل الاستقبال الذي أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، بمناسبة نقل السفارة الأميركية للقدس.

وشددت على أنّ "الحكومة الألمانية لن تفعل أي شيء يثير الشكوك حول موقفها المنطلق من القانون الدولي، في مسألة القدس".



(العربي الجديد، وكالات)