ظريف يدعو إلى "شبكة أمنية" بشراكة إيرانية في الخليج

ظريف يدعو إلى "شبكة أمنية" بشراكة إيرانية في الخليج

20 مارس 2018
ظريف: لبلورة تدابير مستدامة تحصن الأمن الإقليمي (سين غالوب/Getty)
+ الخط -

دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى "استحداث شبكة أمنية" تساهم فيها دول منطقة الخليج وجوارها، وذلك في مقال نشرته صحيفة "العربي الجديد"، التي تصدر في لندن، اليوم الثلاثاء. 

أوضح ظريف في المقال أن هذه الشبكة أسلوب يحول دون تزايد ما سماها "النزاعات والتحالفات المرحلية العقيمة"، كما أن بلدان المنطقة تعكف على اتخاذ هذه الشبكة "ركيزة وقاعدة للتعاون، من أجل بلورة تدابير مستدامة، تحصن الأمن الإقليمي". 

وتجاهل وزير الخارجية الإيراني الإشارة إلى "العوائق القائمة" التي تضعف إمكانية قيام هذا "النموذج الأمني الجديد"، كما سماه في عنوان مقاله، ومنها أن بلاده لا تتمتع بعلاقات طيبة مع السعودية، البلد الأكبر في منطقة الخليج، وأن التوتر بين البلدين يبلغ مدى كبيرا، بالنظر إلى حدة الخلافات والاتهامات المتبادلة بينهما. 

ولم يأت الوزير ظريف على أي دور خاص للمملكة في الشبكة الأمنية التي يطرحها، واكتفى بتقديم ما تعتبر نصائح للأخذ بها من أجل قيام هذه الشبكة، غير أنه لمّح ضمنا إلى السعودية، من دون تسميتها، في ترحيبه بالتنافس بين البلدان على خط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بينما اعتبر "العمل على النزوع إلى التسلط واستبعاد الخصوم للتحول إلى قوة طاغية لا يعد فقط أمرا بعيد المنال، بل سيثير أجواء من التوتر، فضلا عن تعذر تطبيقه من حيث المبدأ". 

وكتب وزير الخارجية الإيراني أن "مواجهة تيار التطرف والإرهاب أهم أولويات" بلاده والمنطقة، غير أنه لا يشير إلى مسؤولية أي طرف في اتساع رقعة هذا التيار. كما أن مقاله تجاهل الوجود العسكري لبلاده في سورية، والذي يرى خبراء ومثقفون عرب أنه من أسباب اتساع هذا التطرف والإرهاب. 

 

ومن غير المتوقع أن تجد دعوة محمد جواد ظريف إلى "الشبكة الأمنية" في المنطقة تجاوبا، بالنظر إلى الموقف السلبي والحاد الذي تتخذه دول خليجية من إيران التي تدعم الحوثيين في اليمن، والذين تعمل السعودية، في قيادتها تحالفا عسكريا، من أجل إطاحتهم عن السلطة في صنعاء، وإعادة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة. 

وفيما تجاهل الوزير الإيراني هذه المسألة الشديدة الأهمية في منطقة الخليج، ألح مقاله على المضي نحو "الحوار واتخاذ خطوات على صعيد بناء الثقة وتعزيزها"، بحسب تعبيره، وكتب أيضا أن "الحوار هو إحدى الوسائل الكفيلة بإزالة مناخات عدم الثقة". 

ومن المستبعد أن تتلقى العربية السعودية هذه الدعوة بإيجابية.