صالح المطلك: الطائفيون متورطون بملفات الفساد في العراق

صالح المطلك: الطائفيون متورطون بملفات الفساد في العراق

18 ابريل 2018
المطلك: الصندوق سيحدد رئيس الوزراء ورئيس البرلمان المقبلين(فرانس برس)
+ الخط -
تحدّث نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، القيادي في "ائتلاف الوطنية"، صالح المطلك، على هامش احتفال إطلاق حملته الانتخابية في حدائق معرض بغداد الدولي، لـ"العربي الجديد"، عن جملة مواضيع وملفات ركّز خلالها على الانتخابات النيابية المرتقبة الشهر المقبل، وخشيته من تزويرها أو التلاعب بنتائجها. 

ــ كيف تنظرون للانتخابات الحالية وهل ترون أنها تختلف عن الانتخابات السابقة التي شهدها العراق؟

الانتخابات التي ستجري الشهر المقبل هي نفسها التي أجريت في السنوات السابقة، لا تختلف، ولكن الشعب هو من يقرر إن كان يريد لهذه الانتخابات أن تختلف عن السابقة أم لا، وبصراحة مطلقة، الذين جيّشوا الموظفين لصالحهم أو الذين سيستعملون الصوت الطائفي في هذه الانتخابات، سوف يفوزون فيها كما فازوا في السابق، ما لم يذهب العراقيون بشكل كثيف للاقتراع. وأعتقد أنّ الأغلبية الصامتة من الشعب العراقي التي عزفت عن الانتخابات في السابق عليها أن تخرج يوم 12 من الشهر المقبل إلى مراكز الاقتراع، لكي تقرّر مصير العراق، وأقول لكل العراقيين، حتى لا يضعف العراق بسبب عزوفكم عن الانتخابات، عليكم المساهمة والتصويت لمن تجدون أنه سيخدم العراق وليس الطائفة أو القومية.

ــ برأيك، من المستفيد اليوم من اجترار الخطاب الطائفي وتأجيجه من جديد؟  

الانتماء لطائفة معينة هو من حق البشر، فمن حقّ أي شخص أن ينتمي للمذهب أو للدين أو للقومية التي يريد أن ينتمي إليها أو أن لا ينتمي، ولكن أن تستعمل هذا الموضوع لكي تفتّت مجتمعك وتفتت بلدك وتدمر مستقبلك ومستقبل أطفالك، فهذه هي الكارثة، وأنا أتفهّم أن بعض السياسيين يريدون أن يستعملوا هذا الموضوع لكي يصعدوا ويفوزوا بالانتخابات، ولكني لا أستطيع أن أفهم لماذا يتورّط الناخب أو المواطن العراقي ولأكثر من مرة، بدعم هؤلاء وإيصالهم إلى هذه المواقع. ولذلك أقول إننا جربنا في الفترة الماضية المواضيع الطائفية وجربنا فيها الناس الذين تبنوا هذه المواضيع وتبيّن أنها ليست في صالح أحد ولا تصب لا بمصلحة الشيعة ولا بمصلحة السنة، وكذلك الموضوع ينسحب على الكرد وعلى القوميات والطوائف الأخرى كافة في العراق، والتصويت لنزاهة الشخص وكفاءته أفضل من التصويت لمعتقده أو دينه. 

ــ كيف تنظرون اليوم للانتخابات؟ هل هناك فعلاً محاولات تزوير أو تلاعب؟

بالنسبة للتزوير، فهو قائم، لكن هذا الموضوع تحديداً سيعتمد على العراقيين، بمعنى أن عزوف المواطنين عن الانتخاب، سيتيح استغلال بطاقاتهم الانتخابية ومصادرة أصواتهم وهم في منازلهم، وبالتالي سيكون التزوير قائماً وبشكل كبير في هذه الحالة. لذلك من يحرص على هذا البلد، عليه أن يشارك في الانتخابات ويختار أبناءه الحقيقيين لكي يكونوا في البرلمان، وكي لا يفتح مجال للمزورين أن يقوموا بالتزوير.

ــ ما هو تعليقكم على الحديث عن أنّ منصب رئيس الوزراء سيكون بتوافق إيراني ــ أميركي؟

مرة أخرى أقول هذه تعتمد على التصويت، فإذا كانت النتائج كاسحة وكبيرة، فإن الصندوق هو الذي سيحدد رئيس الوزراء ورئيس البرلمان المقبلين. 

ــ ملفات الفساد تتضخم مع تضاعف معدلات الفقر والبطالة في البلاد. كيف تنظرون لهذا الأمر؟

ثبت للعراقيين أن معظم ملفات الفساد يتورّط بها طائفيون من السنة والشيعة إن لم أقل كلهم من الطائفيين، وقد أوغلوا في الفساد إلى العظم، وهؤلاء اغتنموا الفرصة للسرقة والإضرار بالبلاد مادياً، والقسم الأكبر منهم طبعاً يجد في الخطاب الطائفي واستمراره في العراق غطاءً مناسباً لاستمرار الفساد ولبقائه في السلطة. لذا الطائفية والفساد مترابطان، ومستقبل العراق يعتمد على اختيار العراقيين أنفسهم في هذه الانتخابات.

ــ باختصار، كيف تقرأون الوضع في سورية وما مدى تأثيره على العراق؟

العراق يتأثّر بكل الأحداث التي تحصل في دول الجوار، ولكن حقيقة يجب أن نبتعد الآن عمّا يجري في سورية وكل الإقليم المجاور حتى نتمكّن من إيصال بلدنا لحالة استقرار مريحة، فحشر العراق في أي ملف، لا يخدمه ولا يخدم الشعب حالياً بأي شكل من الإشكال.