روسيا تعرقل عمل محققي مجزرة دوما... وتعبث بأدلة الكيميائي

روسيا تعرقل عمل محققي مجزرة دوما... وتعبث بأدلة الكيميائي

17 ابريل 2018
اتهامات لموسكو بإزالة آثار المجزرة الكيميائية (خليل العبدالله/الأناضول)
+ الخط -
تحوّل موضوع التحقيق في الهجوم الكيميائي على مدينة دوما السورية، في السابع من إبريل/نيسان الحالي، إلى محور جديد في الخلاف الغربي الروسي، مع اتهام موسكو بعرقلة عمل لجنة التحقيق المكلفة بهذا الملف، والتي كان يُفترض أن تبدأ عملها، الأحد، فيما لم تتمكن من ذلك حتى اليوم. ويأتي ذلك بعد الضربة الثلاثية التي وجّهتها واشنطن وباريس ولندن للنظام السوري، فجر السبت، وسط إعلان بريطاني بأنها لم تكن محاولة لتغيير اتجاه الحرب السورية أو النظام.

واجتمعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، أمس، في حضور سفراء روسيا والمملكة المتحدة وفرنسا، لبحث التطورات السورية بعد هجوم دوما. وأطلع رئيس المنظمة، أحمد أوزومكو، خلال الاجتماع الطارئ أمس، الأعضاء المشاركين على كيفية انتشار فريقه الذي أرسل إلى دمشق، السبت، للتحقيق في هجوم دوما. لكن السفارة البريطانية في لاهاي كتبت على موقع "تويتر"، أن "روسيا وسورية لم تسمحا بعد لبعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالوصول إلى دوما". كما أفاد السفير البريطاني إلى هولندا، بيتر ويلسون، في مؤتمر صحافي، بأن أوزومكو أعلن في الاجتماع أن المفتشين لم يتمكنوا من الدخول إلى الموقع حتى الآن. وأضاف أن أوزومكو قال إن "النظام السوري والروس تحدثوا عن مخاوف أمنية"، مشيراً إلى أن الروس والسوريين "لم يتمكنوا من ضمان أمن الوفد للتوجه إلى دوما في هذه المرحلة"، ولم يتم منحهم جدولاً زمنياً معيناً للزيارة. وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق عمله الميداني الأحد.
وفي السياق، ذكر المبعوث الأممي لدى المنظمة، كينيث وورد، أن روسيا ربما أفسدت موقع هجوم دوما وأزالت آثار المجزرة الكيميائية وعبثت بأدلتها، بما أنها دخلت دوما منذ 10 أيام، وادعت أنها لم تجد أي آثار كيميائية هناك.


غير أن روسيا، في المقابل، كانت تقول إنه "لا أساس" لاتهامها بعرقلة وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين، أمس، إن روسيا كانت منذ البداية "مع تحقيق محايد". وتعهد بـ"عدم تدخل" موسكو في عمل بعثة تقصي الحقائق التي وصلت إلى سورية السبت.
من جهته، شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أن موسكو لم تعبث بأي أدلة على صلة بهجوم دوما. وقال لافروف لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن ما تحدثت عنه بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن هجوم كيميائي نفّذه النظام يعتمد على "تقارير إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي". ونفى الحديث عن هجوم كيميائي، مدعياً أن "ما حدث هو تمثيلية". وفي السياق، أفادت السفارة الروسية في لاهاي على "تويتر" بأن "روسيا تؤكد التزامها ضمان سلامة وأمن البعثة ولن تتدخل في عملها".

ولكن على الرغم من كل هذه التطمينات الروسية، تبقى التخوفات قائمة من العبث بموقع الهجوم الكيميائي، خصوصاً في ظل عدم السماح للبعثة المخولة التحقيق بالوصول إلى المكان حتى اليوم. ونقلت وكالة "فرانس برس"، أمس، عن رالف تراب، عضو ومستشار بعثة سابقة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية، أن إزالة الأدلة من الموقع هي "احتمال يجب أخذه دائماً في الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما إذا كان قد تم العبث بموقع الحادث".

في غضون ذلك، كان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، يقول "إن الضربة الثلاثية على سورية لم تكن محاولة لتغيير اتجاه الحرب أو لتغيير النظام هناك". وأضاف "أخشى أن الحرب السورية ستستمر في مسارها المروع البائس. لكن العالم كان يقول (من خلال الضربات) إنه لم يعد يتحمل المزيد من استخدام الأسلحة الكيميائية".

كلام جونسون جاء في لوكسمبورغ، أمس، لدى وصوله لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين أعربوا، في بيان بعد الاجتماع، عن تفهمهم للضربات الثلاثية في سورية، داعين، في الوقت نفسه، إلى إحياء العملية السياسية لإنهاء النزاع. وأعلن الوزراء "تأييدهم كل الجهود الهادفة إلى الحؤول دون استخدام الأسلحة الكيميائية". وعلّق وزير خارجية لوكسمبورغ، يان اسلبورن "إنها عملية (عسكرية) واحدة ويجب أن تبقى كذلك". وكان وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، صرح لدى وصوله إلى لوكسمبورغ أنه "يستحيل حل النزاع من دون روسيا". كما قال نظيره البلجيكي ديدييه ريندرز "علينا أن نسلك مجدداً طريق حوار سياسي حول سورية مع روسيا وإيران".

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)