من يكون الفرنسي- المغربي رضوان لقديم منفذ اعتداء تريب؟

من يكون الفرنسي - المغربي رضوان لقديم منفذ اعتداء تريب؟

23 مارس 2018
لقديم طالب بالإفراج عن صلاح عبدالسلام (إيريك كبانيس/فرانس برس)
+ الخط -

"كان معروفا لدى السلطات وتحت المراقبة، لكننا لم نعتقد أنه يشكل خطرا رغم شكوكنا بتحوله إلى الفكر المتطرف". هكذا عرّف وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب، منفذ هجوم بلدة تريب، غير البعيدة عن مدينة كاركاسون، أقصى جنوب فرنسا، رضوان لقديم.

لقديم فرنسي من أصل مغربي، يبلغ من العمر 26 عاما، يقول وزير الداخلية الفرنسي إنه "ربما تحرّك بشكل منفرد"، غير أنه كان معروفاً لدى السلطات والاستخبارات بـ"نشاطه الكثيف" على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة الحسابات المرتبطة بالسلفيين.

سبق أن احتجر منفذ اعتداءات اليوم في كاركاسون في عام 2016 من أجل "جنح بسيطة"، قبل أن "يتحول بشكل مفاجئ"، مثلما قال وزير الداخلية الفرنسي، إلى "التشدد".

بين "الجرائم الصغيرة" ومهاجمة الشرطة، ثم احتجاز رهائن، مساحة واسعة من الغموض قد تكشف عنها التحقيقات التي ستجري مع محيطه لكشف علاقاته، بعدما لم تتمكن القوات الأمنية من "اصطياده" حيا لاستجوابه، لكن مطالبته بإطلاق سراح صلاح عبد السلام، المشتبه به الأول في هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، التي سقط ضحيتها 130 شخصا، وتبني "داعش" لعملية اليوم، تأكيد على أنه مرتبط، بشكل أو بآخر، بالتنظيم. 

كان المغربي الفرنسي رضوان لقديم يسكن في مدينة كاركاسون القريبة من تريب برفقة والديه وأخواته، ومن هناك بدأ مسلسل ثلاث هجمات اليوم، حيث قام في البداية بسرقة سيارة، وقتل شخصاً بداخلها وأصاب السائق، قبل أن يطلق النار باتجاه أربعة من رجال الشرطة أصاب أحدهم، ليتحصّن بعدها في سوبرماركت قريب ويحتجز عدداً من الرهائن وهو يهتف "الله أكبر"، معلنا ولاءه لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وكان لافتاً ما قاله جيران منفذ هجوم اليوم، إذ صرّحوا بأنه رافق إحدى أخواته إلى المدرسة صباح اليوم قبل أن ينفذ عمليته.

كما تشير مختلف الشهادات التي حصلت عليها صحف فرنسية، ومنها صحيفة "لوباريزيان"، إلى أن لقديم كان يرتاد أحد المساجد بانتظام، وأنه كان "هادئا" و"لطيفاً"، وكان "يعيش منعزلا".


وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أنه تحوم شكوكٌ، غير مؤكدة، حول سفر محتمل لرضوان لقديم إلى سورية، دون أن تحصل السلطات الفرنسية على تأكيد لذلك. 

وأكدت السلطات الفرنسية، في وقت لاحق، مقتل 3 أشخاص على الأقل في الهجمات، بينهم جزار يعمل بالمتجر، وأن الشرطة تمكنت من قتل المنفذ.

قبل أن يقتل لقديم، تطوع دركي فرنسي ليكون رهينة بدل رهينة مدني، وبقي مع المحتجز إلى أن تمت تصفيته.

وفيما انتهى، على ما يبدو، الـ"وضع الخطير والجدي"، بحسب توصيف رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب​، سريعا، فإنه يؤكد أن فرنسا لا تزال تحت دائرة الخطر، خاصة من قبل "داعش"، الذي تبنى اعتداءات اليوم، وقال إن لقديم هو "جندي في الدولة الإسلامية".