ثالث خندق أمني بين العراق وسورية: وقف تسلل "داعش"

خندق أمني بين القائم العراقية والبوكمال السورية: وقف تسلل "داعش"

28 مارس 2018
تهديد "داعش" ما زال قائماً (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤولون عراقيون إن الجهد الهندسي بوزارة الدفاع باشر أخيراً بحفر خندق أمني آخر يمتد عشرات الكيلومترات بين القائم العراقية والبوكمال السورية لمنع تسلل عناصر تنظيم "داعش"، في ثالث خندق يتم حفره على الشريط الحدودي بين البلدين الممتد لأكثر من 600 كيلومتر.

وباتت القوات العراقية منذ نهاية العام الماضي تسيطر على أكثر من 97 بالمائة من الحدود مع سورية والنسبة المتبقية تقع تحت سيطرة خليط من مسلحين أكراد عراقيين وسوريين موالين لحزب "العمال الكردستاني"، وتقع بين نينوى العراقية والحسكة السورية.

ووفق بيان لوزارة الدفاع، فإن الحكومة العراقية ستخضع الحدود بالكامل لسيطرتها، في إشارة إلى الجزء الذي يسيطر عليه المسلحون الأكراد بعد تداعيات التهديد التركي بعملية عسكرية في سنجار الحدودية مع سورية ورفض بغداد لذلك.

ووفقا لمسؤولين عراقيين، فإن الخندق الجديد الذي أقر إنشاؤه بين البلدين يقع في أكثر المناطق الحدودية قلقا، والتي شهدت أخيرا عمليات تسلل لمسلحي "داعش"، كون الحدود في تلك المنطقة عبارة عن أسلاك شائكة وسواتر ترابية يسهل اجتيازها ليلا أو خلال الأحوال الجوية السيئة بشكل لا يمكن لطائرات المراقبة أو المراصد وكاميرات المراقبة ملاحظته.

ويبلغ طول الخندق الجديد نحو 60 كيلومترا، ويبدأ من القائم وتقابلها البوكمال السورية مرورا بوادي وواحة رتيمي ووادي الهري، وصولا إلى وادي عكاشات الغربي. وتقابل الخندق في أجزاء منه صحراء التنف السورية التي توجد بالقرب منها قوات أميركية منذ أشهر طويلة.

وقال مسؤول حكومي ببغداد لـ"العربي الجديد"، إن الخنادق قد تتكرر في مناطق حدودية أخرى مصنفة على أنها هشة مع دول أخرى في المستقبل القريب، كالسعودية وإيران والأردن.

ووفقا للتسريبات التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن الخندق الجديد يبلغ عرضه أربعة أمتار وبعمق ثلاثة أمتار، وتقوم آليات تابعة لوحدات الجهد الهندسي بالجيش العراقي بعملية الحفر، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى منع مرور الشاحنات أو السيارات من خلال الخندق الذي سيقلل الاعتماد على الجهد البشري في ضبط الحدود.

وحول ذلك، قال العقيد سلام حسين الساعدي، من قيادة عمليات البادية والجزيرة المسؤولة عن تأمين تلك المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن عمليات حفر الخنادق ونصب السواتر الترابية مستمرة مع سورية.

وأضاف "نحاول من خلال الخندق تقليل فرص نجاح المسلحين بالمجيء للعراق، كون المساحات واسعة وكبيرة ولا يوجد ما يمكّن من تمييز أراضي العراق عن سورية في كثير من المناطق إلا الأسلاك الشائكة وبعض الكتل والعلامات الإسمنتية التي يعود بعضها إلى ما بعد سايكس بيكو"، وفقا لقوله.

وتابع "فكرة الخنادق متبعة بكثير من الدول التي تحاول أن تنهض بنفسها من آثار الحروب وتفرض الاستقرار في الداخل".