روسيا تتهم المخابرات البريطانية بتسميم سكريبال

روسيا تتهم المخابرات البريطانية بتسميم سكريبال وتتوعّد بـ"رد قريب" على طرد دبلوماسييها

28 مارس 2018
بيسكوف: ردّ روسيا سيأتي في الوقت المناسب (ميخائيل ميتزل/Getty)
+ الخط -
اتهمت روسيا، اليوم الأربعاء، بريطانيا بالوقوف وراء تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال بغاز الأعصاب، وجدّدت توعّدها بالرد "قريباً" على طرد أكثر من 130 دبلوماسياً روسياً من عدة دول أخيراً، على خلفية الهجوم، مشيرة إلى أنّها تقيّم "عداء الغرب" قبل الرد.

حملة الطرد الجماعي، التي شاركت فيها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وبعض الدول الأخرى، أول أمس الإثنين، جاءت بمثابة حملة تضامن مع بريطانيا التي تتهم موسكو بتسميم سكريبال، وهو اتهام تنكره روسيا.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت موسكو سترد على عمليات الطرد، قال المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين، اليوم الأربعاء، إنّ رد روسيا سيأتي "في الوقت المناسب، وسيتناسب مع مصالح روسيا".

وفي السياق، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قوله، اليوم الأربعاء، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، إنّ موسكو "ستقيّم مستويات عداء واشنطن ولندن لروسيا"، قبل الرد على طرد دبلوماسيين روس.

وفي 4 مارس/آذار الجاري، اتهمت لندن موسكو بمحاولة قتل العميل المزدوج وضابط المخابرات الروسي المتقاعد سكريبال (66 عاماً)، وابنته يوليا (33 عاماً)، في منطقة سالزبري، جنوبي إنكلترا، باستخدام "غاز الأعصاب"، ما أشعل أزمة دبلوماسية بين البلدين.

وتقول بريطانيا إنّ روسيا وحدها لها القدرة والدوافع والنية للوقوف وراء الهجوم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" الذي بدأ تطويره على ما يبدو في الحقبة السوفييتية.

في السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية إنّ المخابرات البريطانية قد تكون وراء تسميم سكريبال، وذلك ردّاً على اتهام لندن لموسكو بالوقوف وراء الواقعة.

وادعاء الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، بـ"تورط محتمل" للاستخبارات البريطانية في حادث تسميم سكريبال، هو الردّ الروسي "الأكثر فظاظة" حتى الآن على المزاعم البريطانية، وفق  وصف وكالة "أسوشييتد برس".

وقالت موسكو إنّ الإخفاق البريطاني في تقديم أي دليل على هذه الاتهامات، يشير إلى أنّ حادث التسميم كان "استفزازاً سياسياً كبيراً".
وطالبت الخارجية الروسية لندن بإثبات أنّ العملاء البريطانيين لم يسمموا سكريبال، وقالت إنهّا في غياب هذا الإثبات، ستعتبر الواقعة اعتداء على حياة مواطنين روس.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: "يقودنا تحليل لكل الملابسات... إلى التفكير في ضلوع محتمل لأجهزة المخابرات البريطانية فيه (التسميم)".
وأضاف البيان "إذا لم يُقدم دليل مقنع يثبت العكس للجانب الروسي، فسنعتبر أننا نتعامل مع اعتداء على حياة مواطنينا نتيجة لتحريض سياسي كبير".

وفي إجراء يُعد الأوسع نطاقاً من نوعه ضد موسكو منذ ذروة الحرب الباردة، أعلنت الولايات المتحدة، ودول في الاتحاد الأوروبي، طرد عشرات الدبلوماسيين الروس، لمعاقبة الكرملين على هجوم سالزبري.

كما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس الثلاثاء، طرد سبعة دبلوماسيين روس، ورفض اعتماد ثلاثة آخرين، في إطار الإجراءات الدولية رداً على تسميم سكريبال.

كما لم يستبعد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس الثلاثاء، بعد عملية الطرد الأوروبية الجماعية للدبلوماسيين الروس "اتخاذ تدابير إضافية في الأيام والأسابيع المقبلة تتضمن عمليات طرد جديدة".

وكانت الولايات المتحدة، و16 من دول الاتحاد الأوروبي، انضمت إليها كندا والنروج وأوكرانيا وأستراليا، قد عمدت، الإثنين والثلاثاء، إلى طرد أكثر من 130 دبلوماسياً روسياً، في عملية منسقة ضد موسكو.


واليوم، الأربعاء، انضمّت لوكسمبورغ إلى الدول المعاقبة لروسيا، إذ أعلنت استدعاء سفيرها في موسكو "للتشاور". وأوضحت الحكومة، في بيان، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس"، أنّها "تؤيّد تحليل الحكومة البريطانية بأنّه من المرجح جداً أن تكون روسيا مسؤولة عن هذا العمل".

وكانت السلطات الروسية قد سجنت سكريبال لبيعه أسراراً روسية إلى بريطانيا، إلا أنّها أفرجت عنه وسلمته إلى بريطانيا في إطار صفقة تبادل جواسيس في 2010، وقد استقر بعد ذلك في مدينة سالزبري، جنوبي إنكلترا.

لائحة الدول "المعاقِبة" وعدد الدبلوماسيين الروس المطرودين بقضية سكريبال